ال ولا حاجة المقدسة

"وكأن الحياة معادلةً منتهيه "

قالها لى صديقى حارسِ العقار وهو يُشعِلُ لُفَافةَ التبغِ الثانيةَ منْ سابِقَتِها .. ثم أكمل قائلاً

"لقد إنطفأ نورَ مصباحي سابقاً ولم أُدرِك مُذْ ذَهبْت ُ فى أعماقِ الغفلة .. حتى أَنِّى غَفَوْت عن أحلامى حتى نَسيتُها

وها أنا الآن أفَقْتُ على ظلامٍ سَرْمَدِيّ لا أكاد استوعب أنى مُسْتيقظ "

إستدار جانباً لكى يكونَ معى وجهاً لوجه ثم أتْبَعَ قائلاً"

بَيْدَ أنى لَمْ أعد اكترث هل هناك ما تبقى من الحياة أم أننى ذَهبت الى ديار أخرى أم انها مَزْحَه ؟!..

إحساس مَنْ تألم حتى أصبح لا يشعر بالألم ..

إحساس رجلٌ ماتَ من خوفهِ حتى أصبحَ لا يخاف..

وأشار إلى بإصبعيه الَّتان يحملان لُفافتَهُ وهو باكياً

أتعلمْ أمراً !

قدْ دَمَرَتْ الحياةُ مَعَالمَنا حتى أصبحنا لا نُشبهُنا .

طوفانٌ يجتاحُ داخلى لا أعرف إلى أىِّ مدى تَدَهوَر دَاخِلى من حَجم الدمار جرّاء ما أحدثت الأيام

أصبحنا نَدْفَع الأيام حتى تَمُرّ

نُريدها فقط ان تَمُرّ ...

هل وَصلَ الأمرُ إلى حدٍ لا يُمكن للتأمين أن يدفع تكاليفَه ،

هل أصبحت السيارةُ حطامٌ لا يمكن إصلاحه ؟

هل انتهى بنا المطاف هكذا ؟

لا جَرَمَ أننا نستحق.

فرَدَدَتُ عَليهِ قائِلاً لَقَدْ عقَدْتَ لِسانى يا صديقى رُغمَ طَلاقَتِهِ إلا عن قول أن الحياه معادله ولكنها مسببه

حتى وان كانت إرادهُ الله بِنَا أنْ نُعَذَّبْ فلابد أن هناك ما خَفِىَ عنكَ لَمْ تُدْرِكْهُ فَما رُزِقْتَهُ قد مُنِعَ عَن غَيرِك ليسَ لغرض الحرمان فَلَمْ يَكونْ خَلْقُنَا مَحْضُ عذاب ..

فتَغيّرَت نَظَرَاتُهُ وإزدادت حِدتَها وألقى لُفَافَتَهُ التى كانت أوشَكَتْ على الإنتهاء قائلاً

"هل تدري كيف يكون إحساس ورقة الشجر في مَهَبِ الريح ؟ لا هي تَمَسَّكتْ بغصنها الفَتَيّ و ظلّت شامخةً في عليائها و لا هي تَهَاوتْ إلى أديم الأرض حيث تجِف و تتحلل لتواصلَ حياةً أخرى في بطن التراب.

تظل مُتأرجِحَة تتخبط في عجز لا تملك من أمرها شيئاً و جُلَ ما ترجوه هو أن تَلْفَظها الريحُ قَريباً عَلَّها تحظى ببعض السكينة و لو في العدم.

#الولاحاجه_ياصديقى