الوجود الوهمي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الوجود الوهمي

مواقع التواصل الاجتماعي

  نشر في 28 أكتوبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

قد لا يظهر من العنوان عن ماذا سيكتب البنان والذي عجز عن ذكره اللسان، فبعد إنقطاع ستة ساعات عن العالم الإفتراضي، كيف شعرنا؟ أفعلا نعيش وجودا وهميا أو بالأحرى إفتراضيا؟ ماذا غير فينا إكسير إدمان مواقع التواصل الإجتماعي؟ وإلى أين َ يأخذنا ؟ كيف كنا قبله ؟ وكيف غدونا بعده؟. فلقد أسرفت في طرح العديد من الأسئلة فهل من أجوبة؟.                    قد لا يختلف إثنان على أن التقدم التكنولوجي الذي عرفه العالم منذ عقدين من الزمن وخصوصا في العقد الأخير ، قد أرسى أسسا جديدة في التواصل وتسهيلا للمعاملات في شتى المجالات، وكذلك سهل الولوج إلى المعلومة وفي أسرع وقت ممكن . لكن لكل فعل ردة فعل كما نعلم في علم الفيزياء. فيا ترى ما هي ردة فعل هذا التقدم على حياة الإنسان اليومية، وكذلك على شخصيته؟.                     إن هذا التقدم التكنولوجي هو وهمي بالنسبة لدول العالم الثالث لأنها ببساطة مستهلكة وليست منتجة له، وكما لا يخفى على الجميع نسبة الأمية في بلادنا العزيزة مرتفعة نوعا ما. فأول ضحية لسهولة الوصول إلى المعلومة هو هجر قرائة الكتب، والتي قبل هته الصحوة كنا نعاني منها فما بالك اليوم. وكما نعلم أن أول آية نزلت على خير الورى هي إقرأ، فأمة لا تقرأ فلا تتعجب يوما أن تنجب لك جل مظاهر التفاهة والخلاعة والبؤس الفكري والعنف وما إلى ذلك . إن هجرة الكتب وإنتشار التفاهة وجعل الحمقى مشاهير، أرسى لنا في أذهاننا أفول وجود الكتاب والمفكرين والمبدعين العرب والأمازيغ، وأصبحنا فقط نستحضر الأطلال. وحقيقة الأمر أن الأرض الخصبة تظل دوما خصبة، بالرغم من تأثير عوامل التعرية السالفة الذكر. والذي يزيد الطينة بلة، هو أننا لم نفكر يوما في أجيالنا القادمة، حيث أصبح الطفل اليوم لا يعيش طفولته من لعب وبرائة، فحين يسمع شيئا كيفما كانت خطورته على سنه يذهب مباشرة إلى نقرة على هاتف جوال أو حاسوب فيجد ما يريد،خلسة عن والديه الظانان في قرارة نفسيهما أن إكتساب هته الأجهزة للطفل فيه نوع من الذكاء والحداثة للأسف. أما نحن معشر البالغين فلا حديث ولا حرج، فهذا الوجود الوهمي الذي سهل إشتغال اللاوعي الموجود فينا، جعل الذي لا يسب أصبح كذلك وجعل المحتشمة جريئة وجعل الراقصة تعطي دروسا دينية والمتزوجة مطلقة... والأمثلة كثيرة لا حصر لها. وإختلط هنا الحابل بالنابل، فما كنا نسعى إليه ألا وهو إحترام التخصصات أصبح في خبر كان. والخطير في الأمر أننا أصبحنا معاقين في الفكر والتفكير والتفكر . فكيف ستفكر وتستنتج وتحلل وتبدع وكل شيء موجود في الأنترنت! ؟ كيف ستجالس الأسرة وتناقش المواضيع لتفيد وتستفيد، وكل جاحض عينيه في أشعة ضارة بالعين أصلا. فقد تتناغم مع المرأ عن بعد، ولكن ما إن تقابله تحس بالفرق بين الوجود الوهمي والحقيقي، وبين الوعي واللاوعي، وبما أننا ألفنا هذا الأخير أصبح جلنا يجد راحته في الوحدة والإنعزال و قد يؤدي بنا إلى التوحد مع مرور الزمن، وإلى إعاقة دائمة في التواصل مع الآخر. فالذي إخترع الداء يعرف الدواء، وليس كل بائع للخمر شاربه.فالإنسان الغربي ليس ذكيا أكثر منا، لكنه منظم في حياته اليومية، ولا تغلب عليه العاطفة دوما، وهنا يتجلى الفرق.                         فستة ساعات كانت كفيلة بالرجوع إلى ذواتنا، لنعلم أننا ما زلنا نفكر ولم يفتنا الركب، وأن الوقت لا يمر بسرعة كما كنا نعتقد، فقد كانت فقط صحوة سكير من ثمالته، وإزالة فلز فضي موجود في المرآة كان يرينا وجوهنا الحقيقية فحين أزيل لم نرى سوى أقنعة زجاجية نعيش عليها اليوم. 



   نشر في 28 أكتوبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا