روايتنا اليوم تعد من أبرز الروايات التي ألفها باولو كويلو صاحب الرائعة العالمية الخيميائي ، صدرت رواية الجاسوسة سنة 2016 يقدر عدد صفحاتها بـ 151 صفحة تدور أحداثها حول الحياة الشخصية لواحدة من أهم نساء العالم شهرة و هي الجاسوسة الهولندية ماتا هاري أثناء الحرب العالمية الاولى حيث تعتبر أشهر جاسوسة في التاريخ الحديث .

أحداث الرواية : 

تطرق الكاتب في بداية الرواية إلى حادثة اغتصابها و معاناة الجسد في المدرسة، وكيف أصبح المنفى مهرباً عبر بوابة الزواج من جندي يعيش في المستعمرات الهولندية في آسيا، وتحديداً اندونيسيا، وكيف أصبح النعيم المفترض جحيما ، العودة لهولندا ثم التحول الكبير بالذهاب إلى باريس، فكانت المرأة الجاسوسة تمتهن الرقص في المجتمع الفرنسي ، وصلت إلى باريس بجيوب فارغة و سرعان ما أصبحت حديث المجتمع لاعتبارها المرأة الأكثر أناقة في المدينة ، راقصة أدهشت الجماهير و أدخلت الفرح إلى قلوبهم و باتت محط أنظارهم و بيت أسرارهم وثق بها أثرياء تلك الحقبة و النافذون فيها ، فيما كان جنون الارتياب يفتك بالبلاد التي دارت رحى الحرب فيها فصارت تحصد الرجال، من كل المواقع والمناصب، جنت أموالا وعاشت حياة البذخ،    و سرعان ما توجهت أصابع الشك صوب ماتا هاري جراء نمط الحياة المريب التي كانت تعيشه و بحلول عام 1918 القي القبض عليها بفندق في ضواحي باريس بتهمة التجسس ، ماتا في رسالتها الأخيرة روت قصة الجاسوسة التي ستظل في الذاكرة لامرأة تجرأت على كسر التقاليد و الأعراف و دفعت الثمن غاليا . 

الرواية من وجهة نظري : 

أظن أن كلمة هراء أصبحت في الآونة الأخير مبتذلة ، تستخدم بكثرة و في مواضع ليست مناسبة، لكن هذا لن ينقص الكلمة معناها في نظري ، لأنني لمستها حقا أثناء قراتي لهذا العمل . 

الرواية في نظري قصة تتكون من ثلاثة تقسيمات ، أثنين يتم سردهم علي لسان ماتا هاري و ثالث علي لسان محاميها .

ما لم يعجبني في هذه الرواية السرد فهو سطحي جدًا أشبه بشخص يتلبس دور الراوئي و هو ليس لديه حتى أدنى مقومة لذلك .. الكتاب يعاني من بعض الملل و الافتقار للجذب . 

 للأسف بدا لي مختصر الويكيبيديا عن ماتا اكثر امتاعاً من الرواية نفسها، لا ادري ربما حياة ماتا اصلاً لا تحوي ذلك التشويق الذي قد يجعل القارئ يتعلق بقصتها ، حيث ربما من الافضل قراءة مقال او مشاهدة فيلم بدلاً من التعرف عليها من رواية . 

حقيقة بعد الضجة التي أحدثتها هذه الرواية توقعتها بمستوى رائعته " الخيميائي " لكن للأسف باولو كويلو خيب ظني هذه المرة ...

إقتباس :

عندما يصبح الوطن الأمر الأهم في العالم، يكون دوما ثمة ثمن يدفع .