وراء كل علاقة ناجحة إمرأة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وراء كل علاقة ناجحة إمرأة

هكذا تتحكم المرأة بالعلاقات..

  نشر في 06 يونيو 2017 .

مقال لـ فهد أبوعميرة: 

قد يظن قارئ هذه السطور للوهلة الأولى أن كاتب هذا المقال إمرأة، لكن وبكامل الإنصاف هذا الكلام لم يكن يُقدر له الظهور لو لم يكن صحيحًا بنسبة تقترب إلى الكمال، وتنطبق على نسبة تفوق الـ90 بالمائة من العلاقات التي يكون طرفيها من جنسين مختلفين.

نحن ـ الرجال ـ نقرر أن نكون أشداء على كل من خلق الله إلا شخص واحد نستثنيه من شدتنا وجبروتنا، وعادة ما يكون هذا الشخص "إمرأة" قد تتغير من وقت لأخر تبعًا لتطور الحياة، لكن مهما تغير هذا المُستثني من جبروتنا سيبقى المكان محجوزًا لإمرأة، ندع لها كل زمام الأمور في العلاقة، هي المتحكمة ونحن تابعين لها، لكن هذا لا يحدث بشيء فيه ذل لكرامة الرجل، وإن كان تحكمها في زمام أمور العلاقة يقلل من هيبة الرجل ولو بمثقال ذرة فذلك نوع آخر من العلاقات لا أقصده، ويرفضه أغلب بني العرب والإسلام.

تحكم المرأة في العلاقة ـ الذي أعنيه ـ لا يكون تحكم مباشر على الملأ، هو تحكم خفي لا يعترف به حتى طرفي العلاقة، ولا يخرج أمام شخص ثالث غيرهما، تحكم يرى الرجل أن الإعتراف به إهانة له، بل وتراه المرأة عارًا على الرجل، لكنها تفعله ويعلم الرجل أنه في هذه العلاقة تسييره إمرأة، وتظل هذه العلاقة ناجحة ما دام هذا السر لازال بعيدًا عن أعين العالمين.

البعض يظن أن الراجل لا يضعف ولا ينبغي له ذلك، وهذا فيه شيءٌ من الصواب، الرجل مُحرم عليه الضعف وقت الشدائد، إذا بكى وقت الشدة أعلن بذلك أنه غير مؤهل للتصرف في هذا الكرب، وهذا تفسير عدم بكاء الرجل في العزاء برغم أنه في كثير من الأحيان يكون المتوفي هو أقرب الأشخاص له، كذلك الرجل لا يضعف أو يوهن بعد فشل أي علاقة له مباشرة، يفسرها البعض بأن ذلك يُعني أنه لم يحزن على هذا الإخفاق، لكنني أرى أنه حينها قد يكون أمتلك الحزن قلبه، لكنه يرى أن ذلك وقت شدة لا يجوز فيه البكاء ولا النحيب.

بعدما تنقضي الشدة ينهار الرجل كليًا، يصبح أضعف من الطفل حديث الولادة، فتضيق عليه الدنيا ويجد إتساعها في كنف إمرأة، ربما تكون أمه أو زوجته أو حتى أبنته ـ حين العجز ـ وقد تكون إمرأة آخرى لها مكانة فريدة في قلبه، يتجرد حينها الرجل من عباءة قوته وجبروته وهيبته، ويأبي أن يراه أحد في هذه الحالة إلا تلك المرأة.

أما في شتى قرارات حياته الشخصية والعملية، يكون القرار النافذ في أغلب الوقت قرار نفس المرأة سالفة الذكر، ليس لأنها أكثر نضجًا أو أذكى منه، لكن ما يراه في عينيها من حب له وخوف على مصلحته، يجعله يستجيب لأرائها لأنه متيقن من إخلاصها.

أقرب تشبيه لهذه المرأة ـ من وجهة نظري ـ أنها تشبه الرجل الثاني في أي مؤسسة كبرى، أو في أي دولة، الذي تكون مهمته هي الأهم، بيده كل شيء ويتحكم في كل أمر، قوله نافذ وهو المحرك لقائده بشكلٍ غير مباشر، لكن كل الشهرة والإعجاب والعزة تقع على الرجل الأول، رغم أن كل ما قد وصل إليه سببه ذلك المساعد الذي بعقله جعله عظيم يضرب الناس به المثل، ولهذا السبب يُطلق على الزوجة في مصر ـ مزحًا ـ لقب الحكومة.

ولكي تحصل المرأة على هذه المكانة الفريدة، عليها أن تكون ذكية في التعامل مع الرجل، توحي له أنها خاضعة لأوامره ولا تملأ جو العلاقة بمفاهيم حرية النساء والمساوة وأنها تستطيع الإعتماد الكلي على نفسها، الرجل يوافق على كل هذه المسميات ويسمح للمرأة بأن تفعل كل شيء تطالب به كحق لها، شريطة ألا تزعجه بكثرة ترديد مثل هذه المصطلحات التي أصبح كثير من الرجال يكرها هي ومرددينها.

ولنهمس في أذن النساء ليعلموا أن الإهتمام يبعد الرجل عن التفكير في من سواها ـ حديثي عن الرجال السويين فقط، الإهتمام بصفة عامة يخلق الحب ثم يكبره ثم يحفظه أبد العمر، وقلته تغتال الحب وإن وصل لمرحلة العشق والهيام، ومن الإهتمام بالرجل أن تعامله المرأة كطفل ليس منافس لها، يتصارعان من منها يحقق مراده، كل هذا يجعل الرجل مستعدًا ليصبح متجردًا من شدته أمام أي إمرأة، وتلك أسس نجاح أي علاقة، تنجح بأمر إمرأة، تتحكم فيها إمرأة، فيكون بذلك أن وراء نجاح أي علاقة عظيمة يوجد إمرأة، وكفى.

لمتابعة والتواصل مع كاتب المقال عن طريق الروابط الآتية:

فيسبوك: www.facebook.com/Fahd.AbouEmaira98

تويتر: https://twitter.com/FahdAbouEmaira

إنستجرام: www.instagram.com/fahdon24/



  • 12

   نشر في 06 يونيو 2017 .

التعليقات

مقال رائع وجميل... وبه من الإنصاف... والحيادية ... والرأي الصائب الكثير
لذلك يستحق القراءة من كلا الجانبين.. (الرجل . والمرأة ) .
دام قلمك وفكرك واسلوبك السلسل...
0
Mais Soulias منذ 7 سنة
كلام جميل جدا و صحيح ،فعلا كنت احتاج الى مثل هذه المقالات :) ، بالتوفيق
1
فهد أبوعميرة
ربنا يكرمك يارب على كلامك الحلو .. أشكرك :)
عمرو يسري منذ 7 سنة
مقال رائع جدا , أصبت فيه تماما .
للاسف نساء كثيرة لا تعي نفسية الرجل , فنجدها تعامله الند بالند حتى تسيطر عليه و (يسمع كلامها) , هي لا تعرف ان الرجل عنده استعداد يسمع كلام المرأة التي يحبها و يمنحها زمام الامور بشرط الا تشعره انها تتحكم فيه بل تشعره انه هو الذي يقود العلاقه .
قوة المرأة في انوثتها .
بالتوفيق .
2
فهد أبوعميرة
وفقك الله أخي .. أشكرك على كلماتك الجميلة التي أسعدتني بها وأتمنى أن أنال دائمًا إعجابك بما أكتب .. ربنا يحبك <3

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا