عندما جلست الى مكتبي الصغير ارتب اوراقي المبعثرة انزلق ذاك الكتاب الذي لم اذكر متى اشتريته كان عبارة عن مذكرات لاحدى الشخصيات القديمة نسائية حققت شهرة مسرحية في حينها جذبتني تلك المذكرات لقرائتها وكعادتي تركت ترتيب اوراقي وتهت مع كتابي الجديد بالعادة انا احب كتب السير الذاتيه والزمن الذي عاصرته تلك الشخصية زمن رائع عاش فيه (فكتور هيجو ، اوسكار وايلد ، مونييه ) حقبة خلقت الثقافة الجديدة كما نعرفها كانت المذكرات مكتوبة بصيغة الرسائل بين المؤلفه والشخصية رغم انها كانت ميته بالفعل اثناء كتابة هذه المذكرات ..

عندما انكببت على قرائتها وتحليل الشخصية الذي عرض من قبل الكاتبة دون حرفية حيث في ادب المذكرات الذي لايجب ان يظهر اي تحليل للشخصية من قبل الكاتب وانما الالتزام بأحترافية الصدق في نقل الواقع انذاك وهذا ليس الشيء الوحيد الذي كان ملاحظ في المذكرات .. عندما يشرع اي كتاب بتسجيل سيرة حياة فنان او سياسي او شاعر اوحتى اديب يجب ان نجد في هذه السيرة قيمة مهمه او حتى اضاءة ممكن من خلالها ان تشد القارىء الذي قد يكون بينه وبين احداث تلك السيرة قرن ونيف من الزمان وتباعد الاماكن ..

لم اجد اي بعد في الشخصية او اي اضافة من قبلها في حيز عملها او مجتمعها بل بالعكس كانت استمرارية لخطأ عاشته عائلتها وصورته كأنما هو الحل الامثل الذي يجب اتباعه للوصول..

كل ما احسست به وانا اقراء هذه السيرة بأن روحي تسحب مني شعرت بالانقباض الشديد وانا اقراء تلك السيرة الرديئة التي تسيء الى النساء بصورة عامة والتي لم تكن حتى عند نفسها محط تقدير ..

استمريت بقراءة السيرة الى النهاية علي اجد تطور من الممكن ان ابرر للكاتبة دفعها لاختيار تلك الشخصية لتقدمها الينا استمرت الوتيرة نفسها الى نهاية حياتها ..

هنا تذكرت نصيحة استاذي احمد السعداوي الوقت " ثمين لا تضيعوه في قراءة ما لا يستحق "..

اوؤيدك بشدة استاذي العزيز فالكتب الرديئة تسحب ارواحنا الى مكان مؤلم لن نتخلص من اثارها بسهولة .