كبرت .. وما زالت الطفولة حية في قلبي .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كبرت .. وما زالت الطفولة حية في قلبي ..

كبرت وما زلت حتى الآن صغيرة ..

  نشر في 18 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

بعض الناس يقرنون التقدم بالسن  ربما بالنضج ، بمجالسة الكبار ، بالاتزان .. أو لعل لكل أناس مفهومهم لتلك السنون التي تسير بغتة ! تلك السنة التي تأتي وتنتظر تمامها سنة أخرى لتحل مكانها .. 

لكني أرى ذلك من زاوية مختلفة عنهم جميعا بعض الشيء !! أن يزداد عمرك عاما ، يعني ذلك بأن أمامك أيام أخرى .. فرصة جديدة .. خطط متجددة .. بدايات لنهايات لم يأن أوانها بعد .. أحلام جديدة أو حتى سابقة بإمكانك تحقيقها والسير نحوها لتكون ملك بين يديك ، فتهنأ بها ..

لذاك التسلسل في أرقام عمر يزداد اشعار لنا بأننا أحياء ، بإمكاننا أن نكون كما نحب ، مهما كانت الضغوطات قوية ، ومهما ازداد حاسدينا وأعدائنا .. بل بإمكاننا أن نجعل من محبينا كثر .. وإن ازداد حقد حاقدينا .. فحقدهم ذاك ما هو إلا دليل على تميزنا .. وأننا نشغل قدرا من بالهم المريض .. 

أن تكبر عاما .. لا يعني أن تزداد قسوة .. لا يعني أن تستغني عن شيء اكتسبته في ماضيك .. أعظم التقدم ذاك الذي ينبع من قوة الماضي ! .. والتعلم من الماضي ! .. وبراءة ونعومة الماضي ! .. فما الماضي إلا نحن .. نجري لنلتقط تجاربه ، فتكبر أذهاننا وتنتضج ، فترتفع حصيلتنا وقوتنا ، فنعلم حقا من على صواب ، ومن المخطئ !! من علينا نصحه ، ومن علينا تجنبه ! 

وأروع ما في التقدم نحو العمر النبيل .. أن تكون طفلا نبيلا وإن كبرت .. أن يكون لك مكانا بين الأطفال ! أولئك الصادقين ! أن تكون بينهم شيئا يشبههم ، يفهمهم ، يتحدث بلغتهم ، بصدقهم ، بروعة قلوبهم .. أن تكون أنت طفلا معهم ولهم وإياهم ..

قد يكون الطفل صغيرا إلى الحد الذي يحتاج فيه والديه ، ليعلماه ما يجب وما لا يجب ، لكن ذاك الصغير كبير لدرجة بأنه يميز الطيب من الخبيث من الناس ، وذاك ليس لأن عقولهم أكبر ! لكن الطفل يمتلك حاسة ربما قد تضمر احتراما مع العمر ، ألا وهي بأن له نظرة ثاقبة ، بقلبه وعينيه يستطيع معرفة الشخص الذي يحبه حقا ، وينفر من ذاك الذي يكمن له ولغيره الخبث !! فتجده صريحا غير مدبر من أولئك الذين يبطنون النفاق في قلوبهم .. 

قد كبرت .. أجل كبرت .. ورغم أنني في أوائل العشرين من العمر .. وبيني وبين الصغار ما يقارب العشرون عام ! لكني أشعر بانتماء قوي لعالمهم ! لا أحب مجالسة الكبار كثيرا ! ولا أفضل الاستماع لأحاديثهم المضجرة ! وربما تزعجني أحاديثهم المليئة بالروتين .. والقهر .. والتملق .. فأهرب من ذاك كله إلى عالم الطفولة الذي أتوق إليه من فينة لأخرى ! فأجد نفسي بينهم : طفلة صغيرة تتحدث إليهم ، تستقي من دفئهم ، وتسقيهم دفء الكبار المندثر بين طيات دفينة .. أنا معهم أكون أنا .. أنا وهم بين يداي لا أكون إلا تلك الفتاة المتعطشة للبراءة والصدق ولأعينهم اللامعة التي تفيض نقاء ..

#سأكون منهم .. وبينهم .. سأستمتع بوقتي كطفلة كبيرة ! فما الطفولة إلا نحن : بصدق ودفء ونقاء ..



  • Haya ysr
    فتاة تعلمت صياغة الحياة بكلماتها المتواضعة .. هوايتي الأولى الرسم ، أحب كتابة الخواطر والقصص القصيرة ، فأنا أؤمن بأن كل شيء نحياه ، قد يخرج كلوحة فنية بين يدي من يعشق الرسم والكتابة ..
   نشر في 18 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا