لا تيأس مع الحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لا تيأس مع الحياة

المقال :كُتّاب وآراء

  نشر في 08 نونبر 2015 .

لا تيأس مع الحياة

بقلم حشاني زغيدي

في الكثير تغلق الأبواب أمام الشباب المغمور بالحياة في بناء ذاته وتحقيق حلمه حين يطرق الأبواب الموسدة المشعة. الشباب الذي لا ينقصه المؤهلات ولكنه يقف عاجزا بين أحلامه فتضيق الدنيا في عينيه ، فيحسب أن النهاية والخيبة والانعزال والهروب للوراء والاختباء هي نتيجة لكثرة المحاولات الفاشلة فتموت تلك الأحلام التي أوقفتها العقبات الوهمية والمتاريس الحواجز الرملية.

إن أخطر عائق يصيب الشباب هو القلق الزائد، القلق الذي يسيطر على الكيان، فيكون القلق عائقا لتحديد الرؤية الصائبة والمخرج المناسب فيصاب الشاب بالإحباط والخوف الشديد للوصول للهدف والخوف من المستقبل، كما يفقده البوصلة فلا يعد قادرا على إدارة النفس وفقد القدرة على الحركة. فإن تحقيق المشروع يتطلب رؤية هادئة متأنية ووقفة واعية للمشكلة وقراءة واقعية للذات، لأن كل النجاحات المحققة للرواد في الحياة هي صناعة أيديهم وبجهودهم المحضة الخالصة وهي ثمرة مجاهدة وهي ثمرة كسر للعوائق الكثيرة.

على الشباب تلمس طريق النجاح في الحياة من قصص أولئك الرواد، الذين شقوا طريق النجاح الصعب في شتى الدروب والمجالات وتحقيقهم تلك الأهداف المرسومة في أعماق أنفسهم، بكسر الأوهام وإزاحة العوائق. إن طريق النجاح واحدة في التاريخ فما تحقق على أيدي العرب المسلمين أو غير المسلمين هي خطوط سير واحدة متشابهة وإن إبداعهم ونجاحهم لم يولد في القصور أو الرفاه إنما ولدته العزيمة والصبر وقوة الإرادة والرغبة الجامحة للتميز في صناعة البصمة التي شعارها "أردت أن أكون مميزا عن غيري وأن أحقق مشروعي الصغير بتعبي".

إن القواعد المشتركة في حياة كل العظماء واحدة، وإن هذه القامات التي زخر بها التاريخ الحديث والتاريخ القديم خلد أسماء ولدت في بيئات بسيطة رأس مالها التحدي للوصول للقمة، زادها الوحيد عشق الحياة وهدفها السامي إضافة لمسة ايجابية للحياة، فهانت كل الصعاب وتفتتت كل التحديات.

فلا عجب أن يكون الرئيس المصري فك الله أسره من بيئة فلاحة فأبوه مزارع بسيط وأمه ربة بيت عادية في قرية العدوة بمحافظة الشرقية بمصر .. في ظل هذه البيئة يحصل الرئيس محمد مرسي على بكالوريوس هندسة من دامعة القاهرة وفي أدق التخصصات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات من نفس الجامعة كما حصل على منحة دراسية من بروفيسور كروجر من جامعة جنوب كاليفورنيا لتفوقه الدراسي، وعلى دكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 ويحقق معها نجاحات في الحياة في أصعدة متنوعة ليكون أول رئيس شرعي تعرفه مصر.

قد شدتني كلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب للعالم الياباني تاكيو أوساهيرا لعل الشباب يستلهم منها الدروس والعبر اكتفيت بلب القول وأنفعه .. يقول: "ابتعتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ بألمانيا، لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، ذهبت إلى هناك وأنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً". فصنع المحرك زرع نهضة أسهمت في تطور دولته.

والله أكبر ولله الحمد.



   نشر في 08 نونبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا