# مسلسلات رمضان #

نشر في 22 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

لفت انتباهي وأنا في إحدى قاعات الانتظار بأحد المراكز إعلان بثته قناة (mbc) ..
هذا الإعلان يتعلق بالقناة نفسها حيث بثت فيه مقاطع منوعة مثيرة ومغرية عن
أحدث المسلسلات التي ستُعرض على قنواتها في شهر رمضان ..

عرضت في هذه المقاطع الإعلانية كل ما يثير المشاعر والغرائز من غراميات ورقص,
وعري, وكل ما يمكن وصفه بـ "الإنحلال الأخلاقي" ..
وفي نهاية هذه الإعلان كُتب:
جمعنا لكم نخبة مميزة ..
إن لم تشاهدها .. !
فقد فاتك الكثير ..

سبحان الله ..!
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول:
( رمضانُ شهرٌ مُباركٌ تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجنةِ, وتُغَلَّقُ أبوابُ السَّعيرِ,
وتُصَفَّدُ فيه الشياطينُ، ويُنادِي مُنادٍ كلَّ ليلةٍ:
يا باغِيَ الخيرِ هَلُمَّ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقصِرْ )

فذكر رسولنا الكريم بأن "الشياطين" تصفد في هذا الشهر الفضيل ..
ولكن ما نراه في هذا الشهر بالذات, بعد أن تصفد شياطين الجن ..!
تظهر شياطين الإنس لتنوب عن شياطين الجن في مهامها الإفسادية, حتى يفك الله
اغلال وأسر زعمائهم بانتهاء شهر رمضان, ومن ثم تعود هذه الشياطين الأنسية
لتصبح خدماً لزعمائها بدل الإنابة في الأحدى عشر شهر الأخرى ..

فتجد هذه الشياطين الإنسية خاصة أصحاب القنوات الفضائية تسعى جاهدة في
كل ما من شأنه أن يبعد المسلمين ويشغلهم عن طاعة الله, وعن عبادته, وذكره,
لتبقيهم في غفلة دائمة ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
لتجعلنا جلوس مُنصتين مُغيبين أمام شاشاتها بدلاً من الجلوس بين يدي الله في
الصلوات المفروضة, والجلوس بين يديه في السنن الراتبة, أو صلاة النوافل ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
لتلهينا عن الذهاب إلى ملك الملوك الذي ينتظر في كل ليلة من يطرق بابه يلتجأ
إليه يذكره, ويمجده, ويسبحه, ويستغفره, ويسأله حاجته, واعداً بأنه جل وعلا
لن يخيّب رجاء من وقف بين يديه ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
لتحوّل خوفنا من الله إلى خوف من انتهاء حلقة المسلسل دون
معرفة الأحداث المتبقية ..
وتحوّل رجاءنا من الله إلى رجاءنا من هذه القناة بأن تقدم لنا كل
ما تشتهي نفوسنا وترغب شهواتنا في مشاهدته ..
وتحوّل أملنا بالله في كل ما فيه نجاة وفلاح إلى أملنا بمشاهدة الحلقات
والاستعراضات القادمة دون أن يشغلنا عنها شُغل شاغل ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
لتُلقِننا وتُحفِظنا عناوين المسلسلات,وأسماءالفنانين والفنانات ..
وحفظ كلمات الحب والغراميات ..
بدلاً من حفظ سور القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
لتستبدل فينا حُب الله, وحُب الرسول, والأنبياء, والصحابة, والتابعين, والصالحين,
بحب الممثلين والممثلات, والمطربين والمطربات, والراقصين والراقصات,
والساقطين والساقطات ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
في أن تُثقل كفة ميزان أعمالنا بالسيئات ..
وتمحو ما في الكفة الأخرى من حسنات ..

تجتهد هذه الشياطين الإنسية:
لتجعلنا نتوغل ونمضي في دهاليز الظلام ..
ونبتعد عن طريق الحق والنور والهدى والسلام ..

فهي لا تسعى إلا أن تجعلنا ننغمس في شهوات الدنيا لننسى ما ينتظرنا في
الآخرة من حساب وعقاب ..

فيا أختي ويا أخي:
فلنحذر هذه الشياطين حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى:
( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )

فلنحذر هذه الشياطين حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى:
( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )

فلنحذر هذه الشياطين حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى:
( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ
وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا )

فلنحذر هذه الشياطين حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ
آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )

بل لنكن ممن أمره الله في قوله تعالى:
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )

تزوَّد من التُّقَى فإنَّك لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ
وكم من عليلٍ عاش حيناً من الدهر

اللهم احفظنا واحفظ ابنائنا وبناتنا من كل سوء ..
اللهم بارك لنا ولهم في أوقاتنا وأوقاتهم وأعمارنا وأعمارهم ..
اللهم جنبنا وإياهم المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن ..