من المعلومة إلى التواصل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من المعلومة إلى التواصل

الإعلام والتواصل

  نشر في 22 يوليوز 2015 .

قيمة الخبر في اﻹعلام ليست رد الفعل الفردي، أو رد فعل المتلقي بصفة عامة، كما يظن أغلب المتتبعين للمستجدات التي يأتي بها اﻹعلام، أتحدث وأستدل انطلاقا من ملاحظات عديدة وقراءات متتالية لمجموعة من التفاعلات التي نشأت حول مجموعة من اﻷحدات المتعاقبة التي يروجها أشخاص مجهولوا الهوية. هي في مجملها أحداث يعتبرها المتلقي المتفاعل معها كفضيحة وأنها تشكل حكرا على المجتمع بما فيه، كما يعتبرها فسادا أخلاقيا ودينيا باﻷساس... هي تحليلات يقدمها كل متلقي بصياغة حادة جدا تصل في بعض اﻷحيان إلى السب والشتم، في هذه المرحلة بالتحديد يصبح هذا المتلقي منخرطا هو اﻵخر فيما كان يقاومه ونعني هنا الحدث الذي اعتبره حكرا ومهانة وذلا ورذيلة أخلاقية وفضيحة...

هنا يتآمر الحدث المنشور لاشعوريا في وعي المتلقي ليقوم باستمالته وضمه إلى المساندين اﻷقوياء له والمدافعين عنه، علما أن في عمق ذلك المتلقي يوجد الرفض التام لذلك الحدث. المسألة خطيرة جدا، حين يريد المتلقي رفض الخبر يصير العكس، هو تناقض خطير. أظن أن الخبر أو الحدث اﻹعلامي لا يستدعي بالضرورة التفاعل معه من طرف كل من يتلقاه سواء بسلبية أو حتى بإيجابية، وأظن أن كل ما يهم اﻹعلام هو أن يصل الخبر ويوزع ويستهلك بكثرة، فهو لا ينتظر التغذية الراجعة (le feed back )، من المتلقي اﻷهم بالنسبة لﻹعلام هو أن تصل المعلومة، والمبرر بكل بساطة هو كون اﻹعلام ليس تواصلا. وأكبر دليل هو ما نلاحظه ونسمعه من اغاني لا ترقى إلى المستوى المعهود، إننا نكاد نختنق في عالم اليوم من تلك الأغاني التي يسمونها فناً. تلك الأغاني التي لا تحمل أي فكرة مساهمة في واقع الإنسان العربي الفكري أو الروحي أو العاطفي. تكفيك جولة قصيرة على المحطات الغنائية العربية وستستمع للكثير من الهراء المُلحّن في فيديو كليب لايمكنك فهم بدايته من نهايته.

ستتخيل من كثر ذلك النوع من الهراء أن كل مغني يأخذ كلمات أغنية أخرى يضعها في الخلاط ثم يخرجها بلحن شبه مكرر، وصوت شبه مقلد، لا توجد أي فكرة غير الحب الغريب الذي يُعلن للحبيب وسط مجموعة من الراقصات أو الخيانة التي تقود ذلك الحبيب المسكين للإنتحار - كأن ذلك هو كل مايحدث في عالم هذا المواطن العربي بل كل ما يشغل عقله ووجدانه.بصراحة لا أفهم كيف يمكن أن يصل الحال بالفن الغنائي لهذه الدرجة المخجلة.

مع كل مايردد على أسماعنا من تفاخر باللغة والشعر والأدب والفنون إلا أنك لاترى انعكاساً لذلك في الواقع وقد تعتقد لوهلة أنهم يكذبون. لتكتشف أخيراً أنه مجرد تفاخر فارغ من أي معنى يعيش صاحبه في الماضي.نعم، ذلك الهراء منتشر أيضاً في الفن الأجنبي،خصوصاً وأن تشاهد قنوات الموسيقى التي لم يعد هناك فاصل كبير بينها وبين الإباحية. لكن ومع ذلك يظل إنحطاط الأغنية في عالمنا العربي هو المتصدر بجدارة وتُحسب له كبيرة إن وضعنا خلفيته الثقافية في الحسبان. إن الفن رسالة، بالطبع ليس كمايردد هؤلاء الببغاوات في لقائاتهم. فهم دائماً ما ينسون أو ربما لايفهمون أهمية نوع الرسالة، فمتى كانت الرسالة للنهوض بالمجتمع وبالقيم الإنسانية الرائعة، من حب وتسامح وأخوة، أو الوقوف في وجه كل قبيح كالظلم والطغيان، فإن هذا الفن بإمكانه وبلا مبالغة أن يغير العالم. أليس هذا مانحتاجه في عالمنا؟

عبدالرحيم زيان



   نشر في 22 يوليوز 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا