كم تساوى ؟
معادلة رياضية ثابتة متعددة النتائج .
نشر في 26 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
* هذا المقال ليس من باب الفلسفة أو المنطق و إنما هو نظرة ذاتية بحته .
لا أدرى من اين تكون البداية فى هذا الموضوع تحديدا ، لكن سرعان ما ينسدل الكلام من على لسانى انسدالا و كأن قلبى امتلأ بالتفكير و ما أن امتلىء حتى أنسكب فى الكلمات.
ما هى المعادلة ؟ ولما تكون المعادلة بهذا التعقيد حيث يختلف الناتج كل مرة؟ كيف للحياه أن تكون بمثل هذه المكابدة ! صراع من أجل البقاء .. أعتدنا الموت ولم يعد به عظة لنا، ألفنا كل انواع النعم بمختلفها حتى وصلنا إلى حال الترف ! أصبح العالم مخيف حقا! اختلفت المباديء و فترت العزائم و لانت الضمائر و لم يعد لخوف الله نصيب فى قلوبنا..، لأكون صريحة لا .. خوف الله ما زال فى قلوبنا ولكن بتنا نتغافل عنه، نصمت ضميرنا و نخمده -عمدا- و ذلك بسبب انتشار الباطل و أهله، أصبح الحرام مستساغا و الجهر بالمعاصى شيء مقبول أجتماعيا ! تعتاد الأنفس حرام ما حتى تألفه -حفظكم الله- و تبحث عن حرام اخر ، أصبح كل ما يعنى البشر هو المشاحنات أو ادعاء المثاليه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، أصبح هناك شخصية "ظل" ، تبرز مدى بشاعة أن البشر تفتك أعراضها بيدها ..
لحظة .. هل هذه النظرة سوداوية ؟ أم أن الحقيقة دائما ماتكون مؤلمة ؟
أعتقد أن بداية الأمر هو الفهم الخاطيء لأسمى المعانى فى الحياه.. قديما عندما قام الغرب بتصدير لنا 'الحب' على أنه وردة حمراء و قبله رومانسية ، أصبح مرسخ فى الأذهان أن معنى الحب هو تلك الوردة الحمراء.. هراء ! كيف لكم أن تصدقوا من يطلقون حتى على الورد الأحمر 'روزز' ، الحب الذى يتجلى به أسمى معانى العطاء المعنوى ، الذى هو كمياء غريبة و شعور ليس لك عليه من سلطان اقتصروه على وردة! بالطبع لا اقلل من الورد لكنه لا يتجلى به أدنى معانى الحب ؛أصبح الإنسان يجهل حتى معنى اسمه ، أنه 'إنسان' أى يحب أن يأنس بمن حوله ،
ما هى المعادلة ؟ هل هناك معادلة من الاساس ؟ فقد اختلط كل شيء ، فى عالم لا يخشى من وقع اقواله ولا أفعاله على نفس غيرة ، أصبح الكل يحمل سكينا و يخدش فى الاخر و الكل مبتسم فى حالة تبلد مذريه ، فلا تتفاجىء إن قال لك أحدهم أنه ليس لديه طاقة على الابتسام و أن ذلك ثقيل على روحه ، أو أن ينهمر أحدهم فى البكاء أثناء الضحك فهذا من صنع العالم عزيزى القارئ .. من صنع أيدينا ، نحن من تستنفد من حولنا ماديا ومعنويا دون حتى الشعور بالإمتنان ، لا تتفاجىء من انتشار الأطباء النفسيين و اتساع مجالهم ، و ظهور أمراض نفسية جديدة فى قرننا الواحد والعشرين .. و حقيقى أن المعادلة هى أن الحياه مريرة، دار بلاء ، كبد ، قد تأخذ قليلا و تعطى كثيرا و قد تأخذ كثيرا و تعطى قليلا و قد تأخذ كل ما لديك دون أن تعطى ، هذه هى المعادلة المريرة ، ما باليد حيله ، إنها الارزاق يتقسمها ربى كيفما يشاء ؛ ولكن !
هل تعتقد أننا سنرضى بهذه الحقيقة فى ظل كل هذا ! .. دعنى اخبرك أن أغلب الأتعاب النفسية تقع تحت ما يدعى ب " انا لا استحق ذلك" أو " لماذا لم أكن كفاية" مع أختلاف المحتوى و لكن هذا من صنع أيدينا نسمح لكل المؤثرات أن تفرض علينا شكل حياه غربيه تتسم بالجمال المظهرى الذى قد يرضى شهواتك و لكنه سيتركك سقيم القلب فى عدم رضا عن حالك ، يقضى الناس أعمارهم و يموتون دون أن يدركوا أن الحب ليس بالضرورة أن يكون بمفهوم الوردة الحمراء ، قد لا يقدر أحدهم على شراء هذه الوردة اللعينة و لكنك قد تعنى الدنيا بأكملها بالنسبه له ،
كانت المشكلة دائما وابدا فى 'عدم الرضا' عن احوالنا و بدلا من السعى لجعلها أفضل و الانغماس فى مساعينا الحقيقة و تعمير الارض .. نهرول وراء الغرب ، لا بل ليس حتى الناجحين منهم ، بل نهرول وراء الأمثلة التى تؤذينا دينيا و حضاريا و إجتماعيا ، مما يولد حالة من عدم الرضا المضاعف و الذى يجعلك سقيم القلب والروح ،
"ما اصابكم من شر فبما قدمت ايدكم" .
ليت لنا نصيبا من الصلاح و العافيه و الرضا بالمتكوب ، و الصبر على المرغوب و المرهوب ، خفافا خفافا يا الله ، أن لم نفد فلا نضر وإن لم نصبر لا نقنط و إن لم نرضى، رضّنا ، و اصلحلنا رغم عنا و اجعلنا من من اتاك بقلب سليم
-
NayrahHave small knowledge to introduce myself with