ذكريات ثورة يناير ... عندما كنت طفلا
نشر في 25 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عندما بدأت ثورة الخامس والعشرين من يناير كنت في الثامنة من عمري وكنت في الصف الثالث الابتدائي ولم اكن اعرف ان هناك ثورة في البلاد إلا في يوم ٢٨ يناير ( جمعة الغضب ) حيث كان يوما مريبا ومقلق، وكانت كل القنوات تنقل الأحداث التي تحدث حتى القنوات التي ليس لها علاقة بالسياسة معادا القنوات التابعة للخارج
ولم نستطع معرفة تفاصيل اكثر على الانترنت لان شبكات الانترنت والمحمول كانت مقطوعة.
وعندما نظرت بالصدفة إلى تحت المنزل، وجدت الناس تحمل العصيان عندما سمعنا عن وجود بلطجية تسرق المنازل والمنشئات.
….
وكنت في ذلك الوقت لم افهم ما معنى كلمة " ثورة " وما معنى كلمة " سياسة "، كنت مجرد طفلا بريئا لا يفهم ما يحدث حوله لا يهمه سوى الافلام الكوميدية والكرتون
وكنت ايضا لا افهم بعض الهتافات مثل " الشعب يريد اسقاط النظام " و " ثورة ثورة حتى النصر"
وظلت اتابع أحداث هذه الثورة، واسمع عن سقوط ضحايا في بعض الأحداث مثل موقعة الجمل حتى يوم ١١ فبراير، اليوم الذي أعلن فيه مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وحكم المجلس العسكري مصر في تلك اللحظة التي أعلن فيها البيان فرح الشعب كثيرا، وأخذ يحتفل في الشوارع والميادين، وأخذ بعض المطربين يغنوا للثورة بعض الأغاني مثل اغنية " الميدان " و " انا بحبك يا بلادي " وظهرت بعض الشخصيات المشهورة مثل أحمد دومة والاعلامي الساخر باسم يوسف والدكتور محمد البرادعي، وظهرت برامج التوك شو الساخرة، ومن وقتها قررت اعرف ما معنى ثورة وما هي السياسة وادخل في عالمها واتعلم، وما زلت اتعلم الى الان.
….
كم انا فخورا بهذه الثورة على الرغم من عدم مشاركتي فيها، فلقد علمتني الثورة الامل بالجملة المشهورة التي كانت تقال وقتها " اليأس خيانة " ولقد أثبتت هذه الجملة بشكل عملي، فرغم حكم مبارك ٣٠ عاما بقمعه وسيطرته على البلاد إلا أن الشعب لم يفقد الأمل، وثار ضده واستطاع أن يسقطه، وليست فقط تلك الثورة التي افتخر بها بل جميع ثورات الربيع العربي ايضا، فشعوب هذه البلاد لم يفقدوا الامل في التغيير على الرغم من وجود حكامهم لعقود، مثل الشعب التونسي الذي قام بثورة ضد زين العابدين بن علي، والتي تعتبر أول ثورة في ثورات الربيع العربي من ١٧ ديسمبر ٢٠١٠ الى ١٤ يناير ٢٠١١ وأدت إلى هروب بن علي من البلاد.
….
ورغم عودة نظام مبارك مرة أخرى، إلا أنني ما زلت فخورا بمحاولة المشاركين في ثورة يناير بالتغيير، ولم أفقد الأمل فيهم فنحن على الاقل خرجنا الى النور وكشفنا الظلمات، وعرفنا متعة الحرية التي دفع شهداء الثورة ثمنها الدم، فمستحيل أن حال بلد يحكمها الفساد ٦٠ عاما ( منذ انقلاب ١٩٥٢ الى ٢٠١١ ) يتحسن في ١٨ يوما.
….
بينما يندم البعض على مشاركته في ثورة يناير، اتمنى ان يعود الزمن إلى الوراء لكي اشارك في تلك الثورة التي ليست ملك لأحد، بل هي ملك كل شخص يؤمن بها.
….
ثورة يناير لم تفشل، واذا فشلت في سقوط النظام، هي نجحت في إسقاط الاقنعة تمهيدا لسقوط أوجه النظام بأكملها، فلتحيا ثورة يناير ورحم الله شهدائها النبلاء الذين خرجوا ليطالبوا بأبسط حقوقهم بأغلى الأثمان.
-
بيتر مكرمطالب مصري
التعليقات
في إنتظار كتاباتك القادمة .