عندما تمتزج الغرائبية و السريالية و الفلسفة و الموسيقى و الأدب في بوتقة واحده !!

ذاك العالم الساحر , الأحداث السريالة , المواقف الرائعة , الشخصيات المميزة , شاطئ الانهاية , حجر المدخل .....الخ .

كل ذلك و أكثر في رواية واحده هي ( كافكا على الشاطئ ).

اغمض عينيك,  أشعر بالهواء يتجلل في جسمك , أشعر به يلامسك , أدخل في كون الصمت, فل يتلاشى كل شي حولك تدريجياً , أدخل إلئ تلك المكتبة الواسعة الانهائية و أفتح درج المدخل إلى غرفة سوداء خالية من الشي لا زمن و لا أحد ولا صوت إذ أن الصمت بدأ يختفي,  جالس في غرفتك لديك كتاب ازرق اللون تقول في نفسك 

سوف أقرأه تمسكه وتفتح الكتاب , إذ في تلك اللحظة انت في العالم الحقيقي. 

من أفضل الروايات التي قرأتها , إذ خلال قرأتي لها نسيت  ولو للحظة أن هذه الرواية مؤلفها هاروكي موراكامي, منسجم انسجاماً تاماً مع الرواية و كأني كافكا او فتى المكتبة الغريبة عندما يقرأ الرواية . أو ناكاتا الذي يحصل على المعو_نة

الرواية تمتلك سحراً يجعلك لا تتوقف عن قرأتها رغم أنها طويلة إلا أنك لن تشعر بمرور الزمن ( هذا بديهي فأنت في النهاية في عالم الغرائب ) .

"""قصه الرواية """ ::

كعادته يدخلنا موراكامي في أجواء غرائبية  و بقدر ماهي غرائبية فإنها تحتفل بسحر الحياة وتدافع عنها , و ذلك من خلال حكايتين متقاطعتين, حكاية عجوز يبحث عن نصف ظله الضائع , وفتى في الخامسة عشرة هارب من لعنة أبيه السوداء و بينهما عوالم ومدن و شخصيات ورحلات شبه ملحميه تدور جميعها حول البحث عن الحب و معنى الموت و قيمة الذكريات رواية تدفع كل واحد منا إالى تأمل الحياة , و بدء رحلة البحث عن بوصلته الضائعه """""""""""

الرواية تمتلك الحس الفلسفي الميتافيزيقي الرمزي , تحتوي الغازً كثيرة عن الحياة مما يجعلها منهجيه يريد كلاً منا حلها .

رغم أنها قصتين متوازيتين لكن سوف نرى مدى التأثير المهيب بين القصتين .

هناك دوافع لأختيار الكاتب لحيوانات في القصة مثل الفتى المدعو ( كرو ) و القطط 

لكن قد تكون الدوافع في أن الغراب رمزاً للحكمة و أن القطط في الرواية ( تعرف كل شيء )

لقد أبهرتني الرواية بأحداثها التي لا احد يعرف الى اين سوف تصل و عندما أقول لا أحد أنني أعنيها بجدية وبخصوص هذه النقطة 

يقول تشارلز فوران " {...} وكما في أعمال هاروكي الأخرى فإن جزءاً من الروعة يأتي من الإحساس بأن الكاتب لا يعرف إلى  أين تمضي أحداث روايته , مثل القارئ تماماً."

لقد أبهرتني الرواية بألغازها العميقة و أحداثها السريالة و الجو  العميق بالمعنى الذي يضعنا فيه كافكا و الجو الفكاهي البسيط ذو المعنى ناكاتا . جزءً مني كافكا و جزءً أخر ناكاتا . حقيقه لقد انسجمت مع الرواية بكل التغيرات فيها حزنت على بعض الأشياء و تحمست مع بعضها وهذا يأتي من أن الروعة هي الرواية بحد ذاته وطريقة حكايتها لنا سوء من كافكا ذو المستقبل الغامض و ناكاتا ذو الماضي المفقود , (بعض  المواقف و المشاهد في الرواية غير أخلاقية أو ليست مرغوبة لي أنا و أغلب قراء الرواية  و هذا عيب كبير في  الرواية إلا أن الإجابية تطغى على السلبية )

أنتقلت الرواية بين المدن اليابانية الجميلة الى تصوير الموسيقى الى الميثولوجيا الإغريقية الى التراجيديات القديمة و العميقة إلى أشياء كثيره تضفي الجمالية السريالية في الرواية ,علماً بإن الرواية ذات نهاية مفتوحه و أوكد لك أنك فور الأنتهاء منها سوف تبقى لديك حيرة إذ أن الاسئلة و الألغاز الميتافيزيقية لم توضح بعد وهذا العمود الاساسي في الرواية .

وفي مقابلة للكاتب  نشرت على موقعه الالكتروني بالإنجليزية قال موراكامي أن السر الكامن وراء فهم أحجيات الرواية ينجلي بعد قراءتها لأكثر من مرة " الرواية تحتوي على أحاجي كثير ولكنها لا توفر أية أجوبة، (ولكن جميع هذه الألغاز كلها وتفاعلها مع بعضها يسهّل على القارئ معرفة أجوبتها التي سوف تختلف من قارئ لآخر. بطريقة أخرى فأن الألغاز هي جزء من حلولها، يصعب علي شرح ذلك ولكن هذه هي الطريقة التي أكتب بها)

شخصياً وجدت فيها الكثير لأبحث عنه لأن جزءً مني كافكا و الأخر ناكاتا لا أعرف كيف لكن هذه الطريقة التي تأثرت بها ...

أستفدت من كافكا و شخصية اخرى اشياء صغيرة  و الأشياء الكبيرة تبقى الغازاً ذات حلول , و كذلك ناكاتا وهو من أفضل الشخصيات لدي إذا لم يكن أفضلها . 

و لا أنسى المحادثات و المناقشات العميقة جداً جداً و التي بدوري وجدت فيها اشياء لا أجدها عند أكبر الفلاسفة أو المفكرين لا أعرف ربما المواضيع التي طرحت و نوقشت وفهمت والتي لم تفهم في الرواية هي ما أبحث عنه .

--أدخل الغابة أنسى كل شيء لا أسمع سوى صوت الأشجار عندما يخترق الهواء أغصانها و يلتطم بإوراقها أحس بها تتربص بي أسمع خرير نهر صغير على امتداد أميال لا بأس بها و كأني في عالم كنت أنا الغابة رجعت إلى الكوخ و أحاول النوم جسمي و ذهني تعب أغمضت عيني وأشعر نفسي في ذلك المكان و نمت و أنا أعلم أني عندما سوف أستيقظ لن أكون نفس الشخص الذي كنت عليه قبل أن أنام--

في النهاية هذا هو الأنطباع العفوي بعد قرأة الرواية و شكراً لكم .