نحنُ نستخدم 10 % فقط مِن قُدرةِ المُخِّ !
مقالٌ إجتماعي بائِسٌ .
نشر في 24 يونيو 2016 .
عزيزُي القارِئِ اِنتبه إنّه ليْس مقالا عِلميّا كما تخيّلتِ لِلوَهلةِ الأوْلى , لكِنّه مقالُ ناتِجٌ مِن بُؤسِ خطِّ سيْرِ الأحداثِ في مِصرٍ .
و ليْس خطُّ السّيْرِ السّياسيِّ كما تخيّلتِ خُطِّئاً مُجدّدًا , و لكِنّ خطّ سيْرِ زواجِ مِصريِّ صالوناتي بحتٍ, كم مِن زيجاتٍ خرّبتِ بِسببٍ إختلاف الأهالي على من يتحمّلُ النّجفُ و من يتحمّلُ السّجّادُ ؟
و أحُبًّ هُنا أخصّ بِالذِّكرِ رفيعُ المقامِ " النيش " بِكُلُّ مُشتمِلاتِهِ مِمّا لا يستخدِمُ تحت أيُّ ظُروفٍ و لكِنّه مُجرّدُ زيْنةِ يتفاخرُ بِها ذويَ العُقولُ الفارغه أمام بِنتِ خالتِها و زوْجةٌ أخيها و مِن الّذي اِنتصر في معركةِ أُقوي نيش و مِن تحصُلُ على ميداليَةٍ النيش المِثاليّ .
ويْكأنّ مِن سيدخل شُقّتهُم ليْس داخِلُها لِزيارةٍ أوْ مُناسبةً ولكِنّ لِشِراءٍ ما يلزمُهُ مِن النيش مول .
فلوْ كانت قُدرةُ الإنسانِ الطّبيعيِّ هي اِستِخدامٌ 10 % مِن قُدراتِ مُخِّهِ فالمُستخدم مِن قُدراتِ عقلٍ مِن ذُكرتِهُم مُنذُ قليلٍ لا بِتعدّى الٍ 0 . 000005 %. كمّيّةُ التّعقُّدياتِ في الزّواجِ المِصريِّ لا تُعدُّ و لا تحصى فتجِد مِن أشترت خمسةً عشر بطّانيّةٌ في جِهازِها و مِن قامت باحضار ماكينة البتيفور و هي أصلا تجِدُ صعوية في تحضيرٍ كوبا مِن الشّاي .
لا أستبعِد في يوْمٍ مِن الأيّامِ يكون شِراءُ السّيّارةِ جُزءُ أساسي مِن جِهازِ العروسِ , لك أن تُقِرّا القائِمة الّتي يُمضى عليها الزّوْجُ و تتعجّبُ مِمّا هوَ مكتوبٌ : طاقِمٌ لِلخُشافِ و جِهازً غزِّ البنات و لن تستطيع منعً نفسُك مِن الإستغراب حينما سمِعتِ مُؤخّرا عن ماكينة تنضيف لِلدّجاجِ !
لعلّ حلقة الإعلاميِ أحمدُ الشُّقيْريّ عنِ النيش و إطلاقُ حملةٍ لِلقضاءِ على هذِهِ الظّاهِرةِ تحت هاشتاج # النيش_مايلزمنيش لُفِتتِ الأنظار إلى الموْقِفِ البائِسِ الّذي نعيشه , تُمّ تدشينٌ تِلك الحملة بِهدفِ الوُقوفِ ضِدُّ العاداتِ المُجتمعية الخاطِئة ، الّتي تُعدُّ شكليّاتٍ لا أهمّيّةً لها – مِن وجِهةِ نظرِهُم - وما هي إلّا موْروثاتٍ اُنتُقِلتِ مِن جيلٍ إلى جيلٍ .. وأُشارُّ إلى أنّ أكثر مِن 300 . 000 أُلِّف شابٌّ اُقتُرِضوا مِن أجل الزّواج فى سنةُ واحِدةٍ ، وكان حجمُ القُروضِ 400 مِليونُ دولارٍ .... هل تُخُيِّلتُم الرّقم ؟
تُخُيِّلوا كم إقترضت العائِلاتُ المُتوَسِّطةُ الدّخل لِكيْ لا تظهرُ بِنتهُم في وضعِ حرجٍ أمام أهلِ الزّوْجِ لِأنّها لم تنتصِر في معركةٍ النيش .
كذلِك فكُرةُ الفرحِ المُكلّفِ بِالمُغنّيين و الفِرقُ الموسيقيّةُ لا أرى أنّ عروسيْنٍ يحتاجا كُلُّ ذلِكً الصّخب لِكيْ يعُلُّنا أنّهُما تزوُّجًا .
صراحةً لا أعرفٌ متى تنتهي تِلكً الظّاهِرة السّرطانيّة و هل ستنتهي فِعلًا أم نحتاجُ لِجُمِع تبرُّعاتٌ لِلقضاءِ عليها؟
-
Eman Mostafaصحفية و كاتبة مستقلة مصرية,حاصلة على شهادة إعلام قسم صحافة من جامعة السوربون بفرنسا.