نحن نعيش اليوم في عصر السرعة و التكنولوجيا عصر الانترنت ، واصبح كل شيء ممكن تقريبا ، فبعد أن جعلت الأنترنت العالم كله قرية واحدة من خلال وسائل التواصل الرقمية ، وسهلت الكثير من الأمور في عملنا ودراستنا ومختلف نشاطات حياتنا اليومية ، إلى أنه وقبل وقت قريب كان يتوجب علينا حمل أجهزة الحاسوب الخاصة بنا ووسائط التخزين في السفر والتنقل لنظمن وجود البيانات التي نحتاجها بحوزتنا طول الوقت.

لكن الامر إختلف اليوم بظهور السحابـة Cloud، أو كما تسمى أيضا الغيمة الرقمية والتي تسمح لأي شخص بتخزين بياناته وملفاته على الانترنت والإطلاع عليها متى أراد ذلك وحيث ما كان وحتى العمل على البرامج التي يريدها دون الحاجة لحمل لحاسوبه الخاص.

أصحبت اليوم قادرا على كتابة أي موضوع أو مقال أريده من أي جهاز حاسوب عام في مكتبة أو مقهى إنترنت وحفظه بسهولة وإسترجاعه لذى عودتي للبيت دون الحاجة لإستخدام أي جهاز تخزين خارجي flashe disck أو غيره من أجهزة التخزين ، كما يمكنني حفظ الصور التي ألتقطها مع الأصدقاء بالهاتف دون أن أقلق من ضياعها ، أستطيع اليوم حفظ نسخة من جميع وثائقي الشخصية في مكان آمن وإستعمالها أينما كنت دون الحاجة لحمل مستند كامل في يدي والتنقل به،

كل هذه الراحة والمرونة التي لا تصدق أصبحت اليوم متوفرة بين أيدينا بسبب سحابة.

إذن فما هي هذه السحابة Cloud ؟ وما هو التخزين السحابي Cloud Storage ؟

إذا سألت أي شخص سبق وسمع عن السحابة الرقمية سيقول لك أنها مكان لتخزين المعلومات والبيانات ، لكن لو سألته أين يتم ذلك فقليلون فقط من يعرفون الإجابة.

السحابة بالمفهوم التقني هي مصلح يطلق على مساحة حرة للتخزين توفرها الشركة للمستخدم من أجل حفظ بيناته.

واما التخزين السحابي فهو عبارة عن جهاز كمبيوتر كبير ومتطور بمساحة تخزين ضخمة وعند تسجيلك وفتح حساب في موقع السحابة الذي تختاره أو أي موقع آخر فإن الشركة تمنح لك مساحة خاصة بك للتخزين ولا يمكن لأحد الإطلاع عليها دون أن تمنحه الإذن لذلك ،وكأنك تقوم بالتخزين على حاسوبك الخاص وليس كما يعتقده الكثيرون أنها مساحة تخزين كالسحابة الحقيقية موجودة في الفراغ ، في الحقيقة

لا توجد سحابة بل هو حاسوب شخص آخر There is no cloud, it’s just someone else’s) computer.(

ويجب أن نذكر انه هناك نوعان من التخزين السحابي،

النوع الاول هو المجاني حيث تمنح لك مساحة تخزين محدودة الحجم لا يمكنك تجاوزها.

والنوع الثاني عن طريق دفع إشتراك شهري او سنوي او شراء مساحة التخزين التي تريد حسب حاجتك.

من بين أشهر شركات التخزين السحابي نجد شركة قوقل التي توفر هذه الخدمة من خلال أداة google drive، وشركة مايكرسوفت بتوفيرها لأداة SkyDrive وشركة آبل من خلال تطبيق iCloud وموقع DropBox وموقع Amazon و موقع sound Cloud المتخصص الموسيقى والصوتيات وغيرها من المواقع العديدة في هذا المجال.

ما هي إيجابيات التخزين السحابي ؟:

من أهم مميزات التخزين السحابي أنه يمكنك رفع ملفات باحجام كبيرة على عكس ما يشترطه البريد الإلكتروني وهو رفع ملفات لا تتجاوز 25MB وهذه قد تكون مشكلة لبعض المستخدمين.

مزامنة الملفات فحين تقوم برفع ملف إلى السحابة يمكنك الولوج إليه وتعديله من أي جهار كمبيوتر او جهاز لوحي او هاتف ذكي.

مشاركة الملفات إذ أصبح من الممكن على المستخدم مشاركة أي ملف يريده مع أي شخص آخر فقط من خلال منحه الإذن بالولوج إلى الملف والعمل عليه بشكل مشترك.

عمل نسخة إحتياطية لبياناتك وملفاتك المهمة ويمكنك الروجع إليها في حالة ضياع أو سرقة.

إستعمال التطبيقات والبرماج المتاحة في السحابة والتي توفرها بعض الشركات كخدمة محرر النصوص والجداول والإستمارات الإلكترونية و تطبيقات تعديل الصور وحفظها بسهولة.

مرونة عالية وتقليص من أقراص التخزين وعدم الحاجة إلى شراء أقراص جديدة من خلال التخزين في السحابة.

التخفيف على الشركات أعباء شراء أجهزة تخزين كبيرة ومرتفعة الثمن بل يكفيها شراء مساحة التخزين التي تريد والوصول إلى بيناتها بسهولة من خلال حاسوب عادي.

الإستفادة من الخدمات التي تقدمها السحابة كتحليل البيانات وترتيب الملفات وبعض الحسابات المعقدة التي تستغرق وقت طويلا لعملها يدويا.

إمكانية إستخدام البيانات في التعليم الرقمي والتدريس عبر الأنترنت إما بثمن أو دون مقابل.

سلبيات التخزين السحابي :

من المؤكد أن التخزين السحابي لا يخلوا من السلبيات ومن أهما الإتصال بالأنترنت

إذ من البديهي ضرورة وجود الانترنت للوصول إلى السحابة لكن ذلك لن يكون عائقا بعد بضع سنوات فبفضل بعض تقنيات HTML 5 و java script الحديثة بات بالإمكان بناء تطبيقات ويب يمكن أن تعمل دون اتصال بالإنترنت (موضوع آخر نتطرق له قريبا)

الامن والحماية ، يتخوف الكثير من المستخدمين من هجمات المخترقين والتي قد تسبب لهم فقط بيناتهم وسرقتها وبيعها والعمل بها .. ولذا ينصح إختيار مواقع مشهورة و موثوقة لإنشاء سحابة.

كما أن معظم التطبيقات في السحابة لم ترقى للمستوى المطلوب فلا يزال محرر النصوص ومعالج الجداول محدودا مقارنة ببرامج سطح المكتب كـ Office Word و Office excel وحتى تطبيقات تعديل الصور لم ترقى لحد الآن لمستوى برنامج Photoshop لكنها تتطور يوما بعد يوم وربما سيأتي ذلك اليوم الذي نستغني فيه عن برامج سطح المكتب ولما لا فقد أصبح كل شيء ممكن.

المستقبل للتخزين السحابي :
لا شك أن المستقبل سيكون للسحابة فهي تغزو كل المجالات اليوم وربما ليس في القريب العاجل لكن سيأتي اليوم الذي تصبح فيه كل الانظمة والبيانات عبر السحابة كما قد سبقت في ذلك شركة قوقل عبر نظام التشغيل Google Chrome OS فسرعة تدفق الانترنت اليوم في تزايد وإنتشار الانترنت في العالم كله لم يعد عائقا بعد إختراع شركة قوقل لمنطاد الانترنت Loon for all وتبعتها شركة فيس بوك بطائرة بدون طيار Facebook Aquila من أجل إيصال الأنترنت إلى جميع بقاع الأرض.
نعتذر لعدم التفصيل أكثر لان المقال موجه لغير المختصين في علوم الحاسوب.