هل تظن حقًّا أنك الأفضل!
إذا كنت تظن ذلك.. فأرجوك توقف لقراءة هذا المقال!
نشر في 20 أبريل 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر ذلك اليوم الذي جلسَت فيه والدتي تنصحني بالانتباه إلى ما سأفعل وأن أستغفر لأنني حتمًا سأرتكب الذنوب، لكنني أجبتُ بكل ثقة أنني بالتأكيد لن أكون كذلك.. لن أرتكب ذنوبًا ولن أفعل ما قد يغضِب الله منِّي، لا أدري مصدر تلك الثقة التي كنتُ أتحدث بها في ذلك الوقت.. هل كنتُ بلهاء؟! أم أن تلك الثقة كانت نابعة من براءة الطفولة التي كانت مازالت بداخلي؟!
تذكرتُ ذلك الموقف بعدما كبرتُ فقلتُ لنفسي إنني أقترفتُ ذنوبًا أظنُّها لا تحصَى! في الكثير من الأحيان أود لو أنني أستطيع التحدث إلى المَلَك عن يساري لأرجو منه التمهُّل في تسجيل ذنوبي التي ارتكبتُها حتى أستغفر منها، وفي ذات الوقت أحاول أن أتذكر أعمالًا صالحة قمتُ بها لأواسي نفسي فلا أجد إلا القليل جدًّا!
خلاصة القول.. لقد رغِبتُ بكتابة هذا المقال لأرجو مِن كل مَن يقرؤه ألَّا يستصغِر وألَّا يستهِن بأي عمل صالح؛ فربما يكون أقل عمل صالح هو سبب دخول الجنة، فلا تستهِن بذِكر الله.. ركعتين خفيفتين.. صدقة حتى وإن كانت بقليل من العملات المعدنية.. كلمة طيبة.. جبر خاطر .. تفريج كُربة.. ستر ذنب شخص ما.. وغير ذلك من الطاعات التي قد تبدو بسيطة في نظر الكثيرين ولكنها قد تكون عظيمة عند الله وثقيلة في ميزان الحسنات إذا تمت بإخلاص لله -تعالى-.
فلا تنظر إلى نفسك بإعجاب وإلى الآخرين باشمئزاز ظنًّا منك أنهم يقترفون الكثير من الذنوب والخطايا وأنك أفضل منهم؛ فقد تقع يومًا في فعلِ ما كنت تظن أنك بعيد عنه وأن بينك وبينه كما بين المشرق والمغرب.
اللهُم عافنا واعفُ عنا واسترنا واغفر لنا وارحمنا إنكَ أنتَ الغفور الرحيم يا رب العالمين.
التعليقات
تحياتي وتقديري لكى مجددا وما اجملها من خاتمة لمقالك بهذا الدعاء .. اللهم آمين.