لعلنا نعتبر هنا في هذه الفيافي وهذه السباسب التي لم تشهد عمرانا ذا بال قط ، من أقل دول العالم احتفالا بما أنجزناه لاستقرار وتنمية بلدنا خلال السنة 2015م التي تجر آخر لحظات ذيلها للانسحاب في دورة الأبد. .

لم نحقق شيئا في العام المنسحب فهو بمختلف المقاييس عام فشل وهزيمة ونقطة سوداء في تاريخنا الجمعي.

ونحن من أقل دول المعمورة استعدادا واخفتهم شمعة امل واقصرهم اعناقا في التطلع للعام 2016 الذي بدأت أشعة انسلاخه من الازل تنعكس على مرآة الابد.

يدخل بلدنا المبتلى منذ سبع وثلاثين سنة بحكم العسكر، بوابة.العام الجديد بجروح غير مندملة ووضع غير مستقر ونظام عسكري المعنى والمبنى متجبر متسلط لا يتعظ بتنبيهات القدر،ومعارضة خائرة العزيمة مبتلاة بقصر النفس مخترقة بالخفافيش وشباب مستقيل من أدواره منطمس في الملاهي منشغل عن موريتانيا باسطوانات ابلاي استيشن.

لا ضوء ولا بصيص في آخر النفق: فالنظام يزداد إصرارا على حرمان الطفل من رضاعة لا لبن فيها وعلى مواصلة استنزاف ما في باطن الأرض بعد أن اهلك حرثها ونسلها وضباط الجيش يحمونه لأنه نظامهم ولأن الشعب مجموعة من أرقائهم.

والمعارضة تعين النظام على الاستمرار وتلقي له اطواق النجاة كلما هدده الغرق..والشعب يكابد أوجاع الحياة في غياب كامل للخدمات:لا صحة لا تعليم لا إدارة لا أمن. . لا..لا..لا......

والمظالم تتكدس والعدالة مثل الثروة بيد الثلة المتغلبة..

أما المجتمع فقد دمرت أسس وحدته فتردى في قاع النعرات كل حزب باصلهم العرقي متمسكون.

وهناك برلمان الببغاوات يشرع قوانين وسياسات الفساد باسم الشعب المظلوم دون استحياء. .

سبع سنوات عجاف مرت على انقلاب الجنرالات المتمردين على الدستور الذين لم يتمكنوا من تشريع أنفسهم بانتخاباتهم العديدة المزورة..

صبرنا وصبرنا لكن سنة بعد أخرى يظهر أن شلة 2008 لم تزد البلد الا فسادا وانغماسا في الوحل وفقدانا للأمل.

رغم كل هذا بدأ علماؤنا وشيوخ قبائلنا وقادة الرأي فينا يستعدون للبطش بالدستور لتتواصل المهزلة وليشرعوا مأمورية أخرى وأخرى. .وهم لا شك سيتمكنون من ذلك لأن من "شرع" نظام الانقلاب يمكنه أن يشرعن تابيده اما بتدبيج فتوى واما بفوهة دبابة.

سادتي،سيداتي،

أوقفوا المهزلة ..وتداركوا وجودكم المهدد وقوا أنفسكم وبلدكم نارا وقودها النعرات والفساد والظلم.

التعويل في هذا على الشباب حيثما كان فالحاضر حاضره والمستقبل مستقبله ..عساه ان يستفيق وان يقدم التضحيات وان ينادي بأعلى صوته؛حي على الخلاص. .

في انتظار ذلك كل عام وانتم بالف خير.