الإنشاء 27-30 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الإنشاء 27-30

  نشر في 04 ديسمبر 2021 .

27

أبو باقر

اليوم وجدت أبا باقر في السّوق يبحث في بقايا البرتقال الّذي رماه البائع رغبة عنه!

وأمس كان يلتقط الخضار والفواكه الّتي قد تتساقط من عربة الباعة، حبّة بطاطس من هذه العربة، ورأس بصل من تلك، وتفاحة من هنا وبرتقالة من هناك، وباذنجانة من هذا وحبّة طماطم من ذاك، حتّى يعود عند الظّهيرة إلى أمّ باقر بكيس ملّون فيه من كلّ ما في السّوق حبّتان أو ثلاثة!

وقد رأيته أكثر من مرّة يبحث في الشّوارع ويجمع الكرتون والعلب الفارغة فيبيعها ليحصل على بعض التومانات!

يحزنني حال هذا الرّجل العجوز، وما بيدي حيلة؛ فقد أتصدّق عليه بعد أن أتلثّم جيّدا خشية أن أضع الرّجل في موقف حرج، فهو يعرفني جيّدا؛ كنّا نسكن قبل عشر سنين في حارة واحدة.

وكم أذمّ ابنه المدرّس وهو لا يساعد أبويه العجوزين!

وكم أقبّح الرّجل الّذي لا يهتمّ إلّا بزوجته وأولاده، شعاره في الحياة هو: (أنا وزوجتي وأولادي)!

ألا تستطيع أن تعيل أبويك وهما اللذان تحمّلا ما تحمّلا حتّى كبرتَ وأصبحت مدرّسا؟!

ما أقبح بعض الرّجال حتّى لو كانوا مدرّسين!

ولا أدري ماذا يعلّم مثل هذا طلّابَه وهو ينقصه ما ينقصه من البرّ والشّيم والكرم والحنان!

أمّا ابنه الثّاني فعهدي به راح يدرس في الحوزة الدينيّة، ولا أدري هل كسب من العلم شيئا أم لا.

(شكرا لأنّكم لستم من الّذين يلتزمون بالفصحى في مجموعاتنا التّعليميّة حتّى إذا ما دخلوا في مجموعات أخرى انحدروا في اللغة الدّارجة من جديد، وعادوا لما نُهوا عنه.)

4-4-2021

28

الأمن والأمان

خرجنا بعد صلاتي المغرب والعشاء نتمشّى، وقلنا لماجد أن يقفل الباب من الدّاخل، وألّا يفتحوا الباب للطّارق.

أقولها بصراحة إنّ الأمان منعدم تماما، وأمسى اللصوص يقتحمون المنازل فيجبرون أهل البيت أن يسلّموهم ما يملكون من نقود أو ذهب!

لا تتعجّب.

إنّها البطالة، وتحريم البلد اقتصاديّا من جانب أميركا، وسقوط الريّال الإيراني مقابل الدّولار.

قبل أشهر دخل ثلاثة لصوص ملثّمين منزلا في حيّنا عند الغسق، وأجبروا الرّجل بقوّة السّلاح أن يسلّمهم ذهب زوجته أمام الزّوجة والأطفال!

ولهذا ترانا نأخذ الحذر ونوصي أبناءنا أن يقفلوا الأبواب من الداخل وألّا يفتحوها للطّارق.

ولا تشكّ أنّ هؤلاء الّلصوص لو تهيّأت لهم فرصة عمل ليأكلوا لقمتهم بالحلال، لفعلوا؛ وما قاموا بجرائمهم الّتي بدأت تتكاثر في بلد مليء بالنّفط والغاز والأنهر والأراضي الخصبة.

وهذا ليس تبريرا لما يرتكبه اللصوص من جرائم يندى لها جبين الإنسانيّة، وإنّما حلّ لإصلاح اللصوص وهدايتهم، وبالتّالي لتوفير الأمان.

أضحت المرأة لا تجرأ على حمل حقيبتها في الشّارع، ولا الرّجل يجرأ ليجيب على جوّاله، فقد تأتي درّاجة ناريّة متربّصة فتخطف ما بأيديهم بسرعة البرق!

وهذه الظّاهرة اللعينة لا تخصّ الأهواز فقط، كلّ المدن الفقيرة تفتقر إلى الأمان، والحلّ بيد المسؤولين فحسب.

(شكرا لأنّكم لستم من الذين يريدون أن يتعلّموا اللغة العربيّة العظيمة في ليلة وضحاها، فإذا ما أخفقوا، غادروا مجموعاتنا التعليميّة!)

7-4-2021

29

أتدرون؟ أقذر مهنة هي مهنة المندوب في مجلس الشعب.

هذا ما رأيته في مدينتنا، أمّا في المدن الأخرى فأنتم أخبروني عن نزاهة مندوبكم الذي صوّتم له فأرسلتموه إلى مجلس الشعب في العاصمة.

وسأنقل لكم القليل ممّا رأيته:

خلال أربع سنوات، بدل أن يطالب مندوبنا بحقوق أبناء المدينة، جمع المال من حلال وحرام ومعظمه من حرام!

ثمّ في الانتخابات الأخرى دفع هذه الأموال السُحت رشوة للفقراء كي يصوّتوا له.

أليست هذه مهنة قذرة؟!

وقد تسألونني كيف اختير هذا في المرّة الأولى وليس غيره؟!

فأجيب: النزيه لا تتمّ تزكيته لأسباب يجهلها الكثيرون، وقد يعلمونها ولكنّهم لا يفصحون.

ففي بلدي يستعصي عليك تفسير الكثير من الأمور التي تراها غير منطقية.

ذلك لأنّ وراء طرحها وتنفيذها نوايا شريرة.

(شكرا لذوي الهمم الذين شمّروا عن سواعدهم ليستمرّوا معنا إلى آخر محطة ليصبحوا كتّابا أو شعراء بالعربيّة الفصحى.

شكرا لهؤلاء الذين لا يبحثون عن الحجج الواهية ليتملّصوا من أداء واجبهم.)

11-4-2021

30

حاج حسين الحطاوي

يقول صديقي أبو وسام:

كنّا نسكن قرية السفحة في الخلفيّة، ونعيش حياة قرويّة، أغنام وأبقار وبساتين...

وكنّا نزرع البطيخ الأحمر ونبيعه على الشاحنات.

نتعاون كلّنا، أنا وإخوتي وأبي، نقطف البطيخ وننقله إلى خارج البستان حيث تقف الشاحنات، ثمّ نحمله ونصفّه في الشاحنة.

وفي يوم من الأيّام الحارّة الرطبة، جاءتنا شاحنة ذات عشرة إطارات فحمّلناها...

قال السائق لأبي: ليست لديّ نقود لأدفع لكم الآن، سوف أبيع المحصول فأرجع لأسدّد ديني.

ولم يرفض أبي رغم أنّه لم يكن يعرف السائق، ولم يمكث ليفكّر قليلا، ولم يستشرنا...وافق رأسا.

كان آباؤنا يحترمون الإنسان ويثقون بكلامه.

وسارت الشاحنة محمّلة بالبطّيخ الأحمر الخلفي والذي كان يُضرب به المثل آنذاك، وكأنّ ماء نهر الجراحي خُلق ليمنحه حجما ونضجا وينعا!

ومضى أسبوع ولم يرجع الرجل، ومضى شهر ولم نرَ له أثرا ولم نسمع منه خبرا!

وبدأ أبي يقلق عليه:

هل تعرّض لحادث؟!

هل انقلبت به الشاحنة؟!

هل مرض؟!

يقول أبو وسام: ولم يظنّ أبي ظنّ السوء بالرجل، ولم يخالجه شكّ بأنّه غشّنا فباع البضاعة وجعل المبالغ في جيبه.

بل كان قلقا على الرجل وليس على المبالغ، وحتّى عندما طال الأمد وانقطع الأمل من رجوعه، لم يساور أبي شكّ فيظنّ بالرجل ظنّ السوء؛ بل حمله على محمل الخير.

هكذا كانت النفوس طيّبة قبل أن تلوّثها الأنظمة السياسيّة.

(شكرا لأنّكم تعتبرون تعلّم اللغة العربيّة جزءا من العبادة، ذلك لأنّها علم من علوم اللغة، والعلم فريضة.)

14-4-2021

سعيد مقدم أبو شروق

الأهواز



  • سعيد مقدم أبو شروق
    سعيد مقدم أبو شروق مدرس فرع رياضيات أسكن في الأهواز أحب القراءة والكتابة، نشر لي كتاب قصص قصيرة جدا.
   نشر في 04 ديسمبر 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا