في العلاقات العاطفية
انا اؤمن بالحب،
و اؤمن بالمنطق،
و اؤمن بالنصيب،
لكني بالتاكيد لم اكن اؤمن بالفلك
و لا اتابع حظك اليوم في اي مكان،
و لا اهتم بعلم التوافق و الحسابات،
و لا استطيع ان استوعب علاقة تقوم او تفشل بسبب اختلاف الارقام و الحسابات بين الشريكين،
لكنها الحقيقة التي عشتها بنفسي للاسف،
في علاقتي معه تنبهت الى اختلافاتنا الكثيرة التي نشات بمرور الوقت، بعد ان زالت قشرة التعارف الزائفة، و اطلت الشياطين برؤوسها من التفاصيل الصغيرة،
و لم اهتم كثيرا باننا ننتمي لبرجين مختلفين جدا في الطباع و في الطبيعة بل و كنا نضحك على نتائج تطبيقات التسلية التي تحدد توافقات العشاق من تاريخ ميلادهم تلك التي لم نحقق في اي منها كثر من سبعة بالمائة،
لكنه كان اول رجل في حياتي،
و كنت تعيسة معه الى درجة مؤلمة، ارهقتتي و اقلقتني،
و دفعت بي الى البحث عن اسباب هذه التعاسة التي تقتلني،
في علم النفس، و علم الفلك، و في قصص الناس ، و في كل مكان،
بحثا عن اجوبة،
هل هو جهلي بطبائع الرجال، ام خلل في شخصيتي، او في شخصيته او في انسجامنا معا،
و هالني ما اكتشفته من حقائق عني و عنه،
باننا اخر شخصين في الكوكب نصلح ان نكون معا،
و ما قراته في الكتب و المقالات و من تجارب الناس،
تيقنت بانه حقيقة مؤكده
لاني اشعر به على الدوام في حياتي معه،
و فاجأني سوء حظي،
في كل الحسابات النفسية و الفلكية
كان هو الخيار الاسوء بالنسبة لي،
ليس متوسط السوء و لا بدرجة مقبول حتى، بل هو الاسوء على الاطلاق،
لقد كانت صدمتي كبيرة،
حين اكتشفت بان الآخرين ليسوا مثلي،
ليس كل الازواج تعساء،
الكثيرون يعيشون في نعمة الاستقرار،
و تتوائم اهوائهم و طباعهم و لو حتى بنسبة ضئيلة،
لا تشترط فيها سعادة كاملة،
لكن اسسها موجودة،
القليل من التفاهم و التفهم يكفي،
انا فقط بحثت عن اسوء شريك لي في العالم و ارتبطت به،
ليس هذا فقط ما يعذبني
ما يؤلمني انني كنت اشعر بهذا طوال الوقت و لكنني تغاضيت عن الكثير من الامور لانه رجل ناجح لا ينقصه شيء، و لن ادمر حياتي بسبب مجرد شعور
لقد صدقت كلام الناس
و ذهبت خلف راي امي و عمتي و خالتي،
و كل نساء الحي،
بانه رجل لا يفوت،
و كذبت احساسي انا،
بانه رجل لا يناسبني،
حتى اكدت لي كل الارقام و الحسابات الفلكية و نظريات علم النفس انه كان بالفعل الخيار الاسوء بالنسبة لي،
و تنبهت الى انني اول من ظلمني،
بتجاهلي لحدسي،
و تيقنت من شيء اخر ايضا،
انه كان قدرا لا مفر منه،
حتى لو عرفت حينها ما اعرفه اليوم لم تكن لتتغير النتائج،
رغم اني افكر احيانا
باني لو كنت اعرف خاتمتي
ما كنت بدأت
-
كاتبةJournalist, feminist and writer