نظرات على الحرب الروسية الأوكرانية! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نظرات على الحرب الروسية الأوكرانية!

  نشر في 14 أبريل 2022 .

-منذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير بعد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللذي أعلن فيه عن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية الاقليات الناطقة بالروسية ونزع سلاح أوكرانيا والقضاء على من وصفهم بالنازيين الجدد فيها ,و هذا بعد أيام قليلة من اعترافه بالجمهوريتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا باقليم دونباس "لوغانسك" و "دونييتسك" المدعومتين من موسكو قبل هذا الاعتراف بمدة طويلة وهذه الحرب هي محط أنظار العالم من خلال تغطية اعلامية غير مسبوقة لحرب في التاريخ لا أدري ان كانت لضخامة الحدث ام لغرابته فالمواطن الغربي يستغرب ويستنكر وجود حرب في قارته العزيزة  وهذا تجل من تجليات تمركز الغرب حول نفسه.

التضخم الاعلامي:

- وبالطبع نحن لا نتحدث هنا عن وسائل الاعلام العربية فما هي الا ناسخ وناقل لكن المستغرب حقيقة هو محاولة هذه القنوات غربيها وعربيها فرض التعاطف مع هذا الشعب الاوكراني في حين انه هنالك الكثير من الشعوب حول المعمورة تتعرض للاضطهاد  و والتهجير و التنكيل بما يفوق ما يتعرض له الأوكرانيون اليوم و كذلك محاولة فرض  رؤية معينة حول الحرب وحول من هو المعتدي و من هو المعتدى عليه.

-توسع الناتو:

-مند انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 ومعه حلف وارسو المكون أساسا من دول أوروبا الشرقية وتأسيس الاتحاد الفيدرالي الروسي وحلف الناتو آخذ  في التمدد والتوسع في اتجاه الحدود الروسية دون  وجود ضرورة استراتيجيه تسوغ ذلك و تبرره فروسيا ليست هي الاتحاد السوفياتي ولا هي التهديد الذي كان يشكله للغرب قبل انهياره , لقد انتهت الحرب الباردة لكن الساسة الغربيين لازالوا يفكرون ويبنون سياساتهم بعقلية الحرب الباردة !!

-وكما يبدو فقد أدى ذلك الى استيقاظ المارد الروسي (بعد الفترة الليبرالية تحت بوريس يلتسن) بعد طول حك لمصباحه, وبالطبع لن تكون هنالك حرب باردة جديدة فروسيا أضعف من ذلك بكثير فدولة اقتصادها أصغر من اقتصاد ولايه تكساس الامريكية تعجز عن مجاراة أمريكا وحلفائها الاوروبيين ,لكنها ليست أي دولة هي دولة تملك اكبر ترسانه نووية في العالم.

-عرف حلف الناتو حملتين كبيرتين للتوسع تجاه روسيا عام 1999 وعام 2004 امام استنكار وشجب و تهديد روسي  لكن عام 2008 وبعد اعلان الحلف  في قمة بوخارست عزمه ضم جورجيا و أوكرانيا له,  بلغ سيل الغرب و استفزازاته زبى الامن القومي الروسي فبعد أشهر قليلة  من هذا الاعلان غزت روسيا جورجيا ودخلت أبخاسيا و أوسيتيا دون تحرك غربي يذكر, وفي عام 2014 بعد عزل الرئيس الاوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وتنصيب حكومة ذات توجهات غربية لم تتردد روسيا وسط هذه الاضطرابات في دخول شبه جزيرة القرم ذات الاغلبية القومية الروسية بعد تصويت برلمانها لصالح الانضمام للاتحاد الفيدرالي الروسي واليوم تعتبر روسيا شبه جزيره القرم جزء لا يتجزأ  من اراضيها و ميناء سيفاستوبول جنوب هذه الجزيره ذو اهميه بالغه لموسكو اد يمر جزء كبير من تجارتها عبره .

-من المسؤول؟:

-"الغرب هو الملام في الحرب الاخيرة على أوكرانيا" كما قال جون ميرشايمر (البروفيسور في جامعه شيكاغو  و صاحب كتاب مأساة سياسة القوى العظمى و أطروحاته حول الواقعية الهجومية لا قت صدى واسعا في الأوساط الاكاديمية الغربية) بتوسعه وتهديده لروسيا و من خلال تشجيعه الاوكرانيا لمحاربة الروس, امام عدم مبالاة الغرب بتخوفات موسكو الأمنية لم يكن أمام موسكو الا التحرك وهذا لب أطروحات ميرشايمر حول القوى العظمى ,فحسب ميرشايمر فان القوة العظمى عندما تشعر بالتهديد لامنها ولوجودها "وهذا ما جاء على لسان بوتين نفسه" فانها ستضرب بكل قوة ودون رحمة والأدلة التاريخية على هذا كثيرة(امريكا 1962 ازمة الصواريخ الكوبية ,الصين 1950 الحرب الكورية..).

-من الغباء بمكان حشر قوة نووية في الزاوية فالقوة النووية العظمى عندما تحشر في الزاوية فانها ستدمر الزاوية وكل شيء أمامها ,يستبعد الكثيرون نشوب حرب نووية بسبب عقيده الدمار المشترك المؤكد (MAD: Mutual Assured Destruction) وهي بالفعل مستبعدة .

-لكن اذا حدث وحصلت حرب نووية فان سببها سيكون حشر قوة عظمى نوويه في الزاوية ناهيك عن وجود تقارير وتحليلات عن امكانية استخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكي في حالة تدهور الأوضاع في الجبهات  فعكس التوقعات صمد الجيش الاوكراني بفضل الدعم الغربي و من خلال دفعات الاسلحة المختلفة التي قدمت لها ( صواريخ ستينغر ارض-جو: التي اثبتت نجاعتها ضد السلاح الروسي في حرب السوفيات على افغانستان عام 1979حيث كانت الاستخبارات الامريكيه تزود بها المجاهدين الافغان  وكذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات) بالاضافة الى الدعم الاستخباراتي اللذي تقدمه CIA للاوكرانيين عبر تزويدهم بمعلومات عن تحركات القوات الروسية و عن مواقع الجنرالات الروس وقادة الجيش الروسي الاستهدافهم.

كل هذا امام عدم فاعلية الجيش الروسي على الأرض وعدم تحقيقه لاهدافه المرحلية بعد أكثر من أربعين يوما على بدء الحرب وعدم قدرته على تحقيق حسم عسكري واضح، فكلما طالت الحرب ودخلت في خانة حرب الاستنزاف كان الوضع اسوأ لروسيا .

-المناخ الدولي:

تراقب دول العالم ما يجري في أوكرانيا بحذر وتوجس فالصين على سبيل المثال قد تتحرك ضد تايوان اذا لم ترى حزما وصرامة غربية تجاه روسيا  و نفس الشيء مع كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية, المؤكد هو اننا على اعقاب عالم جديد دو متغيرات وحسابات جديدة بعد ان خلطت هذه الحرب أوراق العديد من الدول, عالم تسعى موسكو وبكين  الان يكون متعدد الاقطاب بعد الانفراد الامريكي طيله الثلاثين عاما الماضية بدور شرطي العالم و غياب  منافسين حقيقيين لها.

 لكننا نشهد اليوم صعود صين قوية تعتبرها أمريكا الخطر الحقيقي والتهديد الاستراتيجي الأكبر لمصالحها ويمكن القول ان منطقه الشرق اسيا ستكون هي ساحه النزاع الدولي في القرن الواحد والعشرين بفعل التمدد الصيني محاوله الصين فرض نفسها كقوة مهيمنة على هذه المنطقه البالغه الاهمية لامريكا فبعد أن كان سلم الأهميه الاستراتيجية للولايات المتحدة على الشكل التالي( 1.اوروبا2. شرق اسيا3. الخليج العربي ) اصبح كما يلي( 1.شرق اسيا2. الخليج العربي3. اوروبا).

-من ردود الفعل المهمة والخطيرة على هذه الحرب التحركات الاخيره في المانيا في ما يتعلق بميزانيه الدفاع والعقيده العسكريه الالمانيه الجديده امام توجس فرنسي اذ اصبح الانفاق العسكري الالماني يفوق نظيره الفرنسي وكما هو معروف في عالم السياسه في الدوله ذات الاقتصاد القوي وعدد السكان الكبير تكون محطه الانظار وان كان جيشها ضعيفا اذ بتوفر تلك الميزان يصبح تشكيل قوه عسكريه فهل سنشهد عوده المانيا المانيا مستقله دبلوماسيا وعسكريا عن الاخ الكبير الامريكي،

يحذر الكثيرون من أن بوتين يحاول اعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي وأمجاد روسيا القيصريه وهذا غير صحيح فكما سبق وذكر فروسيا أضعف من ذلك وأي توسع غير محسوب سيكون الغرب هو المستفيد منه وهذا مستبعدا بعد تجارب ( الاتحاد السوفياتي في افغانستان 1979، امريكا في افغانستان 2001، امريكا في العراق 2003 )

مستنقعات امنيه تستهلك الدول العظمى ومقدراتها وبوتين يعي ذلك تماما ومع ذلك أقدم على خطوة اوكرانيا مما يظهر مدى ضرورة الأمر وأهميته لموسكو.

-الانعكاسات على العالم العربي و الاسلامي:

الحرب في اوكرانيا ستكون لها انعكاسات كبيره على العالم العربي والاسلامي  و يتخذ هذا التاثير أشكالا مختلفه منها الايجابي ومنها السلبي فالمستفيد الأكبر بالطبع من هذه الحرب هي الدول المصدره للنفط والغاز (الجزائر, قطر ,السعوديه..) مع الارتفاع الصاروخي في أسعار النفط.

 أما الخاسرون فهم مستوردوا القمح الروسي والأوكراني وأكبرهم مصر ومستوردي الطاقه عموما, ولهذه الحرب كذلك ارهاصات على القضيه الفلسطينية فهناك آلاف اليهود الأوكرانيين الذين يتوقع وصولهم الى اسرائيل والذين سيصبحون بالطبع مستوطنين في الضفة الغربية ، فحتى متى نظل رهناء لتقلبات الاوضاع الدولية ولصراعات القوى العظمى وحتى متى نظل المفعول به لا الفاعل.



  • 1

   نشر في 14 أبريل 2022 .

التعليقات

سَعِيدٌ منذ 2 سنة
لو لم تُقْدم اليابان على الاستفزاز وتقوم بقصف وتحطيم الاسطول البحري الامريكي في بيرل هاربر لما ضُربت هيروشيما وناكازاكي بالنووي وما نتج عن ذلك أبدا … (كان على اليابان التريّث والنظر إلى أبعد والدراسة الأعمق والتقوّي في الظلّ ولو بطيئا قبل الإقدام على المعركة المربحة قليلا والمخسرة كثيرا)
0
يوسف بن أيوب
اليابان كانت مضطرة فالتضييق الامريكي عليها و على امداداتها النفطية كان كبيرا و الحرب كانت حتمية و هناك تقارير تثبت أن روزفلت كان على علم بالهجوم لكنه أخفى ذلك لكسب مبرر للحرب و التأييد الشعبي.
سَعِيدٌ
نعم وأنا لم أقل العكس ولم أناقض وإنما هذا يدلّ على نقص الحنكة السياسية والخلل في استراتيجية التصرف وإلا في هذه الحال التي ذكرت لما وقعت اليابان في فخ المؤامرة والنتيجة النهائية هي نفسها.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا