الإبداع - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الإبداع

  نشر في 21 ديسمبر 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

     أشير إلى أنني لا أتحدث في هذا المقال عن من يسمون الآن بـ"العرب" بل عن من هم عرب حقا، و العرب هم سكان الجزيرة العربية لا غير، لكن التعريب وصل إلى درجة تسمية كل ناطق بالعربية عربيا بل حتى كل مسلم عربيا وتجاهل كل الحضارات و الشعوب التي أدى بها التعريب التام إلى أنكار أصلها، و أتمنى أن لا تؤاخذوني على لهجتي الحادة وأن تعقبوا برأيكم فرأيكم يهمني و سأحاول جاهدا الرد على كل تعقيب ليستفيض النقاش و ينمو بشكل حضاري محترم

    يبقى أكثر سؤال مطروح بين من رحم الـله من العرب هو ما الفرق بين الغرب والعرب؟ وما السبب في تطور الغرب بعد سنوات الظلام مقابل تخلف العرب بعد سنوات النور ؟ ودائما ما يكون الجواب عبارة عن جمل تتضمن كلمة "إبداع"

     لتوضيح جانب من وجهة نضري سأضطر للإشارة أنني لست بعربي، وحتى إن كنت عربيا بشكل من الأشكال، أي بنسب أحد أجدادي الأقدمين، فأنا أتنصل من كل ما يمتني بصلة - إن كانت - و أنكر انتسابي لهؤلاء القوم الظالمين، ظالمون في نضري بسبب عدة أشياء، أهمها أنهم اختيروا من بين كل البشر لينجبو خير البشر محمد (ص) لكنهم جحدوا، و أوتوا خير الأديان و أصحها لكنهم أبو إلا أن يحرفوا و يفهموا على أهوائهم، ليجبروا بسطاء المسلمين على تعقيد البسيط مما يعرقل الفهم الصحيح للدين و يترك المسلم العادي في بحر من المغالطات، و لأنهم منحو ثروات أكثر من الكثير من البشر، لكنهم سحروا بالمال ونسو كل ما بقي من الأمور. ليحدث امتزاج أسود بين الفكر البدوي الأمي بفهم الدين المغلوط والمتغير حسب كل وضع و آخر، فالآية الواحدة يمكن أن تأخذ عدة معان في نضرهم، و الطامة أن كل معنى بعيد كل البعد عن المعنى الآخر، وهذا اقتداء بالحكم ذائع الصيت "الضرورات تبيح المحظورات" والذي يتحول إلى سيء السمعة، كونه سن في زمن وجب فيه الاختباء و عدم الإدلاء بالتوجه الحقيقي أثناء الدعوة السرية للرسول (ص) لكنه تحول بعد فهمه المغلوط إلى حكم يبيح تغيير الملل والذمم حسب الوضع الراهن، بفقه محرف عبر العصور امتزج فيه الصالح بالطالح و اختلط فيه الحديث الصحيح بالحديث الموضوع في صحتهما، لتنتج عن هذا الامتزاج غمامة مظلمة دامسة في سوادها تقتل كل بصيص أمل و تغتال كل فكرة.

     هنا يمكن التحدث عن الإبداع، دين الإسلام متجدد وبمعنى آخر هو مبدع، لكننا نصطدم بواقع أن المسلمين العرب تخلو عن جانب الإبداع هذا، وصاروا بشكل مغاير تماما يعتبرون الإبداع بدعة ويعارضون التجديد، و يقتدون بقدمائهم في محاولتهم للنجاح في التطور كباقي الشعوب، لنقع في تناقض، و هو أن نعودة في الزمن من أجل التقدم فيه، متناسين أن الزمن يسير إلى الأمام ولا يعود أبدا إلى الخلف، وأنه لحل مشكل غير مسبوق وجب التفكير في حل غير مسبوق لا الرجوع إلى أرشيف القدماء من المشاكل المحلولة، و هنا مجددا نتمكن من التفريق بين الإبداع و عدمه وبين التجديد و البقاء بين أوراق الأرشيف البالية والمستهلكة.

     أنا أؤمن بمبدأ سار على نهجه الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس و المفكرين، و هو أن كل شخص كيفما كان شكله أو عرقه أو عمره قادر على الإبداع، وفي شتى المجالات، وهو نفسه المبدأ الذي يؤمن به النظام التعليمي المغربي الحالي، والذي من المفروض، أن يعمل على اكتشاف مجالات هذا الإبداع و تنميتها لدى أصحابها. لنعد إلى النموذج العربي، وعندما نحاول مقارنته بالنموذج الغربي نجد أن هذا المبدأ -الإبداع- لم يطبق في الأول بينما طبق في الثاني، مما يجعل الأول في تبعية دائمة للثاني ليفكر بدله و ليبدع بدله. ولأعطي مثالا أدق سأتجه إلى بلاد الخليج العربي، منبع العرب و أرضهم الوحيدة، لم يكن البدو ليعلموا معنى النفط و قوته الاقتصادية التي تحرك العالم يوما و هذا راجع لكون العرب بعيدين كل البعد عن التفكير و إيقاظ الإبداع، بنما الغرب يجدد و يشجع الإبداع في شتى المجالات مما مكنهم من اكتشاف النفط، و إيقاظ العرب من غفوتهم قليلا ،لكن لا لينوروهم، بل ليشتروا نفطهم بثمن بخس مقارنة بثمنه الحقيقي، لكن الذي يشكل ثروة بالنسبة للبدو العرب.

     من وجهة نضري المتواضعة أعتقد أنه لا يمكن أن تصف شخصا أيا كان أنه غير مبدع، حتى هؤلاء العرب الذين غطسوا في الظلامية غطسا لا يمكن أن نقول أنهم غير مبدعون، إذ أن هذا السبات ناتج عن تراكم عدة أسباب أولها و آخرها الجهل و العنصر الوحيد الناقص من أجل الاستيقاظ هو دفعة صارخة واحدة في وجه رواسب الزمن.

     في ختام هذه الكتابة المتواضعة أحب أن أقول ما أحب أ أقول "بين العرب و الغرب نقطة، و سنين من التطور و -الإبداع-"



  • 2

  • أكوح نور
    تلميذ بالسنة الثانية من التعليم الثانوي التأهيلي، قاطن بمدينة الحسيمة بالريف شمال المغرب، أحب الكتابة عن المواضيع التي تهم الشباب المثقف بالمغرب خصوصا المتعلقة بالفكر السياسي لدى الجيل الصاعد ، والمواضيع المتعلقة بال ...
   نشر في 21 ديسمبر 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا