الشعب يريد .. أسقاط الحمار
صنع عددًا كبيرا من اللوحات ؛ ونادي الناس ؛ وصفهم في طوابير؛ (أخرج يا حمار من المزرعة) (الموت للحمير) ؛ (يا ويلك يا حمار من صاحب الدار) ؛ والحمار يأكل ولايهتم
نشر في 02 غشت 2016 .
حمار دخل مزرعة رجل ؛ وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب فيه الرجل ؛ ولكن كيف يُخرج الحمار؟ أسرع إلي البيت ؛ وأحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير ؛ وقطعة كبيرة من الكرتون المقوي ؛ كتب عليها (يا حمار اخرج من مزرعتي ) ؛ ثبت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة والمسمار؛ وذهب إلي الحمار؛ رفع اللوحة عاليا ؛ ولكن الحمار لم يخرج .
في الصباح الثاني ؛ صنع عددًا كبيرا من اللوحات ؛ ونادي الناس ؛ وصفهم في طوابير؛ (أخرج يا حمار من المزرعة) (الموت للحمير) ؛ (يا ويلك يا حمار من صاحب الدار) ؛ والحمار يأكل ولايهتم .
في الصباح الثالث ؛ جلس يضع خطة لإخراج الحمار: نموذج مجسم لحمار يشبه الأصلي ؛ سكب البنزين عليه وأحرقه ؛ نظر الحمار وعاد للأكل ؛ أرسل الرجل وسيطا قال للحمار: صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحته. الحمار لا يرد ! طيب حدد المساحة التي تريدها ؛ ولكن لا تتجاوزهامن دهشتهم ؛ أخذ الحمار نصفا من المزرعة ؛ ووقف فيه .فرح الناس ؛ أخيرا وافق الحمار؛ أحضر صاحب المزرعة الأخشاب ؛ ووضع سياجا حول المزرعة ؛ وقسمها نصفين وترك للحمار النصف ؛ الذي هو واقف فيه .
في الصباح الرابع ؛ كانت المفاجأة ؛ لقد ترك الحمار نصفه؛ ودخل في نصف صاحب المزرعة ؛ وأخذ يأكل . رجع أخونا مرة أخري إلي اللوحات والمظاهرات ؛ ولكن الحمار لا يفهم .
بدأ الرجل يفكر في ترك أملاكه كلها للحمار؛ وأمام دهشة الجميع ؛ خرج طفل صغير وتقدم للحمار؛ وضربه بعصا صغيرة علي قفاه ؛ فإذا به يجري خارج المزرعة .
قصة كنا نسمعها ونحن صغار، ولا نجد لها تفسيرا إلا السخرية والتهكم ؛ من شدة غباء وقلة حيلة صاحب المزرعة وجيرانه ؛ ومن صاحبنا الحمار وهو يأكل ؛ وينظر إليهم بغرابة وبلا حول ولا قوة .
والقصة تصلح لكل زمان ومكان ؛ ولكن من يفهم؟
-
خالد حمزةنائب رئيس تحرير باخبار اليوم