استبداد الشعوب لبعضها البعض تنظر فى حال اى شعب وبالاخص الشعوب العربية تنظر الى ما وصلنا من كم التخلف وكم الجهل وتنظر فى نقاش الجميع لا أحد يريد ان يسمع بل يريد ان يتكلم فقط ويكون رأيه هو الصائب دائما فقط ويختلف مع الجميع ويستبد برايه ويكون كلامه وافعاله هى الاصوب فلتنظر الى كيف يعامل المدير موظفيه او صاحب العمل لموظفيه لا تجد كثير من الاحترام بل اوامر فقط دون اى راى للنقاش حول اى قرار حتى ولو كان راى الموظف صحيح وبالتسلسل الادارى الى ان تصل الى العامل ترى قرارات وفرمانات غير قابله للنقاش وترى تعامل العمال مع بعضهم البعض اختلاف استبداد المعامله والقول وفى كل شئ الا من رحم ربى .

فالاستبداد تجده حتى فى ركوب المواصلات وفى الطرق يستبد السائق الطريق لنفسه ولا يعطى مساحه لغيره يزكى نفسه دائما انه افضل من الجميع وانه لايخطأ حتى ان ناقشه احد من الركاب قامت الدنيا على كلمة انه احد ناقشه , وكذلك فى تعامل بين البائع والشارى وصلنا الى درجة استبداد فى القول والفعل وفى كل شئ الى درجة مستحيل فيها النقاش او التفاوض على شئ , معظم الناس ترى نفسها هى الصح وان الجميع هو المخطئ وهذا استبداد العقل وتحجره وقسوة القلب .

لابد من تصحيح مفهوم ان الخلافات تؤدى الى مشاكل ابدا ممكن من هذا الخلاف تكثر الافكار وتكثر الرؤية وتطرح مفاهيم جديده لتتناقش ونصل الى هدف واحد وهو المصلحه والخير للبلاد والعباد .

فالاستبداد فى الراى او الفكر او الكلام او الفعل هو كارثه مجتمعيه كبيرة لا أحد يسمع الى الاخر لا احد يوجز فى الكلام ويقول ماذا يريد بعقل فيكثر الكلام ويكثر المشاحنات وتتحول الى معارك لفظيه وفى احيانا كثيرة معارك بالايدى لما لخلاف لوجهات النظر والاستبداد بالراى وعدم احترام الراى الاخر .

فالاستبداد بين الرجل والزوجه والام وابنائها والاب وابنائه والعكس للجميع , كثر خلافات البيوت ومشاكله وكثرة الطلاق من احد اكثر اسبابه الاستبداد من الاطراف كلها لافكارهم وعدم التنازل عن الفكر ومحاولة النقاش لكى يصلوا  الى حل بل تكثر الاختلافات ويصبح الوضع ماساوى .

فالاستبداد صفة موجوده لدى الكثير ولكن لابد من محاولة حلها ببساطه وهو التنازل بعض الشئ من الاطراف كلها فى نقاش او قرار او معامله لكى تستمر الحياه ويكفى ان هناك مشاكل فى الحياه الله اعلم بحال الجميع فلما المشاحنات على اجرة واو راى او بقشيش او قرار لا احد يتحمل ان يسمع الى احد ولا يحترم فكر احد الكل يستبد برأيه هو الصح فقط والباقى كله ليس له قيمه , نختلف او نتفق المطلوب ان نتوحد على رأى واحد مهما أختلافنا الخير للجميع وليس لآحد دون الاخر , فالاختلاف سنة كونيه ولكن لابد من النقاش بعقل وعدم الصوت العالى وعدم الاستبداد .

تربينا جميعا على اسباب الخلاف ولم نتربى على ادب الحوار او ادب الاختلاف نعم فهناك ادب فى الاختلاف الاحترام (العقل والراى ) فهذا من اداب الخلاف , لا بـد لنـا من تـرسـيخ هذا المفهوم لدى الـجميع ألا وهـو أن نتـفـق في الـجوهر ونختلف في المظهر وأن نتعلم ثقافة الحوار والاختلاف، وفكرة الرأي والرأي الآخر، لأن لكل منا عقله وتفكيره، ولا يحب أحد منا أن يقلل الآخرون من شأنه أو يسفهوا رأيه.