الشاطرة تغزل برجل حمار"، هو مثل شعبى يعبر عن حكمة الشعب فى أن الذى تتوفر له الإرادة الحقيقية في الإنتاج والعمل لا يتحجج بقلة الإمكانيات وقلة الموارد، فالإدارة الناجحة تتطلب تطويع كافة الإمكانيات المتاحة في الوصول للنجاح والتفوق.
قفز إلى ذهنى هذا المثل الشعبى وأنا أسمع وأتابع الحجج البالية من الحكومة والمسئولين عن قلة الإمكانيات والزيادة السكانية وما إلى ذلك من أمور أخرى تعكس فشل وانتكاس رهيب ووكسة على حد التعبير الشعبى عن الفشل والاخفاق.
كلنا نسمع عن مصطلح التنمية البشرية ونعرف أن المقصود به هو بناء الإنسان باعتباره أهم عناصر الإنتاج إن لم يكن أهمها جميعا، فالإنسان هو الذى يسيطر على الموارد الطبيعية بعقله وعلمه ويسخرها لخيره وخدمته وتنميته.
من هذه الزاوية نجب أن ننظر إلى الإنسان المصري، ننظر إليه من الناحية القيمية وليس من الناحية العددية.. بمعنى زواية الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تحيط به، فالتحدى الأهم الذي يجب أن تواجهه الدولة هو تحويل العنصر البشرى من عنصر ضاغط بالسلب إلى عنصر إيجابي دافع للتنمية وجسر للعبور نحو التقدم والازدهار الحقيقى.
والأمثلة كثيرة وواضحة حولنا لدول استثمرت واستشعرت قوتها البشرية وطوعتها للريادة والتقدم والازدهار في جميع المجالات
فهدف أى حكومة مسئولة هى توفير الأمن والرخاء والازدهار لابنائها والموازنة بينهما، والعبور بالناس من لحظات الانكسار الى آفاق الاذهار حتى نلحق بالركب الحضارى في عالم يسرع الخطى نحو التقدم، واضعين في اعتبارنا أنه إذا لم تكن كل يد توضع في البناء يد أمينة مخلصة وصادقة فإننا لن نحصل على ما نخطط له من النمو والازدهار، فنحن ببساطة نحتاج إلى ثورة في الأخلاق جنبا إلى جنب مع الانطلاق في العمل والإنتاج حتى نتحرر من الخوف والانسياق.
فأى بناء سليم لا يقوم على الخوف، فرب كلمة مخلصة حرة وعملا مبنيا على الإقتناع أجدى وانفع للمجتمع من ألف كلمة يمليها الرياء والنفاق وأعمال كثيرة يدفع إليها الخوف والانسياق، لابد أن نتحرر من النفاق والتهريج السياسى والمصالح الشخصية وننطلق نحو مجتمع تنموى أخلاقى بناء.
-
مجدى عبد الرحمنالمدير التنفيذي للمعهد الديمقراطي المصري للتوعية بالحقوق الدستورية والقانونية رائد بمعهد الفضاء المدني عضو مؤسس بمنتدى الممارسة الافتراضية