كانت فتاة تكتسي أحداثها بواقعية و كان للمنطق دور الأسد في جل تفاصيلها العفوية..بعيدة كل البعد عن شغف المراهقات، عن المسلسلات الغرامية، وعن حديث المعجبات العاشقات لتكتفي بشغفها في ورقة و حبر و لا يتعدى ضخب الحب الورقة، كان لتفاصيل قلبها نمط خاص و لطريقها في الحياة نمط عام ليتناقضا الإثنين في جبين واحد فيما بعد...مسؤلية عامية بنسمة حلم ، وحنين خاص بطعم احساس، كان الإبتعاد عن الخاص ضرورة لتجاوز ما هو عام و احتماءا من عقاب الخاص و احتراق روحها في سبيله، و كأنها تنبأت النهاية، وكأنها كانت في مدرسة النثر تلميذة لتصبح دكتورة في العالم الخاص تعطي دروسا مجانية في درس إحتمت منه و حاربته بجميع أنواع الأسلحة الحربية...،ما احتمت منه قد جاء إليها قاصدا مقصودا و على قصيده يغريها، يستفزها بجميع أساليب العشاق, عنتر، قيس، روميو....ليقول أنا الأسمى و أنا الأعضم على هذه المسيرة الغرامية الخاصة، كان استفزازه يصرخ بين أضلعها ليعظمه في قلبها أميرا استحوذ على ما هو خاص و عام....استعمر أوطانها بتفاصيله الصغيرة و الكبيرة، تهاونت في المقاومة ليس لأنها الأضعف بل لعذرية حبها، كان حبا بكرا، طاهرا ، نقيا لا وجود لذرة نجاسة، كانت في غيبوبة العشق ساذجة فسلمته مفاتيح قلبها ببسمة عاشقة عمياء لا تدري أن المستعمر لا يرحم الوطن الساذج، لا يرحم الوطن الطاهر، و إن تمّ و رحل لن يسلمك أوطانك إلا باكية، تائهة، غائبة حاضرة، و منفية داخل نفسها تماما...يغريها و كأنه عنتر ثم يرحل صمتا بعدما ملّ التمثيلية ، فدور عنتر لم يكن سهلا ليتمم توهيمه لشاعرة تعدت أحداث نثرها الورقة....
#أميمة
-
Hamzaoui Oumaymaانا هنا لكي استهوي الكلمات و تستهويني لا اكثر