ثقافة العمل التطوعي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ثقافة العمل التطوعي

بقلم / عماد شرشرة فلسطين - غزة

  نشر في 21 شتنبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

العمل التطوعي والمجتمع

إن عملية التطور المستمر الذي يمر بة العالم منذ وجود الإنسان البدائي إلي يومنا هذا وتعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعيشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية المتسارعه تضع ظروفاً خاصة تقف الحكومات أحيانا عاجزة عن مجاراتها مما يستدعي تدخل المجتمع لمواجهة الواقع الموجود ومن هنا نرسم دور العمل التطوعي الفاعل والموازي للجهود الرسمية .

وقد أثبتت التجارب أن بعض الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة الغايات والخطط ومشاريع التنمية دون المشاركة الفاعلة للمواطنين والمؤسسات الأهلية التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في عملية التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرارات فيها.  

إن العمل التطوعي ظاهره اجتماعية موجودة علي مر العصور منذ بدء الخلق وحتى وقتنا الحاضر لكنها تختلف في أشكالها ومجالاتها وطرق أدائها وفق عادات وتقاليد تنسجم مع الثقافات والمعتقدات الدينية لكل عصر ودولة فالمفهوم العام للتطوع هو بذل الجهد أو المال أو الوقت أو الخبرات بدوافع ذاته تنبع من داخل الشخص نفسه .

يعتبر العمل الاجتماعي والتنموي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوما بعد يوم فمع تعقد الظروف الحياتية وازدياد الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغير مستمر وأهمية وجود جهة أخري موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية ويطلق علي هذه الجهات بالمؤسسات الأهلية ويعتبر دور هذه المؤسسات سباقاً في معالجة بعض القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ولم يقتصر المجال التطوعي علي الجانب الإغاثة فقط بل أصبح مجالاً للتدريب عليا لحياة العامة واكتساب الخبرات التي تساعد علي القيام بالعمل المطلوب حيث أن عملية التطوع أصبحت مدرسة تتيح للمتطوعين الإحساس بمشكلات الآخرين . إن العمل التطوعي فخر لكل إنسان بل ويدافع عنه في سبيل استمراره ونجاحه وتكمن أهمية العمل التطوعي في كونه يوفر الفرصة للمواطنين لتأدية الخدمات بأنفسهم مما يقلل حجم المشكلات الاجتماعية في المجتمع كما يتيح الفرصة للمواطنين للتدريب علي المساهمة في الأعمال والمشاركة في اتخاذ القرارات .

إن أهمية العمل التطوعي لا تقتصر علي كونه فعط عملاً يسد ثغره ما في نشاط الدولة والهيئات الاجتماعية فقط بل تكمن أهمية العمل التطوعي في تنمية الإحساس لدي المتطوع ومن تقدم إليه الخدمات " المواطن " بالانتماء والولاء للمجتمع وتقوية الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة ورسم السياسة التي تقوم عليها تلك المؤسسات الاجتماعية ومتابعه تنفيذ برامجها وتقويمها بما يعوج علي المجتمع بالنفع العام وكما كثر عدد المتطوعين كلما دل ذالك علي وعي المواطنين وحسن تجاوبهم مع الهيئات والمنظمات الأهلية داخل المجتمع .

إن عملية الانخراط في الأعمال التطوعية تعكس أثار فردية واجتماعية هامه تؤدي إلي تقوية الترابط بين أفراد المجتمع وزيادة الخدمات التي تقدم إليهم واستمراريتها ومن هذه الآثار :-

1- الآثار الفردية

* الشعور بالراحة النفسية

* تحقيق مكسب ديني وهو الواجب نحو الله

* شعور الفرد بوجوده في المجتمع

* تقوية الانتماء الوطني بين الأفراد

*الإحساس بذات الفرد وأهميته في المجتمع

2- الآثار الاجتماعية

* تقوية الترابط والتكافل بين أفراد المجتمع

* شعور المجتمع بحاجة الفرد وشعور الفرد بحاجة المجتمع له

* تنمية روح التنافس في المجتمعات التطوعية

* زيادة أمكانية تقديم الخدمات للمجتمع

ما الذي يحققه المتطوعون ومن يحق له أن يتطوع ....

نشر الفكر التشاركي في مجتمعاتهم.

التخفيف من المشاكل التي يعاني منها المجتمع كالفقر، والإعاقة، التلوث البيئي، الأمية......الخ.

تقديم الخدمات التي يحتاجها المجتمع.

تأمين المساعدات الإنسانية في المناطق التي تعاني من التخلف والفقر المدقع.

من يحق لهم التطوع

الأطفال والشباب والرجال والنساء والشيوخ كل على قدر وقته وخبرته.

وفي مجال التعلم التطوعي قام الباحثون بالتفريق بين نوعين من أنواع العمل التطوعي وهما :-

النوع الأول أطلق عليه ما يعرف بالسلوك التطوعي والذي يقصد به مجموعة تصرفات يمارسها الفرد وتنطبق عليها شروط العمل التطوعي ولكنها تأتي استجابة لظرف طارئ أو لموقف أنساني محدد .

النوع الثاني فيتمثل بالفعل التطوعي الذي لا يأتي استجابة لظرف طارئ بل يأتي نتيجة تدبر وتفطر بأفكار تفيد المجتمع مثل تنظيم الأسرة وحقوق الأطفال .... الخ فهنا يتطوع الأشخاص للحديث عن أفكاره في كل مجال وكل جلسة .

وفي النهاية الأمر هل أنت من ضمن النوع الذي يستجيب للمجتمع في حالات الطوارئ أو انك متطوع لكي تحي فكره ما أو تنشر فكرة ما تفيد المجتمع فأنت تبذل الكثير لأجل انتمائك لفكرة ما في الواقع إننا نملك الكثير من الوقت وفي وسعنا أن نمنح جزءاً منه لنتطوع لخدمه المجتمع وخدمه الآخرين حيث أنه لا بد أن يكون العمل التطوعي جزءا من حياتنا وتفكيرنا واهتمامنا كلنا دون استثناء بمختلف قدراتنا وأوضاعنا المالية يمكن أن نقدم خدمة ما .



   نشر في 21 شتنبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا