من مِنّا لا يٌخطىء ؟!
لا أحد
هذه حقيقة مٌطلقة لا أحد معصوم من الوقوع بالخطأ !
إيماننا بِهذه الحقيقة هو ما يجعلنا نتريث في التنظير على من أمامنا
ننسى كثيراً هذا الأمر فنبدأ بإتخاذ دور الإله في محاسبة المٌخطىء والوقوف أمام خطأه،
على كل صغيرة وكبيرة على أمور تستحق وأمور لا تستحق في الزمن المناسب والغير مناسب في أسلوب لائق وأسلوب غير لائق !
الكثير الكثير أصبحَ يعتقد أنهٌ مٌخوّل لِتقييم أعمالنا وأقوالنا وأرائنا وأفكارنا وإن كانَ غير مؤهل لذلك
الإسراف في تقديم الوعظ والنٌصح أصبحَ مرض العصر!
محاولة إدخال الآيات والأحاديث وإن كانت بغير محلها ولغير ما أٌنزلت لأجله جعلت منه خطاب غير مرغوب يهرب منه المٌتلقي ولا يكترث له
نعم نحنٌ لا ننكر الخطأ ولا ندعو للتصفيق له ولا لتشريعه ولكن ليس كل خطأ يستحق العقاب ولا كل زلة تستحق وعظ يشعر المٌخطىء من خلاله أنهٌ تجاوز حد كبير وارتكب جٌرم عظيم
الإستخدام الخاطىء لشعيرة الوعظ غيّبت الغاية والهدف السامي منها
لا شك أن هذا مؤسف ومزعج لكل من يفهم معناها بشكل جيد
إنني لا أدعو هنا لترك النٌصح بقدر ما أدعو إلى تعلّم كيفية تقديمه بصورة لائقة ومرغوبة ومؤثرة !
قبل الإقدام عليه علينا أن نعرف ماالذي يدفعنا إليه هل هو إسقاط المٌخطىء وتقزيمه أمام خطأه أم إعانته على الإستقامة في السلوك والخٌلق وتصحيح مايٌمكن تصحيحه !
نعم النصيحة فعل رائع غالباً الذي يدفعنا إليها هو حب الخير للغير ولكن قد يجهل الكثير مِنا كيفية تقديمها بشكل جيد آخذاً بعين الإعتبار (المفردات المناسبة والوقت المناسب )
كما أنهٌ علينا أن نعيّ جيداً أن دورها ينتهي بتقديمنا لها لا يلزمنا بعد ذلك ردّة فعل المتلقي منها اتخذها أم تجاهلها كل هذا لا يٌقلل من قدر وجمالية ما قٌمنا بِه من فعل طيب نٌثاب عليه
أخيراً
كل ما أرجوه أن تعود المعاني الصحيحة للكثير من المفاهيم والأعمال التي غابت بفضل الفهم الخاطىء لها !
-
asmaمواليد ٢١-٥-١٩٩١ بكالوريس رياضيات