كٌن حراً أو لا تكنْ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كٌن حراً أو لا تكنْ

  نشر في 04 شتنبر 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

" الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون " #مانديلا


الإهانة , الظلم , التجبر , الذل ,الاستعباد مترادفات سطرت معاناة الشعوب خلال التاريخ البشري الطويل وعلى مر العصور والحقب الكثيرة , وربما عصرنا الحديث الآن حاز على جائزة الأوسكار في تطبيقه الحرفي لكل معاني العار والخزي والظلم واغتياله لكل سلوكيات وممارسات الحرية البشرية , تنصل العالم من فطرته الإنسانية وضميره البشري هي النتاج الطبيعي لكل ما يشهده اليوم من قهر واستعباد وإحراق لكرامة الشعوب وإهدار لأحلامهم وانحياز للظلم والظلمة .


كبلتنا الأنانية وحب الذات والسعي وراء الماديات مما جعلنا من أنفسنا أرخص السلع فأهدرت كرامتنا من أجل لقمة عيش أو قطعة ثياب رثة بالية , نشحذ حقوقنا ونتنازل عنها تارات كثيرة , أصبحنا ندخل ضمن صفقات ربحية تتاجر فيها الطغاة بأعراضنا و أروحنا وضمائرنا وتستهتر بعقولنا وتحط من إنسانيتنا وتقلص أحاسيسنا واضعة إيانا في مفترق طرق بين العبودية الأبدية أو التشرد و الموت , بين ذل المعيشة أو عدمها .


لقد تقوقعنا على أنفسنا صانعين منهم جبابرة بذلك رضينا بالذل فطغوا خنعنا لهم فسلبونا , ارتمينا في أحضان الطغاة باسم الوطنية والسمع والطاعة ,عبدناهم وقدسناهم صنعنا منهم لاهوت لا يعصى أبدا , فأصبح المظلوم يحتاج إلى " سوبرمان " وقائل كلمة الحق خائف من قطع لسانه , وصانع الخير مبتورة يداه , وحامل القضية مغتال لا محالة , بيعت الحرية تحت مظلة الحرية واغتيلت الأوطان باسم الوطنية , وهدرت الكرامات باسم الحقوق والواجبات , وضعنا أنفسنا داخل حالة من اللاواعي، موهمين أنفسنا بأننا ننعم بكل سبل الحرية لتتكشف لنا مدى سذاجتنا وتخبطنا الفكري وعدم فهمنا الصحيح لواقعنا .


لقد روضونا الطغاة عبثوا بجيناتنا الفكرية ليسلخوا منا قيمنا , ديننا , عزة أنفسنا لننشغل بصراعاتنا عن غيرنا لنستبيح الدماء والأعراض , لندخل فيما بعد بمرحلة أكثر تطور , مرحلة موت سريري لضمائرنا , فنرى إخواننا يحيط بهم الظلم من كل مكان من حكومات طاغية إلى قوانين تعسفية مخجلة ومعيبة , إلى تشرد ومآسي حرب, إلا أننا مشغولين بتقديم القرابين لفراعيننا , والتهليل والتسبيح لجلادينا , فهل نحصل على الحرية ببناء تمثال للحرية ؟! .


الحرية ليست قدر , الحرية اختيار , و إن أحوج ما نحتاجه اليوم لفك قيودنا وتحررنا من العبودية ليس تمثالاً للحرية , ولا رموز واهية , ولا شعارات عقيمة ولدت من بطن الاستعباد, ما نحتاجه هو ثورة فكرية , ثورة عقول لا أسلحة , فهم كامل لعقيدة الحرية ورؤية واضحة لتطبيقاتها عملياً , ترسيخ لأساسيات النهضة وعوامل بناء الأمم , نزرع بذرة الأمل لنحصد غداً حرية , حينها يبنى وطن حر بداخله أبناء أحرار لا يقبلون الظلم لا على أنفسهم ولا على إخوانهم بالدين أو بالعروبة أو بالإنسانية .



آيات ملحم 


  • 3

   نشر في 04 شتنبر 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا