إخاء شعراوي يكتب : عمرو خالد.. يواجه الالحاد بـ”ستاند أب ديني”! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إخاء شعراوي يكتب : عمرو خالد.. يواجه الالحاد بـ”ستاند أب ديني”!

أصبح كل ما يشغل “داعيه عصره واوانه” هو الظهور الاعلامي فقط دون رؤيه او تخطيط او هدف حقيقي لهذا الظهور، واصبح التطوير الذي يتحدث عنه فقط هو تطوير الشكل ليواكب التقدم السينمائي والبرامجي، مع روايات عن المجتمعات الغربيه بعيدا عن الدين

  نشر في 03 يونيو 2016 .

قرر الداعيه عمرو خالد هذا العام ان يظهر بشكل جديد ومختلف عما كان يقدمه في السنوات السابقه، الا انه ظهر بصوره اسوا مما كان عليه فيالماضي، قرر عمرو خالد فجاه الا تمر عليه فرصه الشهر الكريم،الا واستغلهافي الظهور من جديد والعوده في محاوله بائسه لكسب ود جمهوره الذي ابتعد عنه في الفترات الاخيره لعده اسباب، اهمها اتجاهه الي العمل السياسي، كان الداعيه الليبرالي يسعي للفوز باي دور في الحياه السياسيه، الا انه سرعان ما تراجع بعد انخفاض شعبيته، وثبوت فشله وضعف خبراته في العمل السياسي، اسوه بفشله في مجال الدعوه، وتلقي العديد من الانتقاداتاللاذعه، التي قرر علي اثرها الابتعاد تماما عن السياسه والعوده من جديد للدعوه من خلال برنامجه الذي يعرض حاليا “الايمان والعصر”، وكان الايمان بالله يختلف بين العصور.

يقول عمرو خالد ان برنامجه رؤيه جديده وفعاله في المجتمع، ويعتبر البرنامج ذو تاثير عظيم في نفوس الشباب، ويضيف ان الهدف من البرنامج مواجهه انتشار الالحاد في المجتمع العربي، مؤكدا اننا نعيش ازمه دينيه بعد تعرض الاديان لزلزال هز عرشها، وادي الي الحاد عدد كبير من شباب المجتمع وتشكيكهم في وجود الله سبحانه وتعالي، العجيب ان الداعيه الليبرالي نفسه لم يضع خلال برنامجه اي حلول لازمه الالحاد، ولم يجب عن اسئله الملحدين، تابعت البرنامج منذ حلقته الاولي والتي وعد خلالها عمرو خالد بالرد علي جميع اسئله الملحدين ومناظرتهم والاخذ والرد عليهم في نقاش مفتوح، الا انه فعليا وطوال حلقات البرنامج لم يرد علي اسئله، ولم يات من الدين باي دلالات لمواجهه الالحاد، ما فعله فقط هو المزايده علي الملحدين، والهجوم عليهم، حتي انه في احدي الحلقات طالب الجمهور بعدم الرد علي اسئله الملحدين، وطالبهم بان يكونوا في موضع الهجوم وليس الدفاع، معتبرا ان اسئله الملحدين عن الاديان تافهه ولا تستحق الرد، في حين انه خصص برنامجه بالكامل عن الالحاد ومواجهته، فكيف يواجه ازمه في المجتمع دون الرد علي اسئله اصحاب الازمه !

قرر عمرو خالد ان يتاجر في برنامجه بقضيه الالحاد ليرفع نسبه مشاهده البرنامج، علي اعتبار ان اعداد الملحدين في المجتمع العربي كبيره، في حين انه نفسه لم يواجههم او يناظرهم ليحسم الجدل الدائر في نفوسهم حول ماهيه الاديان ووجود الله سبحانه وتعالي، لم ياتي الداعيه المنتفع باي دلالات من الدين لمواجهه الالحاد، بل انه خرج ليحدثنا عن المجتمعات الغربيه ومدي تاثر شبابنا بها، وكان اسباب الالحاد هي ميل الشباب لطبيعه وحياه المجتمعات الغربيه، في حين ان الازمه الحقيقيه تتلخص في دور رجال الدين في الوطن العربي وعدم قدرتهم علي المواجهه وحسم الجدل، حتي ان بعضهم تسبب في انتشار الالحاد بين الشباب.

العجيب في الامر ان عمرو خالد هاجم المؤسسات الدينيه في الوطن العربي، واتهمها انها لم تطور من نفسها لمواجهه تطورات العصر، ويضيف ان اخر التفسيرات الدينيه للقران والسنه مر عليها اكثر من 70 عاما، وهو ما ادي لفجوه بين الدين والتطور التكنولوجي، في حين انه نفسه برغم عمله في الدعوه منذ اكثر من 10 سنوات لم يصدر له كتاب واحد فقط في الدين يواكب هذا التطور، او يصحح ويفسر المفاهيم الخاطئه، فاصبح نفسه جزءا من المشكله التي يدعي تخصيص برنامجه لمواجهتها، فهو نفسه لم يواكب التطور ولم يحدث مفاهيم الناس من خلال كتاباته، ما يفعله فقط هو المتاجره.

يقول عمرو خالد ان فهم المجتمع للدين لا يتحرك منذ 70 عاما، فاين كان هو نفسه من هذه الازمه ؟! لماذا لم يطور هذا الفكر لمواكبه العصر طوال السنوات الماضيه ؟! حتي انه حين عاد بعد غياب لم يطور شيئا سوي تحويل شكل برنامجه من دروس في التاهيل الي “ستاند اب ديني”، علي غرار البرامج الكوميديه الشهيره باسم “ستاند أب كوميدي”، هذا فقط الجديد في رؤيه عمرو خالد للدين والالحاد، قرر ان يعود بهذا البرنامج المختلف في الشكل فقط، دون الاهتمام بالمحتوي والمضمون، فخرج البرنامج باهتا لم يرضي مشاهديه، ولم يجيب علي اسئله الملحدين، ولم ينصف الاديان.

يقول الرسول عليه افضل الصلاه والسلام في حديثه الشريف (اِنَّ اللَّهَ يَبْعَث ُلِهَذِهِ الْاُمَّهِ عَلَي رَاْسِ كُلِّ مِائَهِ سَنَهٍ مَنْ يُجَدِّد ُلَهَا دِينَهَا)، في حين ان عمرو خالد يرفض اي تجديد للتراث الذي يعتبره من الثوابت، رافضا الاقتراب منها او محاوله فهمها من جديد وتفسيرها بصوره تناسب تطور العصور، وذلك طبقا لتاكيداته في البرنامج برفضه مناقشه الثوابت الدينيه، ولم يفصح خلال البرنامج عن اي ثوابت يتحدث.

يتعامل عمرو خالد وزملائه من الدعاه الجديد للبرامج الدينيه، مثلما يتعامل الفنانون مع المسلسلات في رمضان، فالاول يخرج برنامج تنميه بشريه وديني بسناريو وحوار يهدف للتسليه وليس الاصلاح، بينما الاخرون اكثر تصالح مع انفسهم باعتبار التسليه والفن هي الهدف الرئيسي من عملهم، لذلك فهم يطرحون المشاكل في اعمالهم دون طرح حلول لانها ليست من اختصاصهم، بينما خالد يطرح ايضا المشاكل ولا يحلها، رغم انه وبرنامجه ووظيفته تحتم عليه ان يبحث عن حلول.

لذلك فهو استعان بمخرج التسليه والكليبات ياسر سامي لاخراج برنامجه الاصلاحي، ووضع رؤيته وتقنياته الجديده و المبهره، كما وضعها من قبل في الكليبات الغنائيه والتي راها هؤلاء لهو الحديث و من المعازف والعري المحرم! فكان مفهومها عن التسليه و التجديد هو الاستعانه بطريقه اشبه بـ”باور بوينت”، كالتي يستخدمها المدرسين لتعليم الاطفال، وليس للبالغين الذين وصل حدود تفكيرهم الي الالحاد!

اخيرا اصبح كل ما يشغل “داعيه عصره واوانه” هو الظهور الاعلامي فقط دون رؤيه او تخطيط او هدف حقيقي لهذا الظهور، واصبح التطوير الذي يتحدث عنه فقط هو تطوير الشكل ليواكب التقدم السينمائي والبرامجي، مع روايات عن المجتمعات الغربيه بعيدا عن الدين.


  • 1

   نشر في 03 يونيو 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا