أرتقوآ قليلاً ... في اسلوبكم وتعاملكم. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أرتقوآ قليلاً ... في اسلوبكم وتعاملكم.

  نشر في 30 غشت 2015 .

بقلم : نورالدين توزيط.

لا السب و لا الشتم و لا الرمي بالحجارة و لا الضرب بالخنجر ،ولا اعتراض المارة او منعهم من التعبير سيقدم شيئا او سيقذف بالمفسدين في الهامش، عفوا يا سادة ليس بهكذا اسلوب ستنتزعون الكراسي ، فلا تتغنوا بتكسير الزجاج و لا ترقصوا فرحا بسبب قطع مهرجان خطابي لحزب ما ، فكونوا واقعيين فكل ما صنعته ايديكم لا يشكل سوى تهشيم زجاج السيارة مواطن .

ربما رامي الحجارة لا يعي ما اقترفته يده من جرم يعاقب عليه القانون ، فلو قبض عليه لن ينفعه ندمه او عويل امه، يا لسخرية حتى الدراهيم المحصل عليها لن تكفيه في تغطية اتعاب المحامي ، فلا تنجروا وراء وعود رؤساء الجماعات (من عمل لكم ...)،و لا يعميكم حقد رئساء البلديات لبعضهم البعض فمفعوله لا يتجاوز الحملة الانتخابية .

عفوا ايها الرئيس فانا لا اتهم معاليكم ، فربما انت وصاحب الرمية الموفقة ضحايا لنظام تقليدي بدائي موروث لا يحمل من الحداثة غير القشور،فانتم مجرد محتظن له بموجب انخراطكم داخل دواليبه وحفاظكم على نفس النهج الذي قطعته الحملات السابقة دون أي محاولة منكم لتغييرها ،فانتم لا تبدعون و لا تنتجون و لا تعرفون عن السياسة غير جني الاموال.

او ربما تتجاوز مسؤولية تهشيم الزجاج السيارة، المرشح و رامي الحجر، و نكون امام محاكمة الفعل الدافع لتهشيم الزجاج ،فنجد انفسنا متهمون بدون استثناء بل مساهمين او مشاركين في استمرار هاته الافعال الضاربة في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية المغربية .

فنجد المثقف المغربي يتحمل جزء من المسؤولية باعتباره مساهما ايجايبا في استمرار هذه الافعال الغير الاخلاقية ، اولا بكونه غير مبالي بالوقائع، وغالبا ما يقف امام المشهد بسلبية وسكون تام ،ولا يحاول ابدا استئصال الامراض المثوارتة من الحقب و العقود السالفة ، او غير راغب في التغيير خوفا من اثار رفعه شعار التحول ، فأثار الضرب و القتل و الرفس المنبعثة من جو سنوات الرصاص و من جو الترهيب الذي يمارس من حين الى اخر، ما زالت تزكم الانفس وتحدث رجفة  بالجسم عند سماع صدى التغيير، ما يجعل وصف الخنوع و الاستسلام و اليأس و لاحباط تنطبق على المثقف المغربي .

لقد اختلفت الاسباب لكن الى النتيجة المنطقية الوحيدة المحصل عليها ،اننا مازالنا بعيدين كل البعد عن ترسيخ ثقافة الحوار والتعدد و تقبل الاختلاف و تجسيد المفاهيم بمضامينها ،فالمدرسة السياسية المغربية للأسف نحرفت عن المسار الصحيح و صنعت لنفسها معجما خاصا بها ينتمي من حيث القشور الى عصر الحداثة و من حيث المضمون فهو مازال ضاربا في الجاهلية و التخلف والانحطاط والتقليدية المقيتة .

امام اصرار هذه الممارسات و الطقوس المنتمية لعصور التخلف و الضاربة في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية في المغرب ، دفعت بالمواطن المغربي الى اتخاد اوصاف و علامات ينالها كل من يدخل عالم السياسية ،ففي اعتقاده كل السياسين انتهازين فمن يدخل عالم السياسة لا يرغب الا في حماية مصالحه و نيل الغنى السريع ،وحماية امواله من المحاسبة.

و المضحك في الامر ان الاحزاب المغربية بكل تلاوينها لا تحاول اسقاط التهمة الموجهة لاعضاء لائحتها ،بل تساهم هي الاخرى في اتبات التهمة ،فهي لا تتحمل عناء التعريف بخطها و برنامجها ، فغالبا ما نسمع من افواههم مفاهيم لا تمت بالسياسة بصلة (تعاونوا معانا الله ارحم الولدين ،حنا خدامين مع الشخص الفلاني ،حنا حزب الحمار، الزرافة...) ،عفوا ايها القادة فانتم لا تمتلون المفهوم الحزبي بالتعريفه الغربي على مستوى المضمون ، بل تمثلون انفسكم و تحموا مصالحكم ، حتى مفاهيم الحداثتة و حقوق الانسان و التعددية غير موجود في معجمكم ، فمن يحرض على رمي سيارة شخص ما بالحجارة ، لا اعتقد ان اجد داخل عقله أي اسقاط لمفهوم الاختلاف اوديمقراطية الصناديق او التعددية ،ربما قد تحتج يا سيدي و تقول بكونك غير قادير على ضبط تصرفات منهم يقومون بالحملة لصالحكم ،لكن لماذا تستأجرون موازعي المنشورات، عفوا عن السؤال فانتم و امثالكم ليس لكم لا قاعدة و لا قيادة لذلك تحاولون ملئ الفراغ المحصل من حزبكم بوسطة المال ،حاولوا على قدر استطاعتكم ان تقارعوا منافسيكم ببرامجكم و قدراتكم على احداث المشاريع و استقطاب الاستثمارات، و ليس بقدرتكم على تهشيم الزجاج و قطع الطريق .

للاسف لقد اصبحت الاحزاب هي الراعي الرسمي لفكرة الاقصاء ،بعدما اضحت مجرد بوتيكات تفتح ابواب مكاتبها ومقراتها بعد كل استحقاق و تختفي عن الانظار الى حين بلوغ الاستحقاق المقبل ، امام غياب اي مقارعة ودراسة ميدانية لدى الاحزاب فنحن امام انتقاء الاشخاص وليس البرامج ،فكل الاحزاب المغربية دون استتناء للاسف تقتات من فكرة شخصة الصراع ،فغالبا ما نجد اشخاص مسؤولين من داخل المنظومة الحزبية يشهرون لسانهم و ينعتون خصومهم باقبح الاوصاف ،للأسف كل ما ثمتلكونه هو افواهكم و اموالكم لا اعتقد ابدا ان السب و البهرجة و المعجم العدائي سيصنع شيئا .



   نشر في 30 غشت 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا