عندما تشيع الفتنه توقظ الشيطان البشري الذي بدوره يركز على شهوات البشر وعلى الإختلافات التي ثير الفتنه بشتى جوانبها لكي يفكك المجتمع ثم يأمر ويجمع جهلة ذلك المجتمع لكي تصنع شخصه وفعله وهو بدوره يكون متعطش للمال والسلطة ويحصل عليها عن طريق إراقة دماء الأبرياء واغتصاب الأرض وفي النهاية يحصل القتل وليس القتل بل التبذير في القتل وكأن ما تراه قد سمعته في قصة من قصص عالم الخيال.
فبلاد الشام وبلاد الرافدين عندما يمر هذا الاسم الى ذهن كل عربي يجوب في ذهنه القدسية والحضارة والتاريخ والعلم والطبيعة ولو لم يكن من من يشاركهم الأرض, فقد مر عليها العديد من السلطات والقادة بمختلف أعراقها وأديانها وأخلاقها وانتماءاتها وأهدافها, وسمعنا عنها العجب العجاب ففيها ما نحاج به غيرنا وفيها ما يخجلنا ونأمل من التاريخ طويه ونسيانه الى أبد الأبدين. فتلك البلاد من العام الثاني عشر الهجري عند دخولها تحت مظلة الإسلام وانتهاء حكم الدولة البيزنطية وهي تعتبر إما مقر وصرح للعلم والمعرفة أو للقتل والمهجرة. فمنذ أنتهاء خلافة الخلفاء الراشدين الى الأن وهي لم تشهد سلام كباقي الدول والأقطار في العالم وبالأخص جرائم القتل واستباحة الدماء بطريقة وحشية لم يسبق لها مثيل في أرض مرتين الى بها ولمرات متكررة وبأيدي عربية لدماء عربية من طرف واحد لهدف واحد ودين واحد تجاه طرف واحد لدين واحد ولهدف واحد.
كانت ولا زالت تلك البلاد تصنع الفتنه ثم تذاع فيها ثم يجمح الحماس للقتل واستباحة الدماء ثم التهجير وقتل الأبرياء ثم ينتهى بها الأمر بأن تكون مقر لكل عابث وظالم وبالمختصر غابة سكانها حيوانات بشرية, أو أن تكون تلك البلاد أرض معركه يتقاتل فيها من أراد القتال لحساب مصالحه وسياساته والضحية النساء والأطفال والعجزة والأرض والممتلكات.
ما نراه اليوم وبالتحديد في الشام والعراق يدمي القلب ويثير الاشمئزاز ويشعل الفتنه ويجر الحسائف والندم على أنفسنا في ظل ما ننعم به الأن من تطورات معرفيه كفيله بأن ترشد الجاهل وتنير طريق التائه وقمع حجة الظالم. فما يقوم به داعش الأن في العراق وسوريا سبقه بها أناس وجماعات كثير في نفس الأرض عبر التاريخ لكن في غير عهد بالعلم وتطوراته وقواه السياسية والحربية. ما يفعلونه في تلك البلاد وغيرها لا يقوم به بشر أو حيوان الى أن يكون وحش حيواني يتصف باللاإنسانية ويتجرد من العقل. فسبقهم الكثير من الفسقة والظلمة كملك انجلترا ريتشارد قلب الأسد لقب بالحوش الحيواني لما كان يتصرف به من وحشيه تجاه من يخالفه وخاصه دينياً رغم تقديس ودعم الجهات التشريعية في زمانه وهي الكنيسة الى أن الظلم لا يدوم فبعد موته سلخ جلده ووضع على القلعة ثم تغيرت مراسيم تقديسه الى التنكيل به وبمن دعمه والأن يعتبر من أعظم مرتزقة وحثالة القادة بسببين لان هدفه الوحيد في القتل هو السلطة والثاني لأنه القتل العقاب الوحيد لمن يخالفه وخاصة دينياً. كذلك في الحرب العالمية الثانية حلمُ كل من أدولف هتلر و جوزيف ستالين بالملك والسلطة أدي بحياة أكثر من سكان دول الخليج العربي ومن الأمثلة الكثير والكثير.
في النهاية ما يحدث الان في الشام والعراق مأساة وعار يوشم على خد كل أنسان ومسلم وعربي فالهدف واضح كوضوح الشمس من ما يحدث وهو تحريك الدمى البشرية من شأن تحقيق مطالب الحيوانات البشرية المتسلحة بالسلطة. أسأل الله أن تنتهى هذه الكارثة الإنسانية والبشعة ويعم السلام لكي نرى الجانب الأخر الذي اشتقنا إليه من تلك البلاد مع أعتقادي العميق أن تلك البلاد تشتاق الى الدم بين الحين والأخر ليكون دماء وأرواح شهدائها نضيد ثمرها وزكاة شعوبها وقصة تضاف الى سجلاتها ومطوياتها التاريخية.
تحياتي لكم بقلم أ/هادي سالم ال شريه
-
هادي سالم ال شريهPassionate about lifelong education and the improvement of life for all people,I aim to utilize my skills and educational background to create, develop, and promote programs, projects, and new initiatives that will increase quality of life for all involved and beyond.