نحن لا ننكر أهمية ما يقدمه الإعلام العربي للساحة العربية في المجال,السياسي,الثقافي، ولكن ذلك لم يعن ولا يعني خلو هذا الإعلام من اختلالات ونقاط ضعف عديدة , ليس هذا مجال التعرض إليها . بل الكثير من البرامج التي تبث في القنوات العربية أيا كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية هي مستنسخة من القنوات الغربية، ولو نظرنا إلى الفرق بين الإعلام العربي والإعلام الغربي لوجدنا بأن الإعلام الغربي متقدم كثيرا عن الإعلام العربي ،والتقليد العربي شبه المطبق للشكل والصورة والأداء الذي يقدمه الإعلام الغربي هو أمر يتم على خلفية بحثية وتنظيرية هشة للإعلام العربي بحيث لا ينتقى خياران وفق رؤية وثيقة الصلة بالبيئة العامة .نعم هناك نماذج إعلامية عربية قدمت صورا متقدمة ومنافسة ومنافسة للإعلام العالمي ، إلا أن المشهد الإعلامي العربي في جملته يظل ضعيفا ، ويلزم القائمين عليه كثيرا من العمل حتى يرتقوا في الأداء إلى طموح المشاهد العربي .

الإعلام عمليه تعريفيه , سياسية ,ثقافية,اجتماعية معقدة وتؤثر في خلق وتكوين الصورة العامة المسيطرة في مجتمع ما , كما في نوع وطبيعة التوافقات الاجتماعية ,والثقافية والتنميط العام للقضايا .وتأثيراته المختلفة تستلزم بحثاً معمقا في اجتراح نظريات ومناهج ومدرسة إعلاميه خاصة تقطع مع الأساليب الراهنة حيث النسخ والتقليد ,وتهتم أكثر بدورها في تنمية وتنوير مجتمعاتها ,وليس تثو يرها من دونما بوصلة .

و الكثير من الإعلاميين يتوقع بأن الاشتهار هو الطريق للنجاح في مجال الإعلام ولكن ذلك غير صحيح والكثير منهم يتوقع بأن الترزز أمام الكاميرا هو الطريق إلى النجاح وهذا غير صحيح ومنه من يخدش في رجال العلم أو الشخصيات الكبرى لكي يلفت انتباه المجتمع تجاهه ولكن ذلك من ضعف شخصيته بل وهو يتوقع أنه انجاز في الطريق إلى التطور في الإعلام فكيف لأفراد هذا المجتمع إن ينظروا إلى هذا الشخص!! بل نحن الآن نعيش في عصر المياه العكرة للإعلام؛ فكل من أراد إن يصبح إعلاما مشى على هذا النهج وترك خلفه أسس وضوابط الإعلام الذي يجهلها الكثير من الإعلاميين وعلى ذلك أصبح الإعلام عندنا وسيلة للشهرة وليس للإنجاز وتطوير الثقافة في المجتمع ولا لتوصيل الرسالة على الوجه المطلوب وأصبح على حساب المجاملة للآخرين وتحسين الوضع المادي فكيف يريدون التقدم والتطور في مجال الإعلام وهم يمشون على النهج الخاطئ وتركوا الأسس والضوابط الإعلامية؟!

" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "