لا أعرف حقا في أي زمن هذا الذي نعيش فيه وإن في كل محنة منحة ومن المنح الربانية من أزمة كورونا أننا أكتشفنا كم كنا مزيفين وكم كنا نعيش في وهم دون أن نعلم ذلك ولا حتى أن نستشعر ذلك أكتشفنا أننا كنا نعيش في عالم تعيس وكل شيء حولنا يشتكي من قسوتنا الأرض تشتكي من انبعاثات الكربون وإن الإنسانية والرحمة وحقوق الإنسان شعارات نلقي بها هنا وهناك ولم تكن سوى شعارات نعتاش عليها من وقت لآخر وجه آخر من وجوه الكذب الذي أعتدنا عليها كثيرا في أيامنا هذه صحيح أن فايروس كورونا خطير ولكنه لم يكن أخطر علينا من أنفسنا كنا نلبس وجوها كثيرة لدرجة أننا لم نعد نعرف أيها تمثلنا حقا حتى أتت الكورونا ففضحتنا وأزالت الأقنعة الأرض ارتاحت قليلا من انبعاثات الكربون وقد نالت قسطا من الراحة من ازعاجنا المتكرر لها ولكن ما زالت معدلات الانتحار في العالم مرتفعة وحالات العنف المنزلي في ازدياد والعنصرية المقيتة بكل أشكالها أصبحت تطفو فوق رؤوسنا ومازال أعداد الفقراء والجياع في العالم مرتفعة إلى الحد الذي نكاد لا نستطيع ذكرها ودعني اقف معك هنا قليلا في أزمتنا هذه أصبح الكل يتابع احصائيات الكورونا ولكن لم يهتم احد ابدا في احصائيات الفقراء والجياع في عالمنا وتشير بعض الدراسات أن الجوع يقتل 20,000 انسان تقريبا وتقتل حوادث النقل البري ما يقارب 24,230 انسان تقريبا والملاريا تفتك ب 17,600 انسان تقريبا وأمراض المياه تقتل 15,100 انسان تقريبا ولكنها للبعض مجرد احصائيات ولا يهمه هذا الأرقام فعلا شكرا للكورونا فقد أرتنا وجهنا الحقيقي وأرتنا كم نحن مقصرين تجاه أنفسنا ومجتمعنا وتجاه الإنسانية شكرا للكورونا لأنها أخرجت فينا أسوأ ما فينا بدلا من أن تطهرنا وتخرج فينا أحسن الخصال شكرا للكورونا لأنها عرفتنا كم نحن عنصريين ولكننا كنا نخفي ذلك بثاب بآلية لا يكاد يراها أحد يجب أن نشكر الله على نعمة الكورونا لأنها جعلتنا نرى عيوبنا كي نستطيع أن نستعين بالله في إصلاح اخطاءنا وعثراتنا أن نعمة كورونا فرصة ذهبية لنغير مسارنا ولنعود إلى إنسانيتنا الحقة ودمتم بود.
-
Saleh Aliباحث للمعرفة ومحب للحكمة تنثر أنامله ما تجده من آراء وأفكار