العنف كلمة ربما يتردد صداها حين يُهتَف بها على مسامعنا في حين لآخر ممن حولنا ومن الصحافة والإعلام ,دون أن نأبه أو نتنبّه أن من يتفوّه بها قد يكون ممن يملك براعة تفوق السحر,في حصر مغزاها أو مفهومها وفق مصالحه,من غير أن ندرك أفق معانيها العريض,أو إساءة استخدام الكلمة.
هذا المصطلح له دلالته الفضفاضة,تتباين ألوانها وتتعدد أشكالها,و ليس يخفى على الناظر ما للكلمة ذاتها -وخاصة هذه الأيام- من وزنها الثقيل في عالم يرزح تحت عبء قانون الوحش والغاب,الذي استباح أرواح الناس البسطاء,ودماء الأطفال الأبرياء,فضلا عن تدمير أموالنا والممتلكات.
جميل أن نتطرق الآن إلى تعريف العنف,ونسلّط الأضواء على كتاب معجم اللغة العربية الذي ألّفه الدكتور أحمد عبد الحميد,يقول هذا الكتاب :
العنف: "استخدام القوَّة الجسديَّة استخدامًا غير مشروع أو مطابق للقانون بهدف الاعتداء أو التدمير أو التخريب أو الإساءة"
لعل هذا التعريف من أهم وأوسع التعريفات إحاطة وشمولا,وليس العنف-من وجهة نظري- حِكرا على الجسد فحسب,فقد يكون العنف جسديا أو لفظيا أو معنويا,وهذه بعض ألوان العنف أشكاله :
_ بث الرعب وزرع الخوف في نفوس المدنيّين الآمنين العُزَّل وقصف المستشفيات وتدمير المنازل فوق رءوس ساكنيها
_التسوية بين الضحية والجلّاد,ووقوف الأقوياء مكتوفي اليدين للتفرج على الظالم وأفعاله,والسكوت عن جرائمه
_النفاق الدولي وسياسة الكيل بمكيالين,ودعم الانقلابات على الأنظمة الشرعية المنتخبة ديموقراطيا
_تدخل دولة في شئون دولة أخرى واستغلال خلافاتها الداخلية ودعم طرف من أطراف النزاع بتزويد السلاح والعتاد لبسط النفوذ وقلب نظام الحكم فيها
_انتهاج سياسة التطرف والعنصرية وتحريض مواطنين على الكراهية ضد الأجانب لأسباب عرقية أودينية وتقييد الحريات الدينية
_التعرض لمعتقدات الأمم ومقدسات الأديان بالاعتداء لفظيا على الأنبياء والاستفزاز برسوم الكاريكاتير الساخرة
_إعطاء الضوء الأخضر لبيوت الدعارة ولمواقع الجنس والإباحية الإلكترونية لغزو بيوتنا وأولادنا,واستهداف قيم مجتمعنا الإخلاقية
_النقد الهدّام وتحطيم الأحلام وغض الطرف عن المحاسن,وتتبع سقطات الناس من ذوي المناصب والجاه,والسخرية للنيل من معنويات الآخرين
_تبنّي الأفكار المنحرفة والمتشددة وممارسة الإرهاب باسم الدين لتشويه سمعته بالذبح والتفجير والتهجير متجاهلا أن لا إكراه في الدين إلى غير ذلك من صور العنف وأشكاله التي لا تعدّ ولا تحصى
بقلم/ شيخ محمد فال