قراءة (( لنص هُنا بقايا أمسيات )) للشاعرة زينب الكناني كتابة - صدام غازي محسن
ثلاث أزمنة في قصيدة
نشر في 25 يوليوز 2017 .
النص
---
(هُنا بقايا أمسيات)
هناااااا
حيثُ خطوَّنا
وعلى بُعدِ حُلم وخطوتين
غَرستُكَ في صدري
فأينعت
قصيدة عناق
ـ
هنا
ذات الطريق
تَجَسَّدتُّ
حيث كنا
وأنتَ شاهدي
الوحيد
أجترها الَّلذة
حُلمٌ ويقظة
هُنا
أبحث في روحي
بقايا أُمسيات
والذكرى
تارةً هُنا
وطوراً هُناك
حيث تبعثرت حروف
العناق
--------------------------------------------------
تعريفات
الزمن - أمر نحس به أو نقيسه أو نقوم بتخمينه ، وهو يختلف باختلاف وجهة النظر التي ننظر بها بحيث يمكننا الحديث عن زمن نفسي أو زمن فيزيائي أو زمن تخيلي
هُنا ( اسم ):
اسم إشارة للمكان القريب
-------------------------------------------------
الدخول لأزمنة النص
اولا - الزمن الحلم
تقول الشاعرة في المقطع الأول
هناااااا
حيثُ خطوَّنا
وعلى بُعدِ حُلم وخطوتين
غَرستُكَ في صدري
فأينعت
قصيدة عناق
هنا المكان القريب , دخلت بها الشاعرة الى بداية النص حيث تقول مؤكدة ما بعدها
حين جاء التأكيد على القرب المكاني , أي إنها حاضرة كحقيقة هنا في العالم , أو ربما في هذا المكان , أو في هذه الغرفة . لكنها حاضرة وحدها . وتؤكد على إن خطواتها مؤجلة لتنفي إسم الإشارة على التقائها به مكانيا , وبذلك نفت الشاعرة حتمية اللقاء فلم تربط المسافة الخطوية بينها وبينه بالمكان , بل ربطتها بالحلم .
حيثُ خطوَّنا
وعلى بُعدِ حُلم وخطوتين
أكدت الشاعرة على إن رغم الخطوات المؤجلة ورغم إنها لا زالت بطور الحلم , الا إنها اكدت الغراس ... حيث مكان القلب بالصدر فأتى الغراس كي يـؤكد حرمة أن يموت بعد أن أينع , بل ربطت هذا الغرس بالثمر حيث قصيدة العناق وبما إن القصائد تعتبر مزيجا بين الخيال , والواقع , فهو أول زمن تكلمت به الشاعرة وهو زمن الحلم .
-
الزمن الثاني - الزمن الواقعي الشعوري
هنا
ذات الطريق
تَجَسَّدتُّ
حيث كنا
وأنتَ شاهدي الوحيد
أجترها الَّلذة
حُلمٌ ويقظة
في هذا المقطع قطعت الشاعرة خيط الحلم لتباشر الدخول الى عالم الحقيقة , حيث الزمن الواقعي الشعوري الفعلي . تقول مؤكدة ايضا على كلمة
هنا ذات الطريق
أي عبرت المرحلة الاولى مرحلة صور الحلم للإلتقاء , والكل يعرف أن المرحلة الأولى أي مرحلة اللقاء الأولي تكون دوما متحفظة يكسوها الخجل والرتابة ! فقفزت الشاعرة نحو لقاء لم يكن اول لقاء بل ما بعد أول لقاء حين قالت
ذات الطريق
أي الطريق الذي قطع لأكثر من مرة
حيث كنا و أنت شاهدي الوحيد -
أتت هذه العبارة مؤكدة على الخلوة , حيث لا ثالث وهو ما أكد على الالتقاء الفعلي , مسترسلة الشاعرة حيث مزجت اللذة ما بين الحلم واليقظة أي بين الشعور واللاشعور .
-
الزمن الثالث - زمن النوستالجيا
في تعريف النوستالجيا - (( النوستالجيا هي الحنين إلى ماضي مثالي أو العودة بالذكريات لحالة عاطفية سابقة أو الحنين الى وطن ))
وهنا أتت المرحلة الثالثة حيث الدخول في زمن الماضي أي الى النوستالجيا , الحنين الى تلك اللحظات واسترجاع الذكريات , حيث تسترسل الشاعرة لتقول
هُنا
أبحث في روحي
بقايا أُمسيات
والذكرى
تارةً هُنا
وطوراً هُناك
حيث تبعثرت حروف
العناق
هنا أتت أيضا المكانية , في هذه اللحظة القريبة وفي هذا المكان التي هي فيه لكن وحدها بدونه
أبحث في روحي
بقايا أُمسيات
والذكرى
تأكد المنظور على إن هذه اللحظة هي ماض لكل ما قيل , حيث الحنين أصبح بأوجه لاستجلاب الذكريات , حيث التذكر واسترجاع الصور وكل فلاشات اللحظات السابقة .
بقايا أُمسيات
والذكرى
ومن قراءة للنص , أتت ثلاث مراحل أخبرتنا بها الشاعرة
1-الزمن الحلم
حيث رسم صور وأحداث قد تطابق التخيل بنسب مؤية متفاوتة أو قد تختلف عن اللوحة الحقيقة عن الإلتقاء .
2- زمن الحقيقة
هو زمن الحقيقة الفعلية بعيدا عن تلك اللحظات التي رسمها الحلم , أو تطبيقا لبعض الحلم لكنها أي الأحداث تعتبر شعورية لا تخيلية .
3- الزمن الثالث النوستالجيا
أي استرجاع لقطات الأحداث الماضية .
هذا النص يعتبر من النصوص السلسة للقارئ , او يعتبر نصا عاديا لمن لا يغوص فيه , لكن الحقيقة إن الشاعرة أجادت أن تمزج ثلاث أزمنة في نص واحد .
وهو نص يعتبر روحيا فلسفيا ممزوجا برؤية تصوفية , وهذه ثلاث أزمنة صهرت في قصيدة واحدة .
-------------------------------------------
كتابة - صدام غازي محسن