تولى الجنرال اللنبي قيادة الحملة القادمة من مصر، والمتجهة نحو بلاد الشام في حزيران/ يونيو 1917م، وكانت قوات الثورة العربية تشكل الجناح الأيمن فيها، وزحف على بئر السبع وغزة ويافا، ودخل القدس في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1917م، أما القسم الشمالي من فلسطين فقد تمت السيطرة عليه في أواخر أيلول/ سبتمبر 1918م . تولى الجنرال غلبرت كلايتون منصب مدير الإدارة العسكرية في فلسطين، فنظم إدارته، وعين ضباطاً لإدارة المدن الرئيسة حتى 5 نيسان/ أبريل 1918م ، وخلفه الجنرال موني الذي ظل مديراً للإدارة العسكرية في فلسطين حتى آب/ أغسطس 1919م، حيث تولى المنصب الجنرال واطسون حتى كانون الأول 1919 وخلفه الجنرال بولز الذي بقي في هذا المنصب حتى حزيران/ يونيو 1920م، وبانتهاء مدته عُيّن هربرت صموئيل مندوباً سامياً لفلسطين منذ يوليو 1920 م

اللجنة الصهيونية إلى فلسطين:

قررت بريطانيا إيفاد لجنة بهدف إنجاز "أية خطوات تستدعيها مقتضيات تنفيذ تصريح بلفور برئاسة الدكتور حاييم وايزمان، وكانت غالبية أعضائها من الصهاينة البريطانيين، ورافق اللجنة الكابتن أورمسبي – غور كضابط ارتباط بين اللجنة والإدارة العسكرية البريطانية في فلسطين.

منحت السلطات البريطانية اللجنة حرية التنقل، والإقامة، والتقصـي، والتدخل في شؤون الإدارة العامة، وتهيئة سبل الهجرة الصهيونية، والاستيطان، وإدخال العبرية كلغة رسمية، في الوقت الذي قيدت فيه حريات العرب.

طالب وايزمان الإدارة العسكرية أن توضح للعرب مدى تصريح بلفور وأن تبلغهم وجوب الانصياع لأحكامه،.

ودعا وايزمان لضرورة استخـدام كافت الوسائل المتاحة لتحويل فلسطيـن إلى دولة للصهاينة ومنـحهم امتيازات وأراضي دولة لتوطين اليهود القادمين الى فلسطين.

أيد أورمسبي – غور هذه المطالب، ودعا إلى ضرورة إقامة دويلات طائفية لتفتيت وحدة العرب وتشتيت قواهم أمام أوروبا.

كما طالب ويزمان أن يشارك اليهود في الإدارة العسكرية للبلاد، فلما رفضت السلطات البريطانية ذلك، طالب بالمشاركة غير المباشرة من خلال الاستشارة في اختيار المرشحين للخدمة في البوليس والمؤسسات الحكومية . وشكلت الجنة مجلساً لها وسعته تدريجياً من 7 أفراد إلى مائة، وضمت دوائر على غرار الوزارات، كان من اختصاص كل دائرة عمل كالهجرة، والاستيطـان، والإغاثـة، والزراعـة، والصناعـة، والتعليـم، وغير ذلك، وشملت اللجنـة (متصرفيـن) للألويـة، وممثلون لـدى السلطـات البريطانية في مصر.

لتفادي الصدام مع الفلسطينيين اضطرت السلطات البريطانية إبلاغ اللجنة الصهيونية بضرورة تقليص نشاطها السياسي، فأعلن وايزمان أن الصهاينة لهم أغراض سلمية، وأنهم سيتعاونون مع (السكان الفلسطينيين) لإعادة الحياة للبلاد وإنعاشها، وأن الهجرة اليهودية لن ينتج عنها إلا رخاء البلاد، وأن ما يصل للعرب من نوايا الصهاينة هو افتراء يرمي للتفريق بين الطرفين.

وبعـد ذلك كتـب وايزمان لبلفور يطلب منه عدم تطبيـق الديموقراطية فـي فلسطين، وأن تقام جامعة عبرية في القدس، وتسليم حائط المبكى (وهو حائط البراق الإسلامي) لليهود، واستحواذ اليهود على أراضي الدولة والأراضي البور في فلسطين، وضرورة تطويق المعارضة العربية الفلسطينية للصهيونية، فوافق بلفور على عدم إعطاء الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم.

وفي كانـون الأول/ ديسمبر 1918م عقـدت اللجنة الصهيونية مؤتمراً في يافا تقرر فيه أن تكون فلسطين وطناً قومياً لليهود، وأن تحـل تسمية (أرض إسرائيل) محل تسمية (فلسطين).