أيا محبوبي .. أين أنت من ذاك الطريق
أسيره وحدي .. أسيرُكَ أنا وأنت الطليق
ترافقني كظلٍ خجول يتبعني خلف الأشجان
تتربع الذاكرة والوجد وتعتلي الروح والكيان
كأوراق خريفٍ بالية تتساقط الأيام
وربيع العمر يمضي مكللٌ بالآلام
سوادٌ يكتسح هذا المكان وعتمةٌ تسيطر على القلوب
فهذه قصتي مع الزمان وهذا مشهدٌ لوجع المحبوب
حتى ازرقاق الأزقة ما عاد يبعث الراحة في الدروب
فلا الطريق تغيرت ولا الروح تحررت
وأنت رفيق أحلامي تائهٌ خلف السحاب
وهذا دربي الصعب الوعر نهايته سراب
أما أنا كتلك الوردة البيضاء ...
قد مال غصنها من وجع الفقد والعناء
ولكنها تكابر وتحترق شموخاً كالعنقاء
تراقبكَ بصمتٍ وتحنو منك كلما ابتعدت
تركض خلفك وترتشف قربك دون عتاب
تتمتمكَ كلحنٍ وتتمايل طرباً كلما اقتربت
وتُراها تذبل وتشحب ألوانها يوم الغياب
فأنت الألوان وأنا القزح .. فدون حضورك لا أكون
وأنت الألحان وأنا الوتر .. وإن رحلت يسود السكون
أنت الأفكار والمشاعر .. وبعشقك أصبحت أنا المجنون
أطارد طيفك في كل ركنٍ دون ملل وأنت تخللتني كالسَّقم
كم ضِعت في غابات الحيرة وسط أشجار الشك والندم
وكم أصبحت ليلاتي طويلة تهتكها أوجاع الضعف والألم
مضيت وحدك وأكملت الطريق
وبقيت وحدي تائهٌ ضالٌ بلا رفيق
لا حزنٌ يشفع وينقذني ولا أملٌ يشرق ويرشدني
لا الندم يُجدي ويمحو ما قد كان ...
ولا التفاؤل يسطع ويخطو بي الى الأمام
فها أنا هنا في المنتصف عالقٌ الى الأبد
قصة عشقٍ بالية لا تشبه أحد
بدايتها اللانهاية ونهايتها اللاأمد
-
Malakإذا ابدع العازف على آلته تستمتع بأنغام حياة ترضيك وتسعدك ... فلا العازف وحده يفيدك ولا آلته وحدها تطربك