في متاهات الليل، وبين أوجاعه وسكناته، يسترخي الجسد ؛ليتأتى له النوم ويستمتع بالراحة والإطمئنان لكن ما إن يشرع في هذا حتى تبدأ الروح بالهيجان،والقلب بالخفقان ،والعين بالشخوص والذهن يهذي ،والهم يسري ،والصبح يبطئ ،والنفس في وحشة ،والفكر في سكرة.......
فيال هذا الحب ما أقساه وياله من شعور مخادع ،ورفيق لئيم يجبر الكسر ثم يعاود كسره فيحاول ترميمه ثم يهشمه وهذا عن العظم فابالك بالقلب ...يديم عليه الخفقان ويعتريه السيلان ثم مايلبث حتى يمزقه ويوهمه ثم يجوفه ويتنكر له ثم يبغته ..
إن كساه ألبسه لباس الحسرة لباس المعاناة فلادفئ ،ولاحنان فماتلبث هذه الكسوة حتى تبتل وتتلون، يزخرفها الحنين وتنسج الذكرى خيوطها على أطرافها لتبقى علامة ظاهرة.....
إن بين الليل والحب لصحبة منذ الأزل ،فما نجد شاعرا ولاكاتبا يتغنى في هواه وعشقه إلا ونجد الليل لب قوله ،وفحوى قصيده ،ومرتع آلامه ووحشته ،وإن هذا لتناغم واقتران ومجانسة فكل منهما يغمر الآخر ....
إن الحب آفة ومرض عضال يسيطر على الفكر ،ويشغل البال ويجلب للنفس الحزن عقب متاع غرها به ثم يلحفها بردة سوداء وليلة ظلماء ..
تترنم الأحلام في الفكر وتنتج فلما رومنسيا يبدأ بشوق وتلهف وشعور جميل ثم ينتهي في كابوس مزعج وكئيب ....
ومايزيد العاشق غما وكبتا أنه قد لايفضي بمشاعره بل يكتمها ،وينحتها على قلبه بخطوط عراض نحت مكلوم وفي جوفه لهيب يتلضى ،وشوق وحسرة ..
فمالك ولهذا وماتجدي هذه الدنيا وهذا المتاع إنما الحب لله وحده لاشريك له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،ومن لهم حق عليك ،وما كان على وجه مشروع ..والله المستعان . ...
كتبه :عبدالله بن صالح
في 18\7\ 1439 هـ
nmasuqu@gmail.com