يحدث أن تقف حياتك نتيجة لحادث ما ، ثم تعود بالإستمرار ، ثم يعيقها حادث آخر ، و تتابع الحوادث ، و مع كل حادث منهم تفقد جزء من كيانك ، جزء من روحك ، جزء من إحساسك بالحياة ، إلى إن تأتي الضربة القاضية ، الضربة التي تنهي واقعك ، و تجعل سماء أحلامك و تخيلاتك تنهار ، و تميد بك الأرض فلا تستطيع التفرقة بين ليلٍ و نهار ، ربما لم يحدث هذا فعليًا ، و لكن هذا بالضبط ما تشعر به روحك ، فروحك أوشكت أن تصل إلى حد الاختناق ، تشعر بها و هي على وشك مفارقة الحياة ، ربما هي لم تفارق و لن تفارق ، لأن هذا ليس هو الوقت المقدر لها ، و لكن إنكسارك ، هو من يهيأ لك ذلك ..
في هذا الوقت قد تتغير نظرتك لكل شئ ، و للحياة من حولك ، التي كانت و ستظل يومًا ما سببًا في إستنفاذك ، و اقتناص الجميل منك ..
و لكن هنا تكمن اللحظة الحاسمة ، لحظة الإختيار الفيصلية ، و القرار المصيري ..
إما الإستمرار في الإنهيار ، و المشي نحو حافة الرحيل ، بإستمرار سجن نفسك و إنعزالك عن كل ما حولك ، و إنفصالك عن الواقع ، مع المزيد من الغوص في بئر آلامك الذي ليس له قرار ، و استحضار كل الفواجع ، حتى تثبت لنفسك بعدم جدوى هذه الحياة التي تراها مجرد رحلةً من الشقاء و العناء ..!
أو أن يتغير كل شئ ..!
ربما هذه اللحظة تكون هي بداية انبلاج الضوء ، النور الذي تستشعره يولد في أعماقك ، و ينير لك عتمة واقعك و حلكة لياليك ، ربما تكون هي بداية إنارة غياهب عقلك المظلمة ، و رؤية حقائق ما كنت لتدركها في غمرة إنفعالاتك ، ربما حينها يعود قلبك للنبض من جديد و يرسل صيحات الإنقاذ لكل خلايا جسمك ، حتى تستجمع أجزاءك المبعثرة و تفاصيلك المتناثرة ، و تعلم إن ما مر بك لم يكن إلا ليزيدك قوةً و صلابة ..
فـيا عزيزي إن كل ما يحدث معك ، يمكن لنفسك أن تسعه ، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها ، و لكن هي قدرة تحملك و هو قرارك من يحكم ،
إما الإستسلام و الخنوع ، أو البحث عن أمل تولد معه الحياة من جديد ..
-
أميرة مصطفى"ليس لي عمل أقابل به الله غير أني أحبه"