"اتجوزيه والرزق علي الله"
هذه الكلمات التي لطالما ترددها الأمهات ذواتي الفطرة اللواتي لا يخشين تقلبات الدهر ولا يعبأن إلا بالتكاثر الذي يخرج للعالم أطناناً من الأفواه الجائعة والعقول المريضة والشخصيات المهمشة ، هذه المقولة التي دفعت بالمغلوبات علي أمرهن الي المخاطرة بثمين أعمارهن وزهرات شبابهن .
هذه تمنيها بالوعود الفردوسية التي تنتظرها بعد زواجها من ذلك الفارس الذي لا يملك سوي قوت يومه ولا يفكر بالمستقبل إلا ليسأله عن ماذا سيأكل غذاً ، وتلك تعدها بوثائق الحرية التي سوف تتمتع بها بعد ارتدائها للفستان الأبيض والخروج الي سجن لا يختلف كثيراً عن الذي كانت تعيش فيه سوي باختلاف السجان ومفتاح الزنزانه ، وأولئك يهددونها بمصيرها المرعب الذي ستلقاه لو دققت في اختيارها ، وهؤلاء ينعتونها بالـ "مسترجلة" لمجرد أنها حددت وبدقة مواصفات والد أطفالها.
هل لنا أن نسأل أنفسنا لماذا نتزوج ونحن غير مؤهلين لبناء أسرة أفضل مما نحن عليه ، لماذا ننساق كالقطيع وراء مبدأ "عيشي عيشة أهلك" ، ولماذا كل هذا الرهاب من الانتظار حتي يصبح كلاً من الفتي والفتاه مؤهلين بالقدر الكافي لتلك المسئولية! . إنا لنري من الشباب والبنات ما يخجل العقل عن تصوره حين تسأل كل منهم لماذا تريد أن تتزوج ، فيجيبك ببلاهة الطفل الساذج الذي لايدرك معني مايقول "عايز استقر" ، هلأ سألت نفسك ماهو مفهومك عن الإستقرار الذي تتمناه ، وهل تعرف من الأساس معني الإستقرار أم هي كلمة ترددها كالبغبغان لمجرد أنك سمعتها ممن يشبهونك معتبراً إياها مبرراً قوياً لطلبك الزواج ، أي استقرار هذا المبني علي أساس من القش ، فالزواج ليس "عش عصفورة" كما تزعم .
هلأ نظرنا الي اطفالنا بعين الرحمة قبل أن تفتح أعينهم علي هذه الدنيا ، هلأ احسنتوا اختيار من يشاطركم البقية من أعماركم ، كفانا سطحية وحكم بالمظهر والشكل الخارجي ولتفكروا بحكمة من ينظر لمستقبل جيل من الاطفال قادم لدنيا لا يعلم مصيرها الا خالقها ، لا بالعقل الأناني الذي لا يفكر إلا بمصلحته الشخصية وإرضاء نفسه .. وليذهب الاطفال الي الجحيم.
إذا كان ما سيلحق بأطفالنا هو البؤس والفقر والمرض والجهل فأهلاً بإنقراض هذا الجيل عديم الجدوي سطحي الفكر ، وليحل محله جيل آخر من أي فصيل أدني من المملكة الحيوانية.
أيها الشباب .. لامزيد من الأسر المهدمة .. لامزيد من قضايا محاكم الأسرة .. لامزيد من أجيال عالة علي مجتمعاتها .. فقد وصلنا بفضل غبائكم لما هو دون القاع.
التعليقات
فعلا هل هناك من يعلم أبعاد كلمة "الاستقرار" غالبا هو في بيت أهله هانئ فأين الترحال وأين الإستقرار؟
أم تراه يقصد شخص يعد له الطعام (ليحضر خادمة أفضل)
وهي تبحث عن مصباح سحري...
الوضع مؤسف للغاية والكثير يسقطون في شرك هذا الوضع نتيجة للضغوط الإجتماعية
كما أن الإختيار يتم بشكل عشوائي بداعي (الرغبة في الجواز و خلاص) .لذلك نجد إرتفاع نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثا .
مقال رائع , بالتوفيق .