( أسير نص )
الوقت : 12:48 بعد منتصف الليل!
المكان : داخل سيارتي .. عند باب المنزل!
لم أستطع النزول من السيارة، كنت عالق.
عالقاً داخل نصٍّ لم أستطع التحرر منه!
كان طاغياً في الجمال.
أن تكون أسير حدود مادية فهذا معقول، وحتى لو كنت أسيراً لأفكار وأغلال وهمية صنعتها لنفسك أو مجتمعك لك.. فهذا أمرٌ طبيعي ومتكرر. لكن أن تقف أمام نصٍ طويلاً. مندهشاً. تعيد قراءته، مرة، مرتين.. حتى لا تحفظ كم مرة قمت بإعادة قراءته. هنا الدهشة الأدبية بأم عينها .
كل نص نقرأه هو تراكمات لنصوص قد قرأها الكاتب، ولتجاربه وأفكاره التي تخمّرت في أعماق أعماقه. وكل نص نقرأه هو تجربة بشرية تشبه أحدنا.
فقراءتك لكل نص يعتمد على حالتك المزاجية وظرفك المكاني والزماني وحتى ظروفك الخاصة.. ونسميها هنا (الإسقاطات).
هل قرأت مرة نص، وقلت هذا أنا ؟ أو هذه أفكاري ولكن عُبِّرَ عنها بطريقة لا أكاد أصل لها ؟ وتعيش النص. ويعيش النص داخلك..؟ هذا هو التقمّص.
فقراءتك لكل كتاب يعتمد على كل الظروف السابقة وغيرها، لذلك دائماً أحكامنا تكون خاضعة لمثل هذه الظروف. فالحكم لا يخرج منا دقيقاً صادقاً.. حتى لو توقعنا ذلك. فربما النص لم يُكتب لك الآن.. لكنه لك بعد سنة، أو عند أقرب صدمة جديدة في حياتك.
طُلِب مني ليلة البارحة أن أقرأ نصًّا ما.. لم أفكر طويلاً.. فذلك النص الذي قرأته قبل سنة ونص مازلت أتذكر شعوري الأول عند قراءته. وشدّة اندهاشي. بل إغلاقي للكتاب وفتحه. مكرراً هذه العملية من عمق ما لمست.
ربما لا يكون نصاً لعباقرة الأدب.. وربما لا يعجب الناقدين الذين لم يجربوا الكتابة حتى، إلا أني كنت أسيراً له.. وما زلت يا رفاق.
يقول الدكتور عبدالجبار الرفاعي - بعد أن أسهب في تعريف عمق الإنسان :
" ففي كلِّ شخصٍ بسيطٍ عمقٌ لا نراه،
وفي كلِّ شخصٍ عميقٍ صوت طفلٍ لا نسمعه.! "
-
محمد الشثريخرّيج إدارة .. وأرى التأمل أسلوب حياة .. والقراءة فرضُ عين! .. والكتابة سعي للبقاء .. وأحاول أن أعيش أكبر قدر ممكن من التجارب ..✨