أردت الكتابة في موضوع الأنا لظنّي أنّ معظم مشاكل النّساء حولي تبدأ بكلمة "أنا" فالشخصيات متنوعة و النفوس مختلفة لكن صفت النرجسية و حب الأنا تطغى في معظم الأوقات و أنا هُنا هي الأنا السّلبية لا الأنا الإيجابية.. فكيف يُمكن تغيير السلبية إلى إيجابية؟ و ما الطريق لتهذيب الأنا فينا؟ بحثت عن معالجة القرآن الكريم لها فقرأت و استمعت.. و كتبت هنا بعض ما فهمت 🙂
أول مانزل به الوحي كان إعادة تشكيل الأنا الإيجابية، كلمة تُعالج طغيان الأنا: "إقرأ باسم ربك" ، أنّ العلم وفضل العلم من الله، الذي خلق؟ خلق الإنسان من علق، فالقراءة هي التي تتحقق فيها الأنا الإيجابية.. كيف إذا كانت مقرونة ب "اسم الله" ..
فتأتي باقي السورة تُكمل المعنى فلا البداية ولا النهاية تدعوك أن تنتفخ هكذا أو تعطي الدنيا كلّ هذا الحجم، مخلوقٌ من علق، العلقة الصغيرة التي تعلق بجدار الرحم ومنها يتكون الإنسان "ثمّ إنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى"
قرآنٌ يهذب الأنا فينا.. ينأى عن ذكر الأسماء.. قرآنٌ كريم.. و صفة الكريم شاملة لكل شئ يتعلق به.. إلا أنّه مقلٌّ لذكر الأسماء و شخصنة المواقف.. و مكثرٌ لاستخدام الاسم الموصول.. الاسم الموصول أداة مبهمة لا تسير للعالم الخارجي لشئ.. لكن هذا المستوى من التجريد أساسه فكري قبل أن يكون تربوي فاستخدام الاسم الموصول أداة حاسمة لفصل الشخص عن الموقف.. لخلود الموقف وليس لخلود الشخص فنستجيب للقواعد و المعايير دون الالتفات لخصوصية التاريخ و الجغرافيا.. و تنشئ داخلك دافعاً للعمل لتخليد العمل نفسه!
يقول الغزالي: "كل إنسان عنده قدر معين من الطغيان والفرعونية والإدّعاء الفاجر، فإما يهذبه بالإيمان أو يستسلم له"
"ورفعنا بعضكم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا" [الزخرف]
أي أن التفاضل في الدرجات لتستخدموا بعضكم بعضاً في حوائجكم ويصل كل واحد إلى مطلوبه على حسب ما قدر الله تعالى لك من رزق واستعداد وبذلك تنتظم الحياة وينهض العمران.
كما يقول الكاتب في كتابه "أفكار خارج القفص" : "حب البشر بأعلى مراتبه أن يكون استكمالاً لنقصك وسداً لثغرات نفسك، أن تكونا معاً نفساً واحدة وهي وحدة لا تتحقق بالصراع ومحاولة الإخضاع بل بالتكامل الذي يجعل كل منهما نفساً واحدة."
-
شيماء أبوعيسىمهندسة أبنية و إنشاءات | مدونة و طالبة في كلية التربية | مهتمة بالمجال الإعلامي