الأستطيقيا والحسية الداخلية

في نصين ومضيين للشاعرة شهرزاد النابتي

قراءة - صدام غازي محسن

==========================================

تعال

نتسكع في دروب جمركَ حافيين

عانقني على سرير القصيدة

وتعال

نحتسي عرق الحروف

كلما استشهد العناق

في عراكِ المحابر

-

وصرت ظلا كلما تشرق

وقد أصدق

أن الصبح يأتي لمرتين

-

-----------------

تعريف

علم الجمال الاستطيقيا هو ذلك الفرع من فروع الفلسفة الذي يهتم بطبيعة الجمال والفن و الذوق، وأيضا إبداع وتقدير الجمال.

فأتت نصوص الشاعرة شهرزاد ، بجمالية ممتزجة بالقليل من الجرأة رغم قيود المجتمع الذي يكبل المرأة حتى بالبوح . فاستجلبت الإنعتاق لتتخلص من تلك القيود التي تكبلها ، وبما إن البوح الذاتي أتى في نصوصها واضحا . فقد أتت في النص بعملية تفريغ ما في داخلها طواعية فتقول الشاعرة في المقطع الأول

تعال نتسكع في دروب جمرك حافيين

فعانقني

على سرير القصيدة

تعال نحتسي عرق الحروف

كلما استشهد العناق

في عراك المحابر

أتت هنا لفظة تعال ، وهي للمناداة عارضة التسكع ووصفت الدرب المفترش بالجمر بل وحتى وصفت التحفي وهو الجرأة على تحدي طبيعة الجسد باللامعقول ، وتكمل بلغة اديلوجية في نسق جمالية واضح

فعانقني

على سرير القصيدة

هنا الأشارة أتت في جرأة مبطنة ، العناق على سرير القصيدة معلنة له كتابتها أو الرد على قصيدتها بلغة تكون جريية ايروسية ، فالقصيدة سرير والعناق بداية ...

تنادي بنفس كلمة النداء

تعال

نحتسي عرق الحروف

كلما استشهد العناق

في بئر المحابر

وهنا استجلبت مشروب العرق في جرأة واضحة ، وهي كناية على الثمالة في قصائد أخرى بغير لغة إن استشهد العناق أي ان لم يكن هنالك عناقا أو لم تكتب قصيدة ستلتجئ هي والغائب الى الثمالة تعبيرا عن النسيان أو الهروب .

---

الحسية الداخلية

وصرت ظلا كلما تشرق

وقد أصدق أن الصبح يأتي لمرتين

اتى هنا الظل متغير الرؤى بلغة مختلفة ، فالمعلوم عن الظل يأخذ منحنيات متغيرة بين مجتمع واخر ، فبعضه يرمز للمرض واخر للموت والاشباح وبعضه اتى عكس سلبيات ما قيل فهو الفيء الذي يقي من الشمس ، لكن في ومضة الشاعرة أتى بوصف مختلف وبلغة الحسية الداخلية فعندما تقول الشاعرة شهرزاد

وصرت ظلا كلما تشرق

اي كناية عن انه الشمس وهي الظل ، والظل اذا شرقت الشمس سيتكون بعد ان يكون هنالك حاجزا يحجب أشعة الشمس ، كالتلة المرتفعة سيتكون عندها الظل وهنا اعترفت الشاعرة بأنها محجوبة عن الشمس بسبب عائق ما .

وقد أصدق أن الصبح يأتي لمرتين

قد أتت للتشكيك مؤكدة على إن التشكيك هذا حاضرا وقائما على أن الصبح هو واحد

وهو وجودي ثابت ،أما الصبح الثاني فهو لن يأتي فالعائق لا زال يحجب ضوء الشمس .

انطلقت الشاعرة شهرزاد ، بومضتين تختلف فيهن المتغيرات ، فالأولى هي إعلان عن العصيان على كل القيود المجتمعية والانعتاق منها بجرأة ليست مبالغة فيها لكنها ايضا تعتبر ممنوعة في المجتمعات الشرقية ، والثانية استخدمت الحسية الداخلية فكان الحوار حسيا داخليا بلغة تشكيكية .