بعد عساكم من عواده المنصرمة منذ عام
هاهو العيد يعود إلينا وفي جيوبه الكثير من الحلوى وأعواد الفرح ،
وها نحن نعود معه وفي جعابنا الكثير من الحكايا ، وبدايات القصص، ونهاياتها ،وتنهيدة أسى تلفظها الذاكرة برائحة الأوطان التي بكيناها ،و الأشياء التي خسرناها ،وعبق الأحبة الذين فقدناهم .
يعود يهز وتر الذكرى ، يوالف بين الحنين والأنين بغصة عَبرة وكثير من عِبر !
نسمع تحاياه من أصوات الحاضرين ببحة الراحلين ، ونصافح ابتسامات تتراءى لنا أخرى بملامحهم الـتي لم تزل عالقة هنا وهناك .
وبالرغم من كل ذلك يعود العيد على أجنحة الفرح ، محملاً بأطنان من البهجة فيجوسنا من حيث لا نشعر.
فمن منا لا ينصاع لتلك الابتسامة العفوية في نفحات نهاره أو ألوان المساء فيه ،
فقط حين نقرب لله طاعتنا،. وتُتَم صالحاتنا و نرضى بأقدارنا وخيرة الله فينا .. يكرمنا الله تعالى بالرضا ، وينفح السعة فيما ضاق من صدورنا ، ويفتح أبواب الفرج عند مراصد الصبر فينا , فننسى أو نتناسى ما ألمّ بنا أو آلمنا ،. ونضع ما تعاقد فينا مع تلك العقد المتربصة بنا على رف اللا اكثراث لحين من السعادة وشيك الانفلات .
وكأننا نجدد ولاءنا لهذه الحياة التي دلفناها بالدم والدمع ، فامتهدت لنا السرور والفرح ، بأننا سنحييها وإن لم نحيا بها وسنقطف الفرح غضا من عين أتراحها المتقدة ، وسنجدد الأعياد بنا وفينا وننقش على صفحة العيد المزركشة كينونتنا وقصصنا التي لربما سيبكيها أحدهم غداً
ودواليك يبقى العيد لمن يعود منا ، والسعيد من سيتدثرنا قبل أن يفقدنا ،
وعسانا وإياكم من عوّاده !!
الكاتبة : نورة يوسف
تويتر : norah_yosef
-
norah_yosefأنتَ ما تتطلع إليه ، كاتبة صحفية - ( على ذمة قلم )