تساؤلات/ من حق العقل المنطقي أن يتسائل.. فالسؤال والتسائل دلالة على حيوية العقل والمجتمع. بعيدًا عن رغبتي الملحة بدخول الجنة وخوفي من دخول النار ...

كمية جهل وخرافة ليس طبيعية في المنشوراتِ والتعليقات...

متى أصبحنا هكذا أيها القوم ؟ 

الزلزال متوقع منذ سنوات، ولو كان سلوك الناس من يأتي بالكوارث لكانت إسرائيل أولى بذلك.

اطلعت على احد المنشورات يتحدث فيه صاحبه عن زلزال لشبونة 1755- والذي تركز في شبه الجزيرة الايبيرة وجزء كبير من سواحل المغرب-

مرفوقا بتسونامي امتد لسواحل ثلاث قارات 

يتحدث صاحب المنشور على أن هذا الزلزال أحدث نقاشًا كبيراً بين رجال الدين والتنويريين في الغرب انتهى بولادة علم الزلازل عوض البحث في الغيبيات ، ونفس الأمر وقع في المغرب لكن بنقاش احادي محتكر من طرف رجال الدين مصوب في وجهة واحدة وهي -غضب الله- المثير أن الواقع في بعض الأماكن كان يمضي على عكس طرح رجال الدين فلشبونا كانت منقسمة إلى جزئين الربوة؛ حيث يوجد دور الدعارة والخمر...؛ والسفح؛ حيث أحياء النبلاء والكنائس ... لكن الزلزال خرّب أحياء السفح ولم تتضرر أحياء الربوة!. 

أي منطق هذا ؟

فالتعليق يتضمن منطقان منطق مادي موضوعي وآخر مثالي غيبي 

على كلًّ من التحليلتان لم يبنيا على أي منطق من المنطقين ولا يُرقان حتى لمستوى الرأي 

(واعذروني هنا) لأن من هم على الربوة مشركون

(حسب فهمهم للشرك) وزيادة على ذلك هناك الخمر والدعارة.. أو إلا إن كان عندهم علم بأن هؤلاء الذين على الربوة مختلفون عن الذين في السفح دينا .! 

وهنا يفترضون أن الأمر عذاب من الله؛ إذًا هم يناقشون واقعًا غيبيًا يجهلون حيثياته (فلا هم يعلمون من هم سكان الربوة حقًا ولا ذاك الآخر يعلم من هم سكان السفح حقًا)، فمن جميل أخلاق المرء المجادلة في شيء يعلمه وإن السكوت أفضل في حال لم يعرف شيئاً .

 ما ادراكم ؟ قد يكون سكان الربوة جماعات تكفيرية ذات ايديولوجية تمجد الشيطان ضدًّا على الدين وتنتصر للشهوات، فلا يثبتوا لله ما هم يجهلونه، وهم يزعمون أنكم تعلمون أفعال الله.

ولو أردت تحليل الأمر بهذا المنطق لقلت لكم أن المنطقة التي تكثر بها الكنائس يسخط الله لها أكثر،

الربوة يكثر بها شرب الخمر والمعاصي؛ بينما السفح يكثر بها الشرك والشرك أشد من المعصية. أيضًا من أشد إفتراء من من يدعي أن لله ولد [هؤلاء أشد على الله عتيا ] 

- معادلتي هي أن؛

العلم= وجود مشكلة

 يتم حلُّها بخطوات: فكرة + فرضيَّة + تجارب واختبارات،

تؤدي إلى:

نظرية + نتائج متوقعة وليست حتميَّة.

فهل يعني أنَّ العلم كامل؟ لا، ولو صحَّ ذلك لما وُجدت نسبة خطأ ولما وُجدت بدائل تتطوَّر من حين لآخر.  

- وهل تسألتم لماذا ليس إسراٸيل؟  

 لأنَّ إسـرائيل شيءٌ خاص!. فقد كتب الله لهم العلو مرتين في الحياة الدنيا، وهم الآن في العلو الثَّاني الذي بعده لا علو بعده. 

ومن مظاهر افتتان الله لقوم: إعطائهم القوة والمال وكل أسباب الرَّاحة والسَّعادة حتى لو كانوا كافرين لأنَّ هذه الحياة زائلة وهي لا تساوي شيئاً عند الله. 

ومن أسباب نصرتهم أيضاً تفرقُنا وكثرة الأحزاب وجور حُكام العرب التي هي جزء من علامات السَّاعة الصُّغرى. لذلك نعود للنقطة الأسياسيّة في كل شيء أنَّ كل مايحدث هو مكتوب منذ الأزل ( القانون والإرادة.) 

- أما فيما يتعلق بالمسأة الكهنوتية؛ 

فللأسف معظم رجال الدين التابعين لوزارات الدين في العالم الاسلامي عامةً والعالم العربي خاصةً هم رجال كهنوت وليسوا رجال دين ؛ فهم العوبة في أيدي الانظمة الحاكمة ويلوون أعناق النصوص لتوافق أهواء اسيادهم. فالله العادل الحليم لا يمكن أن يآخذ الناس بذنوب غيرهم فما هو ذنب الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، ليموتوا بفعل البراكين أو الزلازل انظروا نسبة الأطفال الذين توفوا إلى نسبة الكبار في زلزال تركيا (رحمهم الله جميعًا)

و اود تذكيركم بأمرٍ بسيط/ في تاريخ البشرية

عندما كانت تحدث الأحداث الطبيعية كان الكهنة يستغلونها؛ استغلوا الحدث وبدأوا في تخويف الناس فيخبرونهم بان غضب الآلهة سبب الزلازل أو الأعاصير أو الرياح العاتية/ أنها علامات الساعة، وانها نتاج غضب إلهي فوجدوها فرصة للتنفيس عن رغبتهم في التحكم في الآخرين، ويطلبوا منهم تقديم التقدمات للآلهة لنيل رضاها فتذهب تلك التقدمات إلى الكهنة. وللأسف رغم ما لدى البشر من المعرفة باسباب الحوادث الطبيعية إلا أنهم ينقادوا لما يقوله كهنة الأديان في هذا العصر بهدف تثبيت وجودهم كعلماء ربانيون يجب على الناس طاعتهم واخذ دينهم عنهم فهم اصفياء الله واولياءه بزعمهم. وهم بذلك يسعون إلى استرداد البساط الذي بدأ ينسحب شيئا فشيئا من تحت اقدامهم ، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي فضحت الاعيبهم بأن صنعوا دينًا موازيا ومتناقضا مع ما جاء في كتاب الله.

- إن الظواهر الكونية الطبيعية، لا ترتبط بصلاح أو فساد الناس، بل ترتبط بسنن الله في الكون، فالزالازل والبراكين تقع في بلدان مسلمة وغير مسلمة، والمرض والموت والبلاء يصيب المؤمن وغير المؤمن. إذًا ما يقال عن ذنوب الناس هي التي تسبب هذه الزلازل لأن الله قد غضب عليهم فهذا محض هراء لان هذه الكوارث لا تقتل المذنبين فقط بل تقتل الجميع بما فيهم الأطفال فما ذنب الأطفال الذي ارتكبوه والذي يستحق غضب الله...!!؟

إنما هي مجرد ظواهر طبيعية تتعلق بحركة القشرة الأرضية وليس لسلوك البشر علاقة بحدوثها إلا ما تقوم به بعض الدول من اجراء تجارب للتفجيرات النووية داخل الارض والذي ربما يتسبب بحصول حركات انهدامية داخل القشرة الارضية تتسبب بحدوث الزلازل... هذا هو التدخل الوحيد من البشر الذي يمكن ان يتسبب بهذه الكوارث. فنسب الكوارث الطبيعية إلى الله على أساس انتقام من الله للبشر كفر بالذات الالهية التي بعيد كل البعد عن الاجرام.  

الأمم المهزومة العاجزة دائمًا تبحث عن تفسيرات غيبية وتربطها بأي حدث، بسبب عجزها عن التفكير العلمي في الاسباب وايجاد الحلول التي تخفف من وقع هذه الكوارث. 

لو وقع الزلزال في أوروبا أو أمريكا لقالوا عقاب رباني، لكن لأنه وقع في بلاد المسلمين وتضررت منه بيوت الله مثل بيوت الناس، قالوا "رسالة إلهية"!. غريب هذا المنطق!.

والمشكلة الكبرى فيمن راح يستغل المصاب ليوزع مواعظ وحكم، بينما الناس لا زالت تحت الأنقاض، مواعظ سخيفة لا يخلو أغلبها من تشفي واستهزاء بمصائب الآخرين، غير الأحكام والاتهامات المبطنة بشيء أحدثوه وذنوب ارتكبوها!. 

فهل تعتقدون أن الناس بعد مثل هذه الكوارث تعود إلى الله أم انها تكفر بالله عندما ينسب المشايخ البلهاء هذه الكوارث إلى الله باعتبارها عقابًا على سلوكهم وانحرافهم، فمعظم الضحايا هم الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة، وهم فوق ذلك من الفقراء الذين يمتلكون بيوتًا ضعيفة وغالبًا ما يكون هؤلاء متدينون، فيسأل هؤلاء إذا كان هذا الإله رحيمًا فلماذا يعاقب هؤلاء؟

لا تنسبوا هذه الجرائم إلى الله حتى لا يخرج الناس من دين الله افواجا. فلتتدبروا قليلاً سنن الحياة وأن لا تربطوا ظواهر الطبيعة العامة بغضب الله على الناس أو ما شابه، لانه كما قلت فكل الذين ماتوا في هذا الزلزال مثلا هم من أفقر الناس واكثرهم معاناة في هذه الحياة و ليسوا فاسقين أو مجرمين ولذلك على الإنسان ان يغير طريقة رؤيته للأمور بشكل جذري. 

- هناك فرق بين الموعظة من الحدث وبين نسبته الى الله على سبيل ايقاع العذاب على الفاسقين والمجرمين. فلا يحدث شيء في هذا الكون جبرا عن الله، حتى هزيمة المسلمين ومعهم النبي عليه الصلاة والسلام في معركة احد كان يمكن ان يمنعه الله، ولكنه يريد أن يعلمنا بإن هناك سننا وقوانين اودعها في هذا الكون فهي لا تتخلف ابدا فلو سقط على سبيل المثال اثنان في البحر مؤمنون وكافر فمن الذي سينجو منهما؟ قطعا هو الذي يعرف السباحة، لأن القوانين حيادية لا تميز بين مؤمن وكافر ؛؛ هكذا يجب أن نفهم الأمر .

 وكان الأجدر بمن يرسل المواعظ وهو في مكتبه المكيَف ويعزو سبب الزلزال لبعد الناس عن الله ولذنوب فعلوها ، الأجدر به أن يرسل كلمة مواساة للمنكوبين ورسالة تعزية لمن فقد عزيز وحثهم على الصبر على البلاء وأن للصابرين أجراً عظيماً ، وأن يساهم في إنقاذ من هو تحت الأنقاض إلى هذه اللحظة قدر المستطاع، أو يصمت ويترك الناس لجراحاتها. 

إذًا السؤال المطروح في هذه الحالة؛

 [لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود في هذا الزمان أو احد الصحابة أمثال أبو بكر وعمر في هذا الزمان هل سوف يبقوا جالسين ويقولو هذا عذاب الله أم سوف يبعثو باغاثة الناس؟ ]

الجواب هو؛ 

"اغاثة الناس وهو الاولى من الحديث عن نوايا البشر واعمالهم." 

أدعو لكم بالهدى والخروج من كهف الكهنة تجار الدين  

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02pestnyKDvXiRjaMwqkM12mwpUSNjgbgJy7EGaDzRoxKuAWx11XfAcvxx6f7u2T68l&id=100018792107802