نصّ مسرحي قصير

الولد: أبي أريد أن أتعلّم اللغة العربيّة الفصحى، أريد أن أكتب بها.

الأب: ولماذا تريد أن تتعلّمها يا بنيّ؟ ما الّذي جعلك تتطّلع إليها وأنت في هذا العمر المبكّر؟!

- لأنّني عربيّ وهي لغتي.

- طيّب، عندما تبلغ السّادسة من العمر سأرسلك إلى المدرسة لتتعلّمها.

الراوي: وراح الولد يلعب مع أترابه ....

وعندما بلغ السّادسة من العمر...

الولد: أبي، أبي، لقد بلغت السّادسة؛ وواعدتني أن تسجلني في المدرسة لأتعلّم لغتي.

الأب: أما نسيت؟! ما أشدّ تعلّقك بلغتك يا بُنيّ! بارك الله بك.

وفي يوم من أيّام أيلول الحارقة، مشيا نحو المدرسة وسجّل الرجل ابنه.

في المدرسة:

المدرس: (دانش آموزان عزيز خوش آمديد، سال جديد تحصيلي را بهتان تبريك میگم. إن شاء الله تا آخر سال زبان فارسي را خوب ياد میگیرید.)

وعندما رجع الولد من المدرسة ...

- ماذا يقول المدرّس يا أبي؟! لغته ليست عربيّة!

- نعم ليست عربيّة، المدارس هنا يا بنيّ لا تدرّس باللغة العربيّة.

فلنبحث لك عن معهد خارج المدرسة... فلنذهب إلى المدينة لنجد معهدا يدرّس العربيّة.

ومشيا يبحثان حتّى وجدا معهدا ...

آها، هذا معهد لتعليم اللغة، وجدناه أخيرا ...

اطرق الباب لأسجلك هنا...

تق تق تق...

فُتح الباب: well com

وهناك لمّة من الطّلاب يدرّسهم أستاذ:

.hello my friends, well com... you will learn english very good

وخرج الوالد مع ابنه حائرينِ:

الولد: ماذا نفعل يا أبي ويبدو أنّ الأبواب جميعها سُدت في وجوهنا؟! كيف أتعلّم لغتي إذن؟!

- لأستشير صديقي، فهو مثقّف ويتابع أخبار السّاحة الأهوازيّة...

ورفع سمّاعة الهاتف وبحث عن اسم صديقه أبي هيفاء ...

- ألو، يا أبا هيفاء، سنأتيك طالبين استشارتك ...

ولمس الأبُ أيقونة برنامج (snapp) وخلال بضع دقائق حضرت سيّارة أجرة واستقلاها ...

الأب: هذه قصّتنا يا أبا هيفاء وجئناك للاستشارة.

أبو هيفاء: الحلّ عندي.

- وما هو الحلّ؟!

- قبل فترة وصلني إعلان عن تدريس اللغة العربيّة في عبّادان ... وبالمجّان.

- وبالمجّان أيضا؟!

- نعم، هناك شباب مهتمّون باللغة وبالثّقافة العربيّة شكّلوا صفّا لتعليم اللغة العربيّة.

- اعطنا العنوان جزاك اللهُ خيرا.

- سجل العنوان: عبّادان، حيّ السّليج، المضيف الثّقافي.

- هيا إلى عبادان يا بُنيّ.

30-5-2018