تدور في فلك أجوف، في حياة هشة تتصدع كل حين وأنت تحاول ترميمها أو إعادة صوغها حتي،تدور كآلة حينا ،وكثور في حلبة يجري خلف ستار أحمر لا يدرك لماذا يجري وإلى أين يُقاد !!
البعض ترسخت في عقله أصنام عدة ،غرستها البيئة أو المجتمع أو تعليم يصوغ تجهيلا.. إنها الحقيقة التي لازال كثيرون يغضون الطرف عنها حقيقة أن الكثير من الثوابت التي تغلغت داخل عقولنا ،كثيرا من البديهيات التي سُقيتها في طفولتك ،بل وحتى العلم الذي درسته في صغرك في كثير منه مغلوط !! الثوابت، بدءا من أيديولوجيات خاطئة تبناها بعضهم أودت بكثيرين ظنوا أن كونها انطلقت من مرجعية ثابتة كالإسلام يمنحها قداسة كقداسة الوحي ،مرورا بمنظومة صنعت منا أشباها أو أنصافا ،تتعلم لتتخرج لتجلب مالا لتعيش مرتاحا ،مادية طاغية ،وانتهاءا بأبسط المعلومات التي درستها في التاريخ علي سبيل المثال (جمال عبد الناصر أول رئيس جمهورية لمصر ،كولمبوس هو مكتشف أمريكا ...) ،معلومات مبتورة حينا وخاطئة أحيانا رسخت لمفاهيم وصاغت عقول جيل بأكمله ..
الإشكالية تكمن في أمر التسليم ،لقد سلمت عزيزي القارئ بهذه الأمور ،سلمت بالمنظومة التي نشأت فيها ،كيف لها أن تكون خاطئة ،حتى حين تراءى اليك بوادر تغيير أو محاولة لاقتحام ثوابتك المزعومة أغلقت صدفة عقلك أحكمتها أكثر خشيت أن تنهار معتقداتك ذات حين فتنهار .. تقديس الأفكار دون البحث عنها وفحصها وتمحيصها ،الإنغلاق داخل تنظيم معين ،هو ما أفضى بالأمة إلى هذا الوضع الكارثي ،ضاع المغزى ،اعتنقت مذاهب ذات أيديولوجية قاصرة ،علم خاطئ ،صارت أمة مشوهه ،على شفا جرف هار انهار بها في كل قاع ..
الكلمة الجامعة المانعة المضادة لكل هذه الكوارث هو تحطيم الأصنام ،تحطيم الخوف من تحطيم الأصنام المقدسة داخل عقلك ،راجع كل معتقداتك وثوابتك ،من غرسها داخل عقلك ،فتش بنفسك تطلع إلى العالم حولك بنظرة أشمل ،أطلق تساؤلاتك حررها ،اصنع قناعاتك بنفسك ببحث وتنقيب واطلاع لربما كانت قناعاتك قاصرة أو خاطئة حتى ،لربما يكون أؤلئك الذين مكثوا عمرا في صباك وفي كبرك يغرسون أفكارا ومعتنقات داخلك خاطئون ما المشكلة أليسوا بشرا ؟!
حرر عقلك ،هشم أصنامك ،اصنع ثوابتك بعد اطلاع وقراءة وتفتيش لا تسلم بأي مبدأ أو أي فكرة تلقاها على قارعة الطريق ،سيصيبك التخبط في البداية لكنه تخبط محمود تخبط في سبيل إيجاد سبيل سليم في زمن لا يصح فيه أبدا أن تكون وسط جماعة ،في ضجيج مستمر لا يصنع شيئا ،اخلق سبيلك ،واسلكه حتى وإن كنت وحدك وحدك يا هذا ،لا تستسلم ما عاد هناك وقت للوقوف ،للتيه ،اصنع ثوابتك وانطلق ،لم يعد هناك متسع للدوران ،للخوف انطلق وانزع من عقلك "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" وضع محلها دوما "قل هاتوا برهانكم ".
-
Heba Hamdyالكتابة صرخة ،نطلقها بعد أن تروض الحياة أحبالنا الصوتية على الصراخ المكتوم ...