صوت الأنطولوجيا في نص خارج بحيرة تشايكوفسكي للشاعرة إبتهال المسعودي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صوت الأنطولوجيا في نص خارج بحيرة تشايكوفسكي للشاعرة إبتهال المسعودي

قراءة - صدام غازي محسن

  نشر في 27 يوليوز 2017 .

صوت الأنطولوجيا

في نص خارج بحيرة تشايكوفسكي

للشاعرة إبتهال المسعودي

قراءة - صدام غازي محسن

خارج بحيرة تشايكوفسكي

...........

النص

نحن مجرد خونة نسقط وسط الطريق لنمثل أننا منهكون والحقيقة أنا نحن الذين أتعبنا هذه الطرقات بخردة أحذيتنا البالية .

نهاياتٌ مستفزةٌ لبقايا دماء على جرح ٍيتماثل للشفاء تسقط كما آخرَ كلمةٍ من فمِ عاشقٍ يتمنى لمسة منذ الف عام بأصابعه المقطوعة على شفة حبيبته

لم يزل يعد المسافات والخطوط

فيقتربُ نهاية المطاف من علامة إستفهام.

الأبجديات قصيرةٌ جداً بلا ذبالة أرواحٍ ،ترسم وجهاً بلا ملامح تغسلهُ مشاهدُ المطر

فوهةُ الوقت مترعةٌ باسباب الجنوح

غائلة بالقدم ،إمتدادات أسوار الحقيقة وفناراتها بابٌ للريح الممتدة من جدران لاذت بالصمت تشخب بهوة انكساراتٍ وسواد خيباتٍ متلاحقة.

حلمت ذات ليلة أن ذلك الباب

صرخ َعندما أجتزته أنا وأسراب الموتى نَضجُ بتدافعٍ غريب

كإن أُغنيات (داخل حسن)

تدفعنا للولوج الى فوهةِ تنورٍ تفوح منهُ رائحةَ البردي

نحن أبناء الطين خذلنا الفرات

وأستمعنا لاغاني الروك وأبتلعنا بحيرة چايكو فسكي بتعسف

حاملين كل البجع خارج السرب .

====================

خارج بحيرة تشايكوفسكي أتى هذا العنوان أي بعيدا عن السحر والجمال أيضا , نافية عن الموقع سحره والسحر بعضه مؤذِ أي قبيح . وبعضه سحر لا تدخل به الشعوذة فأبعدت لغة السحر عنه ، أي عن النص وخاصة أن بحيرة تشايكوفسكي وجد فيها سحر الساحر وهو القبح ، وسحر جمال البجعة أو الأميرة وهو الجمال . وأتت الشاعرة بداية بعنونة خارج بحيرة تشايكوفسكي , والتجأت الى الارتجاع الفني الفلاش باك .

وبمجرد الدخول الى بداية النص تقول الشاعرة

( نحن مجرد خونة نسقط وسط الطريق لنمثل أننا منهكون والحقيقة أنا نحن الذين أتعبنا هذه الطرقات بخردة أحذيتنا البالية )

أتت هنا الصورة لتبتدأ بكلمة نحن بدون إشارة من النحن فأتت شاملة بدون تمييز في بداية النص لكنها سترجع وتميز في بقية النص لنعلم من النحن . لم تميزها بداية بل أطلقتها عامة ومعها صفة الخيانة , واتى السقوط الكيفي في عبارة نسقط وسط الطريق لنمثل أننا منهكون من أجل أمر ما أو منفعة ما أو من أجل استجلاب التعاطف . ( والحقيقة نحن من أتعبنا هذه الطرقات ) التي نمشي بها مستعينة بالأحذية البالية وهي إشارة على إن هذه الطرق قد قطعناها بكثرة , فتواصل الشاعرة السرد عن بقية الحكاية التي ابتدأت أول خطوة معلنة عن المكان أي خارج بحيرة تشايكوفسكي -- فتقول

(( نهاياتٌ مستفزةٌ لبقايا دماء على جرح ٍيتماثل للشفاء تسقط كما آخرَ كلمةٍ من فمِ عاشقٍ يتمنى لمسة منذ الف عام بأصابعه المقطوعة على شفة حبيبته

لم يزل يعد المسافات والخطوط ))

نهايات مستفزة , والإستفزاز هو أخراج المرء عن طوره وهو الانزعاج والغضب والعنف , وأتى التأكيد على أن الهلاك قد أتى رغم تماثل الجرح للشفاء . وأكدت على حتمية هذا الهلاك في معنى السقوط وربطت السقوط بالكلمة , فالسقوط هنا معنوي لا جسدي والجرح معنوي وأتت الاستعارة الصورية على سقوط الدماء من الجرح على الكلمة التي تسقط من فم عاشق يتمنى لمس فم حبيبته لكن أصابعه مقطوعة , فلا زال هذا العاشق يعد المسافات ويقترب من النهاية التي يجد فيها علامة الأستفهام تنتظره .

الأنطولوجيا في بقية النص

الأنطولوجيا :علم الوجود بما هو موجود”. ويشمل هذا الاسم كل تناول فلسفي ينصب على مفاهيم عامة مثل : الوجود – الماهية – الجوهر

تقول الشاعرة

(( الأبجديات قصيرةٌ جداً بلا ذبالة أرواحٍ ،ترسم وجهاً بلا ملامح تغسلهُ مشاهدُ المطر

فوهةُ الوقت مترعةٌ باسباب الجنوح

غائلة بالقدم ،إمتدادات أسوار الحقيقة وفناراتها بابٌ للريح الممتدة من جدران لاذت بالصمت تشخب بهوة انكساراتٍ وسواد خيباتٍ متلاحقة )) .

الماهية

هنا تتحدث الشاعرة عن الماهية في الكلام , فالابجديات تعتبر قصيرة جدا كما تقول . وبدون ذبالة الأرواح فما فائدة الكلام وهنالك روح مطفئة الضوء وهنالك وجها تغيرت سحنته وملامحه تغسله مشاهد المطر , ولم تقل المطر اي الحتمية بأن المطر غسله بل نفت عنه ذلك وهو أيضا تقصد به الإسترجاع الفلاش باك , عن أحداث قديمة .

فلا ماهية مؤكد وخاصة إن الوقت ملئت فوهته حد التخمة بالجنوح , وهنا الجنوح نحو اليأس او القنوط , وهو الجنوح القديم وبالخصوص وللتأكيد على أن هذا هو الجنوح أكدت تلك الحقيقة بإنها هشة فالمعلوم أن بعد الهشاشة يأتي الجنوح نحو أمر يعتبر مستنكرا .

الوجود -

هو المكان أو الكينونة

, وهنا تنفي الشاعرة الوجود الفعلي فتقوول الشاعرة

(( حلمت ذات ليلة أن ذلك الباب

صرخ َعندما أجتزته أنا وأسراب الموتى نَضجُ بتدافعٍ غريب

كإن أُغنيات (داخل حسن)

تدفعنا للولوج الى فوهةِ تنورٍ تفوح منهُ رائحةَ البردي )) .

فالحلم في تعريفه ، هو سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم, وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها،

وهنا تنفي الوجود الفعلي , فتقول حلمت ذات ليلة وقد كررت كلمة الباب في عدة مواضع ، والباب هو الأستقرار فأذا كان متخلخلا تهزه الريح فهو يوحي بعدم الأستقرار والاهتزاز النفسي والعاطفي , وبالخصوص هنا حين صرخ هذا الباب وهي تدخل نحو عالم ثاني هي وأسراب الموتى , وتدخل في طور الشجن المجتمعي وتربطه بصوت الفنان العراقي الشعبي ( داخل حسن ) بصوته الشجي وتعلن عن موقعها الفعلي من خلال رمزية داخل حسن عند ابناء الجنوب خاصة . وتؤكد على ان هذا التنور وقوده البردي , وهنا استعملت البردي كتشبيه على سكان تلك البقعة , أوكشعار لهم .

الجوهر ---

(( نحن أبناء الطين خذلنا الفرات

وأستمعنا لاغاني الروك وأبتلعنا بحيرة چايكو فسكي بتعسف

حاملين كل البجع خارج السرب )).

فتحت الشاعرة النص في آخره لتعلن عن فقد الجوهر والذات الأنسانية , فكل شيء تغير! فقد هجرنا الطين وهجرنا الاصوات الفلكلورية واتجهنا نحو الغرب , وليس القصد هو الغناء بل الأخلاق والعادات المجتمعية .

هذا النص يعتبر من النصوص التي تمتاز بعمقها الأيديولوجي الفكري الأخلاقي الممزوج ، بحشو عالمي ومحلي وهنا كانت الشاعرة فطنة في استجلاب رائعة معزوفة تشايكوفسكي ، وربطها بموسيقى الروك وصوت داخل حسن فمزجت بين القديم والحديث وانسلاخ البعض عن ماهيته وجوهره فكان نصا يتسلسل بالسرد ، معلنا عن صرخة ورفض لمعتقدات دخيلة عن المجتمع .

--------------------------------------------------------

صدام غازي محسن



   نشر في 27 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا