اكثر ما جذبني لاول وهلة في هذه المنصة كانت انت يا مريم ..لا ادري ربما لكتاباتك الصادقة النابعة من قلب صغير يتألم ، وربما لأن كلماتك ترجعني لذكرى مرحلة أليمة من مراحل حياتي ، وربما هو تعلقي باسم مريم الذي لا يذكرني الا باحب الاشخاص الى قلبي ..اردت ان اشاركك المك يا مريم ، ولن اسالك كيف حالك ولن اواسيك لان المواساة تنفع مع مرضى الجسد اما مرضى الارواح تكون المواساة كمن يضغط ملحا على جرح .. ساشاركك تجربتي مع الاكتئاب علها تكون ولو منفذا صغيرا يأتيك منه ضوء الفرح .. كنت يا مريم في المرحلة الثانوية يعني في مثل سنك تماما ، عندما اجتاحني الاكتئاب واتخذ له من نفسي مستقرا ، وبحكم شخصيتي الهادئة فلم يلحظ احد تغير حالي وانطواىي الحاد ورغبتي المرعبة في ان اظل بعيدة عن كل البشر حتى الاقرب إلي ..في المنزل كنت منطويه حزينة طول الوقت لا اكلم احدا الا باقتضاب وعصبية ، في المدرسة كنت انفر من كل الزملاء واختلق مشاكل معهم حتى أقطع صلتي بهم .. ثم تدهورت دراستي وابتعد عني الجميع فعلا وكل منهم وجد لنفسه عذرا .. اما انا فقد غرقت في بركة الاكتئاب وبدات أفكر في الهروب من كل شئ يعني كنت افكر في الانتحار ..كما قلت لك يا مريم كل هذا كان داخلي ولا احد يدري به الا الله الذ ي مد لي يده وانتشلني من تلك البركة فبدأت اعود اليه واحافظ على صلاتي اكثر واخلصت نيتي له وحده ..وبدا ذلك الظلام داخلي يتشتت شيئا فشيئا وبدات نفسي تجمع شتاتها شيئا فشيئا ..ورجع مستواي الدراسي لسباق عهده بل وافضل وتغيرت شخصتي كثيرا وتعلمت كيف اعيش مع الله حتى ولو كنت بعيدة عن البشر الذين ما ان تحس مستواي حتى رجعوا يبادلونني الابتسامات التي لم تهز في شيئا طبعا ، فعندما نعرف القرب من الله يا مريم  لن نعبا بعده بالبشر .. المهم .. خرجت شيئا فشيئا من ذلك الاكتئاب وتخرجت من الثانوي والتحقت بكلية الطب قسم طب الاسنان وعشت فيها اجمل سنوات عمري ..واصبح الاكتئاب ذكرى وضعتني فيها الظروف وخرجت منه بقرار عندما أمسكت بيد الله ...