غالباً ما نسمع هكذا عبارات وكلمات سواء في العالم الحقيقي او العالم الأفتراضي على مواقع التواصل, لكي يكون الناقد نقاداً محترما موضوعيا؛ عليه أن يلتزم بجملة من الأداب المهنية والأخلاقية في نقده؛ وأن تكون الغاية من النقد هي الرقي الى الأفضل وليس الأنتقاص والتجريح والطعن والا خرج الناقد عن مفهوم النقد البناء.
هذه الفئة التي تحمل شعار "العرب متخفلون" من مميزاتهم وعلامتهم أنهم بارعون في النقد لكنهم فاشلون في أيجاد الحلول لو قلت لهم بعد الأنتهاء من خطاباتهم الرنانة عن تخلف العرب, لماذا لا نصلح العرب ونرتقي بهم أو لماذا لا تقدمون الحلول؟. بكل تأكيد لن تسر بسمع أجوبتهم ويخيم عليك الندم لأنك سئلهم هكذا اسئلة, هذا أن حصلت على أجوبة منهم, للأنصاف أنا لا أخفي هناك تخلف وهناك رجعية نشهدها وبكل وضوح سواء في الجانب الأقتصادي أو العلمي أو الأجتماعي أو حتى الأخلاقي, لكن هل تعمنا في حقيقة التخلف الذي نمر به, هل نحن في حالة من الجنون قلنا هلموا بنا لنكون متخلفين أم هناك تخلف مفروض علينا وأسباب أدت لهذا التخلف, لكي نعرف ماهية هذا التخلف وأسباب أستمراره لابد أن نبحث ونطرح عدد من الاسئلة في هذا الصدد وعلى سبيل المثال:
• هل سألنا أنفسنا كم عالم وبروفيسور عربي قتل ولم نعرف قاتله ؟
• هل سألنا أنفسنا لما دوما هناك من يحاربنا ومتقصد في حربه علينا؟
• هل سألنا أنفسنا كم اثر الأستعمار علينا وكم زاد من تخلفنا ورجعيتنا ؟
• هل سألنا أنفسنا عن سر أنعدام اهتمام الحكومات العربية بالعلم والعلماء؟
• هل سألنا أنفسنا لماذا المناهج التي ندرسها في المدارس والجامعات متأخرة علمياً؟
• هل سألنا أنفسنا لماذا الحكومات التي تحكمنا تحارب العلم بطريقة أو بأخرى؟
• هل سألنا أنفسنا عن سبب الهزيمة النفسية و فقدان الثقة التي تعاني منها الأمة ؟
• هل سألنا أنفسنا كم حرب خاضت في بلادنا وكم أستمرت هذه الحروب وما سببها؟
• هل سألنا أنفسنا لماذا يهاجر أغلب الكفاءات والعلماء العرب من بلادنهم الى البلدان الغربية؟
• هل سألنا أنفسنا كم من أكتشافات ومنجزات يقوم بها الشباب ويكون مصيرها سلة النفايات؟
اعتقد أغلبنا لم يطرح هكذا أسئلة على نفسه, وغيرها الكثير من الاسئلة لو قام بطرحها حملة شعار العرب متخلفون على أنفسهم وبحثوا عن الأجوبة, يجدون أنفسهم يحملون تصورات وأفكار ومفاهيم خاطئة عن التخلف غير منصفه ولا تتوافق مع الواقع الذي نعيشه. لست بصدد تبرير التخلف, مهما كانت الأسباب التي أدت الى التخلف فهي ليست مبرر للأستمرار فيه, لكن الأخذ بالأسباب ومعالجتها أمر لابد منه في سبيل الخلاص من التخلف والرقي والنهوض بالأمة.
أما أصحاب لفت الأنظار ومحبي الشهرة سواء كتاب وشعراء أو أشخاص عاديين وخاصة الشباب, الذين امتلأت بهم مواقع التواصل وفاضت, شلغهم الشاغل ذم العرب وهجائهم بأي طريقة ومهما كانت المناسبة, هؤلاء هم سبب رئسي في تخلف العرب, لو أستبدلوا نقدهم وهجائهم بحلول ومعالجة, لما تمادى تخلف العرب وأستشرى في عروق الأمة, التخلف في الوطن العربي سواء أقتصادي, علمي, أخلاقي, واضحة أسبابه ومعلومة طرق معالجته, أما عليكم - الناقدون- العمل على رفع هذا التخلف ومعالجته بكل جدية, أو التوقوف عن الثرثرة وزع روح الفشل, وأعلموا أن أبيات يا "أمة ضحكت من جهلها الأمم" وشعارات العرب متخلفون وغيرها, التي تنشروها في مواقع التواصل بغية الحصول على اللايكات والتعليقات, لن تجعل منكم الطبقة الصاعدة أو الاذكياء المتنورين قط أنما العكس, لذا بربكم تحرروا من هذا الوهم الساذج وأسألوا أنفسكم من أنتم وماهي منجزاتكم قبل الثرثرة عن التخلف العربي.
-
محمد رجاكاتب عراقي، مهتم في الشأن السياسي والاجتماعي