بقلم يسرى السيد

لم تشهد مصر والعرب عزا أوتقدما بعد تخليها عن الإسلام ...ولم تشهد مصر والعرب عزا وتقدما منذ خروجها من عباءة الخلافة العثمانية وثورة 1956 ثورة فاشلة .

قالها طالب فى جامعة اسيوط قدم نفسه بأنه فى سنة أولى قسم تاريخ ووصف أحكامه بانطلاقها من كونه متخصصاً فى التاريخ والداراسات التاريخية (!!) ... وأضافت طالبة أخرى فى جامعة أسوان بأن الإسلام هو الحل .. والغريبة أن كلام الطالب والطالبة لقى تصفيقا من بعض زملائهم فى المدرجين الذين احتشدا بالالاف من طلاب الجامعتين رغم ابتعادهما عن بعض مئات الكيلومترات كدليل على انتشار هذا الكلام من جهة ... ومن جهة ثانية انهم يوزعون أنفسهم فى جنبات المدرجات بحرفية شديدة لوضع من يرد عليهما فى حيرة وارتباك وللايحاء بان انصارهما كثيرون !!

جاء ذلك خلال الحوارات التى انطلقت فى أروقة بعض مدرجات الجامعات فى الاقاليم من قوافل التنوير والفكر والإبداع التى أطلقتها وزارة الثقافة ممثلة فى هيئة قصور الثقافة برئاسة الشاعر والناقد د. محمد ابو الفضل بدران و تجوب الجامعات منذ أسابيع فى بنى سويف والمنيا وسوهاج واسيوط واسوان وشارك فيها نخبة من الفنانيين والسياسيين منهم الموسيقار هانى شنودة والفنان طارق الدسوقى والشاعر اشرف عامر والناشطة السياسية كريمة الحفناوى والزملاء طارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب والكاتبة عبلة الروينى والكاتبة زينب عفيفى وكاتب هذه السطور ..

المهم توليت الرد جزئيا على بعض الطلاب بالحجة والمنطق فيما يخص هذه المقولات التى بدأت بها المقال وتحتاج لمساحات اكثر للحوار والنقاش والكتابة ...قلت مثلا لطالب اسيوط : احسدك على جرأتك ليس فى طرح أفكارك (بالأصح ما لقن به ) ولكن فى التجرؤ بأنك دارساً للتاريخ ومتخصصا فى الدراسات التاريخية رغم أنك فى السنة الاولى فى قسم التاريخ ولم يمض من العام الدراسى أكثر من 3شهور وهو ما لايستطيع قوله أكثر المؤرخين دراية واكثر الاساتذة علما ، ونتيجة هذا التجرؤغير العلمى رددت مقولات خاطئة بعيدا عن الرأى الذى قد يحتمل الجدل والصواب والخطأ ... مثلا تقول ثورة 1956 مع العلم ان 1956 ليست ثورة لكنها عدوان ثلاثى على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا واسرائيل ردا على قيام الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ، أما إذا كنت تقصد ثورة 23 يوليو 1952 فلايمكن وصفها بالفاشلة من قبل متخصص فى التاريخ إذا كنت كذلك (!!) لأن هذا الحكم العام ضد العلمية والموضوعية التاريخية ، والأصح أنها ثورة لها سلبيات وإيجابيات ، وقد تكون سلبياتها أكثر من ايجابياتها من وجهة نظرك كمؤرخ لهذه الاسباب ... الخ من أسانيد علمية ...هكذا يكون الأسلوب العلمى فى مناقشة الاحداث التاريخية أما دون ذلك فلا يرقى الى العلمية فى شىء, وعلى فكرة النهضة التى حدثت فى مصر بعد قيام الثورة وحتى موت جمال عبد الناصر عام 1970من تعليم وبحث علمى و تنمية ثقافية وزراعية وبناء قاعدة صناعية مازلنا نبيع مصانعها حتى الآن , خير رد على وصفها ب بالثورة الفاشلة التى لم تحقق تقدما ابداً لمصر !!

ثانيا : أ ى عز غاب عن مصر و العرب والمسلمين بعد انفصالنا عن الخلافة العثمانية , ألم تدرس ياصديقى أن تقدم وازدهار العثمانيين قام أصلا على أكتاف العلماء والفنانيين والصناع المهرة الذين تم استقدامهم او بالأصح ترحيلهم من مصر وباقى الأقطار والعواصم الحضارية التى تم احتلال بلادها من قبل العثمانيين آنذاك .. ومع ذلك بماذا تفسر الازدهار الذى حدث قبلهم وأثناء حكمهم حين تمرد عليهم محمد على الكبير ووصل بالفتوحات المصرية إلى الحجاز وافريقيا وأسوارالأستانة وبناء صناعة حربية وإرسال بعثات علمية لأوربا وإنشاء جيش قوى .. الخ من مظاهر التقدم , ولولا تحالف الاوربيين ضده وضد مصر الذين يخشون دائما من تقدمها لكان هناك شأنا آخر للإمبراطورية المصرية الوليدة آنذاك ...طبعا هناك أسانيد كثيرة تدحض هذه المزاعم لكنها الأخطر إنها تشير إلى السموم والاكاذيب التى يروج لها الاخوان المسلمين واردوغان الذى يحلم باستعادة عرش أجداده ولو على جثث وأنقاض العالم العربى والإسلامى

• أما القول بان مصر والعرب فقدوا عزهم وتقدمهم حين تخلوا عن الاسلام فهو كلام يتناقض مع التاريخ والواقع ويضرب فى مقتل قلب الدين الإسلامى إذا صحت هذه المقولة وهو منها براء .. لماذا ؟ ... لان الفراعنة تقدموا وأبدعوا وتركوا آثارا مازالت شاهده على حضارتهم حتى الآن قبل نزول الإسلام بآلاف السنين ومازال العلم الحديث عاجزا حتى الآن فى فك رموزه فى الفلك والعمارة والطب .. الخ .. وكذلك الأمر فى الحضارات القديمة , ومن التاريخ إلى العصر الذى نعيشه تستمر مسيرة التقدم الان فى دول لاتدين بالاسلام مثل أمريكا وأوروبا واسرائيل بل وبعضها لايدين بأى دين سماوى مثل اليابان والصين بل ويصل إلى حد الإلحاد كما هو الحال فى روسيا ومع ذلك وصلوا إلى أعلى درجات التقدم , ألا يكون ذلك ضد الاسلام بمفهوم الأخوة إياهم ... وعلى فكرة عصور التقدم التى شهدتها الحضارة الاسلامية شارك فيها علماء يهود ومسيحيين الى جانب العلماء المسلمين لأن العلم والتقدم ببساطة لا دين له ولا وطن أيضا ...

أخيرا ألا يكون ربط التقدم بالإسلام بعد هذا السرد التاريخى ضد الدين وهم براء من هذا الادعاء !!.

ويجىء كلام زميلته فى أسوان بأن الإسلام هو الحل ليجعلنى أقول لها ولأ قرانها أى إسلام تقصدون ؟ ...من يرفع شعار الإسلام هو الحل , يحاول دغدغة المشاعر دون أن يقدم حلولا عملية وبرنامج عمل فى الاقتصاد والصناعة والتقدم ....قلت : هل قتل الأبرياء باسم الإسلام يرضاه واحد منكم ؟ ... قلت : على بن ابى طالب وحفيدا رسول الله عليه الصلاة والسلام "الحسن والحسين " وغيرهم من خلفاء رسول الله قتلوا باسم الاسلام !! وأضفت:هل ماتفعله داعش والجماعات التى ترفع راية الإسلام يرضاه أحد منكم ؟... هل زرع قنبلة فى طائرة أو مكان عام أو شارع لتحصد أرواح الاطفال والابرياء من الإسلام فى شىء ؟ ... هل ما فعله الريان فى نهب أموال المسلمين فى الماضى تحت شعار توظيف الأموال من الإسلام فى شىء ؟.... هل أقام من رفع راية الاقتصاد الإسلامى والمرابحة صناعات ومصانع استراتيجية عملاقة ؟ ... هل المضاربات فى البورصة وتجارة العملة واحتكارها مع السلع التموينية من صميم الإسلام ...؟ هل الإسلام وتعاليمه تمنع قول صباح الخير أو معايدة الإخوة المسيحيين...الإجابة التى زلزلت أركان المدرج الجامعى كانت : لا !!...

اطمأن قلبى وقلب من معى على أبناء مصر لكن الحوار لم ينته ... ولابد من استمراره مع الشباب فى الجامعات وخارجها فى كل ربوع مصر ...شبابنا فى حاجة إلى رموز الوطن لقطع الطريق على خفافيش الظلام الذين يسكنون الأماكن التى تغيب عنها أنوار الفكر والفن والإبداع , لكن الأخطر من ذلك أن بعض المعيدين والأساتذة فى المدارس والجامعات للأسف الشديد هم القناة التى يبث الأفاعى من خلالهم السموم فى عقول وقلوب بعض طلابنا !!

الاعتذار فضيلة ...يا قداسة البابا تواضروس

بدلاً من اعتذار البابا تواضروس عن زيارته للقدس وإصدار بيان رسمى يؤكد فيه رفضه لكافة أشكال التطبيع مع إسرائيل وأنه على عهد البابا شنودة بأنه لن يدخل القدس مرة أخرى إلا فى يد المسلمين ولن يكون شوكة فى ظهر العرب أصرّ البابا تواضروس على موقفه واتهم الإعلام فى العظة الإسبوعية بالمبالغة بل وطالب الإخوة المسيحيين بعدم شراء المجلات والجرائد التى هاجمت الزيارة ولسان حاله يقول اتركوا الإعلام يتسلى وإن الإعلامين يحاولون الاصطياد فى الماء العكر....

بصراحة اندهشت لموقف البابا لأنه بدلا من الاعتذار عن سوء الفهم مثلاً عن هذه الزيارة وبعدم تكرارها مستقبلا ... وكنا سنقبل اعتذاره ونصمت , يصرّ على موقفه ولذلك اضطرُ أن أقولها صراحة إضافة لما كتبته الإسبوع الماضى :

• قداسة البابا كيف تقبل أن يختم جواز سفرك بخاتم الكيان الصهيونى الإسرائيلى الذى يحتل أرض المسيح ؟....

• قداسة البابا كيف تقبل أن يختم جواز سفرك وأنت بابا المسيحيين بخاتم الكيان اليهودى الذى حاول أن يقتل المسيح وحاول صلبه بالأمس ويقتل أحفاده اليوم مع إخوانهم المسلمين فى فلسطين المحتلة ؟

• قداسة البابا كيف تنسى رفض عمر بن الخطاب بالأمس عن الصلاة داخل الكنيسة حتى لا يجد بعض المسلمين مبررا للسيطرة على الكنيسة وتقبل من احتلوا الأرض ودنسوا مهد المسيح بعد محاولة صلبه ؟

• قداسة البابا كيف ستواجه طلبات المسيحيين التى زادت بنسبة 60% لزيارة القدس بعد اختراقك لحظر عدم التطبيع ؟

قداسة البابا : نقول كمان ولا كفاية!!